الملل من الحياة الزوجية

امرأة متزوجة منذ 25 عامًا، تشكو من حياتها مع زوجها؛ فهو يشعرها دائمًا بالسلبية، ولا يخصص لها مصروفًا في يدها، وبعد أن حصلت على الوظيفة، أصبحت تطالبه بالنفقة، وهو يرفض، وتسأل: هل تطلب الطلاق؟

  • التصنيفات: فقه الزواج والطلاق - استشارات نفسية -
السؤال:

أنا سيدة متزوجة منذ ٢٥ عامًا، ومشكلتي مع زوجي أنه أولًا: كثير النقد ودائم التعليق على أفعالي بالسلب، حتى إنني كدت أفقد الثقة بنفسي في بداية حياتي، بالرغم من أنني كنت طالبة متفوقة جدًّا في الجامعة، والأمر الثاني: أنه لا يعطيني أيَّ مخصَّصٍ ماليٍّ في يدي، وإذا احتجتُ شراءَ حاجيات أو ملابس لي ولأولادي، فإنه يأخذني إلى السوق، ويكون في منتهى الغضب ويكون كثير الصراخ عليَّ وعلى أطفالي، حتى إنني أشتري أي شيء يقبل به؛ لأنفتل من المكان خجلًا، وبعد سنوات منَّ الله عليَّ بوظيفة، وأصبحت أشتري ما أريد لي ولأولادي، ونأكل من المطاعم، وكأننا خرجنا إلى الدنيا، والآن عمري ٤٥، وعمره ٥٣، وأشعر بالأسى والحزن على قادم أيامي؛ فأنا أشعر أني أعيش معه لأستأذنه في كل أموري، وأطبخ له، وأُضيِّفَ ضيوفه، وأتمنى أن أعيش حرة، وقد طلبت منه أن يخصص لي نفقة بحكم أنني زوجته وأن هذا واجبه، فجُنَّ جنونه، وقال لي: اتركي الوظيفة إذًا، طبعًا أنا أمضيتُ سنوات عجافًا دون وظيفة، وأعلم كيف سيكون حالي، وأنا أشعر برغبة في العيش سعيدة فيما تبقَّى من أيامي؛ فلستُ أجد عنده عطاءً معنويًّا أو ماديًّا، أرشدوني هل أعزم على الطلاق منه إن لم يوافق على النفقة؟

الإجابة:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:

أختي الفاضلة، جميعنا يشعر بالملل والضجر من أمور نتحملها على مَضَضٍ، ونشعر بأن طاقتنا استُنفِدَت، وأننا غير قادرين على تحمُّل المزيد، لكن هل نمتلك رفاهية الانسحاب والانفصال؟

 

أختي الكريمة، عمر زواجكِ ٢٥ عامًا، أثمر اثنين من الأبناء؛ أي: إنهم في عمر الشباب، وعمرك ٤٥ عامًا، وفي هذه السن نتعرض لتغيرات هرمونية تؤثر على مزاجنا العام، ورؤيتنا للمشاكل التي تواجهنا؛ بمعنى أننا نتألم منها أكثر.

 

لديكِ وظيفة تمنحكِ الاستقلال المادي، وحرية الصرف إلى حد معقول كما تفضلتِ.

 

ضَعِي تصورًا لمشكلتكِ في هذا الإطار، وفكري في سُبُلٍ للحلِّ بالإجابة على: ما الذي يضيفه إليكِ الطلاق؟ ما الضرر الذي سينتج عنه لكِ ولأولادكِ ماديًّا واجتماعيًّا ومعنويًّا؟ هل من الممكن أن تُحدِثي بعض التغييرات التي تحسن من شكل الحياة؟

 

أتذكَّرُ مخاطبة الله عز وجل رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم في سورة الضحى؛ تأملِّي قوله سبحانه: {أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيمًا فَآوَى * وَوَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدَى * وَوَجَدَكَ عَائِلًا فَأَغْنَى} [الضحى: 6 - 8]، فأوجد له البديل، إذًا فقد أنعم عليه.

 

منَّ الله عليكِ بالوظيفة وغيرها كثير من النعم، حاولي تجاوزَ طباع زوجكِ التي تزعجكِ واستمتعي بنعمِهِ عليكِ: {لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ}  [إبراهيم: 7].

 

تعايشي مع هذه العيوب، وتيقني أننا جميعًا لدينا عيوب.

 

هداكِ الله لِما يحب ويرضى، ورزقكِ الرضا والسكينة.