خيالاتي المزعجة انعكست على حياتي وتفكيري، فكيف أساعد نفسي بالقضاء عليها؟
- التصنيفات: استشارات نفسية -
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مشكلتي غريبة قليلا، وتتمثل في الخيالات المزعجة التي تأتيني بشكل مستمر، وتسبب لي الألم الجسدي والنفسي، بدأ الموضوع منذ فترة، ولا أتذكر كيف بدأ، لكنه تطور بشكل مزعج.
من التطورات التي عشتها بأنني كنت أشاهد فيلم معين، وجاءت لقطة بها تعبير عن موضوع الجنس الخلفي، لم أكن أعرف ما هذا، ولم يكن المشهد واضحاً، ولكنه يشير للأمر، وأنا استوعبت الأمر، ومنذ ذلك الحين أتخيل ما رأيت في جسدي، نعم إنه يضايقني وبشدة، حاولت التخلص من تلك الخيالات، ففي بعض الأحيان لا أبالي، وأحياناً أخرى أقوم بالتحقير من شأنها، أو أن أحافظ على تركيزي فيما أفعل، ومقاومة تلك الفكرة، لكن كل الطرق تفضي إلى الفشل، لتعود تلك الأفكار وخصوصا في البيت، إن دخول دورة المياه بالنسبة لي أمر شاق للغاية؛ بسبب فكرة عابرة، ولكنها التصقت بعقلي في كل مرة أدخل بها لدورة المياه.
في وقت الصلاة وعند القراءة، في كل وقت، لا أستطيع التركيز في وجودي في البيت، أصبحت الراحة أمراً شاقاً بالنسبة لي، لا أستطيع التفكير بشكل حر، وأبرر لنفسي بأنني أتهيأ نفسي لو -لا قدر الله-، وتعرضت للاغتصاب، لأن تلك الفكرة تخيفني وبشدة، ثم أعود وأقول بأن الصدمة تكون مرة واحدة وليس على عيش العذاب وكل تلك المخاوف، أريد حلاً، حلاً أستطيع تطبيقه لتختفي تلك الخيالات، لا أريد تناول الأدوية لأنني جربتها في الماضي دون فائدة.
ثانياً: كنت أعاني من الشكوك الدينية لفترة، وقد خفت الآن، ولكنني ما زلت في حيرة من أمري، هل أكرس وقتي للتحقق من عقيدتي، خصوصا أن هناك بقايا أسئلة، أم أستمر على ما أنا عليه، علماً أنني أحاول التقرب من الله، والالتزام، وأسعى لتطوير بعض الأمور فهل هذا كافٍ؟
ثالثاً: منذ فترة كنت أستاء كثيرا من السباب الذي أسمعه، وأضع يدي على أذني من كثرة الأذى الذي يسببه لي، لكن تحول الأمر بعدها إلى الله، كل ما كنت أكرهه تحول في عقلي إلى الله، لقد تجرأت على الله بشكل واضح، وصرت بعدها أبرر لنفسي، هذا الأمر يخف ويعود عند التوتر أو في المواقف الشديدة والقلق في أوقات الامتحانات، نعم كنت أعانى بمعنى الكلمة.
رابعاً: أصبحت أوسوس في النظافة، وأغتسل كثيراً حتى أضمن أنني نظيفة، أقضي وقتاً طويلاً، وذلك الشيء يزعجني، وأقول بأنني سوف أضيع عمري في دورة المياه، فكيف لي أن أنظف نفسي بعد قضاء الحاجة؟ وهل استخدام شطاف الماء كافٍ، فأنا استعملت طريقة الاستنجاء باليد، وأظن أن ذلك يصيب ملابسي بماء نجس، فماذا أفعل؟
وجزاكم الله خيراً.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أنت تعانين من وساوس قهرية، وأعتقد أن اجتهاداتك وتطبيقات السلوكية معقولة جدًّا، لكن لم تتحسَّني بالصورة التي تودينها، وذلك لأن القلق مهيمن عليك، خاصة القلق التوقعي أو الافتراضي، وهو من أسوأ المكونات التي تكون الوسواس القهري، وفي هذه الحالة الحل هو عن طريق الأدوية.
أنت ذكرت أنك لا تريدين دواءً، لكن هذا القرار، مع احترامي الشديد لشخصك الكريم هو قرار خاطئ، لأن علاج الوساوس يتكون من العلاج الإسلامي، وهو: الإكثار من الاستغفار والذكر والحافظ على الصلاة، والتجاهل، وأن تستعيذي بالله من الشيطان الرجيم، وأن يلتزم المؤمن بعباداته بصفة عامة، هذا يُدعِّم الإنسان نفسيًا.
والعلاج الثاني هو العلاج الاجتماعي: أن تُكثري من التواصل الاجتماعي حتى تصرفي انتباهك تمامًا من الوسوسة.
والعلاج الثالث: هو العلاج النفسي، وأنت تحدثت عنه بصورة رائعة جدًّا.
والعلاج الرابع: هو العلاج الدوائي.
هذه الأربعة يجب تتضافر مع بعضها البعض حتى تكتمل الصورة العلاجية ويتأتَّى الشفاء والعافية بإذنِ الله تعالى.
إذًا لا تحرمي نفسك من نعمة الدواء، قال -صلى الله عليه وسلم-: «ما أنزل الله من داء إلا أنزل له دواء، فتداووا عباد الله»، فأعرضي نفسك على طبيب نفسي، وحتى إن كان لديك تجارب سابقة فيما مضى مع الأدوية أعتقد أن هذه المرة سوف تكون التجربة إيجابية، لأن أعراضك واضحة، وهي من النوع الذي يستجيب للدواء أكثر ممَّا يستجيب لأي شيء آخر.
من أفضل الأدوية التي سوف تساعدك عقار يعرف تجاريًا باسم (بروزاك Prozac)، ويسمى علميًا باسم (فلوكستين Fluoxetine)، أو عقار يعرف تجاريًا باسم (فافرين Faverin)، ويعرف علميًا باسم (فلوفكسمين Fluvoxamine).
اذهبي وقابلي الطبيب النفسي، أو حتى طبيبة الرعاية الصحية الأولية أي طبيبة الأسرة، ويمكن أن تقوم بمتابعة حالتك.
باركَ الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.