تكفير الذنوب بالتصدق عن كل ذنب
رجل يسأل عن فكرة قام بتنفيذها؛ وهي أن يكون عنده صندوق يتصدق فيه عن كل ذنب يذنبه، فإذا تجمع في الصندوق مبلغ من المال، فإنه يشتري به مواد تموينية يتصدق بها على الفقراء، ويسأل عن مشروعية هذه الفكرة.
- التصنيفات: فقه الزكاة - الآداب والأخلاق -
السلام عليكم ورحمة الله، شكرًا جزيلًا لكم على الرد على رسائلي ورسائل الجميع، وجعل الله جهودكم جميعها في موازين حسناتكم.
كنت أريد أن أسأل عن فكرة خطرت لي، وهي أن يكون في بيتي صندوقٌ أضع فيه صدقة تطهرني من كل ذنب أذنبه؛ سواء كان الذنب نظرةً أو سبًّا لأحد، أو غِيبةً لأحد، وكلما تجمع فيه مبلغ، فإني أشتري به أكل ومواد تموينية، وأتصدق بها على الفقراء والمحتاجين، نعم أعلم أن الأجدر أن أمتنع عن الذنوب، ولكني بشرٌ أجاهد نفسي، فأصيب وأخطئ
سؤالي: هل فكرة الصندوق مشروعة، حتى ولو لم تَرِدْ عن الرسول عليه الصلاة السلام؟
وسؤال آخر: هل إذا ما اغتبتُ أحدًا، وتصدقت عن ذلك، هل هذا من مكفرات الذنوب؟
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
ذكر الله تعالى أن الحسنات يذهبن السيئات؛ فقال تعالى: {وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ} [هود: 114].
وذكر تعالى أن الصدقات سببٌ في تكفير الذنوب؛ فقال تعالى: {إِنْ تُبْدُوا الصَّدَقَاتِ فَنِعِمَّا هِيَ وَإِنْ تُخْفُوهَا وَتُؤْتُوهَا الْفُقَرَاءَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَيُكَفِّرُ عَنْكُمْ مِنْ سَيِّئَاتِكُمْ} [البقرة: 271].
وقال النبي صلى الله عليه وسلم: «... والصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار» [1].
ولما أراد كعب بن مالك رضي الله عنه التوبةَ من تخلفه عن غزوة تبوك، ((قال: يا رسول الله، إن من توبتي أن أنخلع من مالي صدقة إلى الله وإلى رسوله صلى الله عليه وسلم، قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أمْسِكْ عليك بعض مالك؛ فهو خير لك» [2].
قال في (مغني المحتاج): "ويُسَنُّ التصدق عقب كل معصية، قاله الجرجاني، ومنه التصدق بدينار أو نصفه في وطء الحائض"[3].
وعليه أخي الكريم؛ فما تقوم به عملٌ مشروع، ولك فيه الأجر إن شاء الله تعالى.
أسأل الله تعالى أن يتوب علينا جميعًا.
[1] أخرجه الترمذي (614)، وابن ماجه (3973)، وصححه الألباني.
[2] مغني المحتاج (4/ 198).
[3] أخرجه البخاري (2757).