أريد التخلص من الرغبة في الشذوذ
شاب يعاني من السلوك الشاذ بسبب مَيْلِه للرجال، ويسأل عن طريقة يتخلص بها من هذا الشعور.
- التصنيفات: استشارات نفسية -
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا شابٌّ مثقفٌ أخاف من رب العالمين، لكنني أعاني سوء السلوك الجنسي، والحمدُ لله لا أعاني مِن أي مشاكل عُضوية لكن المشكلة تكمُن في الرغبة المنحَرِفة مع الرجال!
تطورت المشكلة لدرجة أنني أصبحت أُثار مِن الرجال في أي مكان، وأُصاب بالارتباك عند مخاطبتي لأي رجلٍ، خصوصًا إذا كان غريبًا.
أمَّا النساءُ فلا أُكِنُّ لهنَّ أي مشاعر، ولم يسبقْ لي أي علاقة مع أي امرأةٍ ولا حتى في العلاقات العاطفية، فلا أرتاح فيها، ولا أستطيع التعرف إلى امرأةٍ والتحدث معها مدة طويلة؛ لأنني أحس بالملل والضيق، ويعجز لساني عن التعبير ولو كذبًا، بعكس الرجلِ.
أرجو أن ترشدوني لطريق الحل للتخلص من هذا الشعور الشاذ؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الشذوذُ أو ميلُ الرجل للرجل مِن المشاكل التي تحتاج إلى جديةٍ في التعاطي والعلاج، ونحب هنا أن نذكرَ دائمًا بأن هناك فرقًا بين الميل الشاذ والتعاطي الشاذ.
فالميلُ الشاذ قوة نفسية قاهرة لا بد من مقاومتها ومجاهَدَتِها، وهنا يكون صاحبُها مَعذورًا شرعًا وقانونًا.
أما التعاطي الشاذُّ فهو خطيئةٌ كبيرة، يستحق صاحبُها العقاب شرعًا وقانونًا، ووجودُ الميل هنا لا يُبَرِّر الجريمة، ولا يجعلها شرعيةً وقانونيةً، إلا في بعض القوانين الوضعية التي لا تستند إلى أسسٍ علميةٍ وشرعية صحيحة.
لذلك إن كنتَ ألممتَ بشيءٍ من الممارسات الشاذة مع آخرين، فعليك بالتوبة النصوح إلى الله تعالى من هذا الفعل.
أمرٌ آخر يجدر التنبيه عليه، وهو: التذرُّع بكون هذا الميل وراثيًّا، لا سيما مدرسة علم النفس الغربية التي تدعم هذا التوجه دون بحوثٍ علمية محكمة تثبت هذا الموضوع، والواقعُ أن الشذوذَ والميل لا علاقة له بالوراثة، ولا بالمورثات الجينية كما هو سائدٌ غربيًّا، بل بدأت البحوثُ تُؤكِّد عدم وجود علاقة بين الجينات والشذوذ.
على سبيل المثال تم صدور دراسة بعنوان: جيناتي هي التي جعلتْني أفعلها: Mygenesmademedoit مِن تأليف د. نيل وايت هيد وبريروايت هيد.
استعرض فيها المؤلفان الدراسات الغربية السابقة ورَدَّا عليها.
وتبين من هذه الدراسة أن هناك عواملَ عديدة تدعم الشذوذ، وكلها عوامل بيئية وليستْ جينية:
• منها وجود مشاكل بين الأب وابنه؛ بحيث يفتقد الولدُ لحنان الأب، فيلجأ إلى البحث عن ذلك عند الكبار؛ خاصة كبار السن.
• ومنها الاعتداء الجنسي الذي تعرَّض له الشاذُّ في طفولته.
• ومنها أنماط وتجارب جنسية مع الأقران في الطفولة.
أما علاجُ مِثْل هذه الحالات فإنَّ مِن أعظم أسباب العلاج: الإيمان بضرورة العلاج، وثقة الإنسان بأنه قادرٌ على ذلك بإذن الله، وقد وجد أنَّ أعظم ما يعين الشاذ على علاج نفسه هو اللجوء إلى الدين، والاعتصام بحبل الله المتين، وهذا ما ندعوك إليه أخانا الكريم، فأنت جادٌّ وتبحث عن حلٍّ، ولا حل إلا بأمرينِ اثنينِ:
• أحدهما: أساسي.
• والثاني: حلول تكميلية.
أما الأمر الأساسي فهو: رفع الكفاءة النفسية والإيمانية، ويلزم منه الحِفاظ على جميع الفرائض والصلوات، والأذكار وتلاوة القرآن الكريم.
والأمور التكميلية لعلك تعرفها جيدًا، مثل:
• الابتعاد عن الشواذ وقطع وسائل التواصل معهم.
• الابتعاد عن وسائل الإثارة في الإنترنت والأفلام.
• اللجوء إلى الصوم (صيام التطوُّع).
وأخيرًا ننصحك بالتوجه إلى مختصٍّ نفسي لتقديم المساعدة مباشرة، وتعامل معه بكل وضوح وسوف يقوم بمساعدتك بإذن الله.
نسأل الله تعالى أن يُطَهِّرَ قلبك، وأن يُحَصِّنَ فرجك، وأن يرزقك التقوى والعافية
واللهُ الموفِّق