التأتأة
- التصنيفات: استشارات تربوية وأسرية - استشارات نفسية -
ابني عبدالرحمن 5 سنوات تأخَّر في الكلام، وبدأ يتحدَّث عندما كان عمره 3 سنوات، إلى هنا والأمور تمام، ولكن منذ خَمسة أشْهُر انتقلْنا إلى أستراليا للدراسات العُليا، ولاحظْتُ عليْه التأتأة، وتفسيري لذلك - والله أعلم -بسبب التحدِّي الذي واجهه للتَّحدُّث باللغة العربية واللغة الإنجليزية، الأمر يُقلقني يا دكتور، وأخشى من تطوِّر المشكلة واستمرارِها، علمًا أنَّ العائلة لا يوجد بِها من يتأتئ، وعلمًا أنَّه يتحدَّث اللُّغتين الآن بفصاحة طيِّبة.
الأخ الكريم:
التأتأة من الأعراض الشَّائعة التي تُصيب الأطفال، وفي معظمها يزول دون أثَرٍ على المدى الطَّويل، وخاصَّة في هذا العمر - سن السنوات الخمس - أريد منك الآتي:
أوَّلاً: من الوسائل التي تخفِّف التَّأْتَأَة، وتقلِّل من تأثيرِها على الطِّفل: عدم الضَّغْط عليه كي يتحدَّث بدون تأتأة، دعْه يتحدَّث بكلِّ ارتِياح وهدوء، حتى لو حدثت التأتأة.
لقد أثبتت الأبحاث: أنَّ تغيير نظرة الطِّفل وأهلِه نحو التأتأة، وجعلها أمرًا عاديًّا - له مفعول إيجابي رائع، ولا مانعَ لو صبرتُم قليلاً حتَّى تخرج معه الكلِمة، ولا تظهِروا الفرح من حديثِه بدون تأتأة، ففي ذلك رسالة خفيَّة: "نُحِبُّك بدون تأتأة"؛ وهذا غير مقبول.
ثانيًا: مثل هؤلاء الأطْفال يتعرَّضون للضَّغط النفسي، والاستهْزاء من إخوانهم وأقرانِهم، لا تسمحْ بذلك قدْر الإمكان، ليس بِحماية الطفل بل بتعليمه كيف يتعامل مع مثْل هذه التَّعليقات، وكيف يُحَدِّث نفسَه بشكل إيجابي.
إنَّ اهتِزاز ثقة الطفل بنفسِه قد يعرِّضُه لمشكلاتٍ أكْثر أهمِّيَّة من التأتأة نفسِها.
ثالثًا: هناك تخصُّص مشهور اسمه "علاج النطق Speech Therapy"، وهؤلاء هم أفضَلُ مَن يساعد الأطفال للتغلُّب على مشكلة التأتأة، قد لا يكون من المتيسِّر أن تجد معالجَ نطقٍ عربي في أستراليا، ولكن اعرض الطفل على معالج نطق أسترالي، واشْرح له المشكلة، وسيُعطيك نصائح قيِّمة، وسيحدِّد هل يحتاج إلى علاج طويل الأمد أو لا؟
ختامًا: أطفالُنا بحاجةٍ إلى دعْم نفسي مستمرٍّ، وتقليلٍ من شعورهم بالقلق والحرص على الكمال.