الفشل المتكرر في الخطوبة
فتاة أعرَضت عن أمر الزواج، وساءت نفسيتها، وتزعزَعت ثقتها بنفسها، بسبب الفشل المتكرر في الخطوبة، وتسأل: ما النصيحة؟
- التصنيفات: فقه الزواج والطلاق - استشارات نفسية -
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
كرِهتُ الزواج لسببين؛ الأول: أن لديَّ قلقًا ومشاكل نفسية لا تجعلني أصلح للزواج، والثاني: تكرار خطوبتي عشرات المرات، فمنذ كنت في الجامعة وأنا أُخطب وأرفض، فقد كنت لا أستطيع تحمل مسؤولية الزواج، ثم فتحت باب الموافقة بعد التخرج، وفي غضون أربع سنوات تقدم إليَّ عشرون خاطبًا، استقبلت عشرة منهم، وأحيانًا يكون الرفض من الخاطب ذاته بعد الرؤية الشرعية، وأحيانًا أخرى يكون الرفض من النساء، وقد أثَّرت كل تلك الأمور على نفسيتي وحاولت جاهدة أن أستعيد ثقتي بنفسي، وقبل أسبوع تقدم إليَّ خاطب آخر، وقد قبِلتُه، لكنهم قالوا بأنه صلى الاستخارة، وليس ثمة نصيبٌ، فحمدتُ ربي أن صرف عني شر هذه العقليات الغريبة، هذا الفشل المتكرر في الخطوبة أتعبني، وزرع فيَّ شعورًا بأن الزواج أمرٌ بعيد المنال عني، وقررت أن أصرف أمر الزواج عن حياتي، ولكني أخشى أن أظلم نفسي، ما الحل؟ وجزاكم الله خيرًا.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
ابنتي الكريمة، علَّمنا الحق سبحانه أن الزواج سكن ومودة ورحمة، وآية من آيات الله في الكون؛ {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ} [الروم: 21].
مشكلتكِ ابنتي ليست في الزواج، مشكلتكِ في الحرج الذي نتج عن مشروعات الخِطبة التي لم يُقدِّر الله لها التوفيق.
ونحن في بيئتنا العربية تَحكمنا كثيرٌ من العادات والتقاليد التي أحيانًا تكون عائقًا أمام اكتمال الزواج، كما حدث معكِ؛ حيث إنكِ أجلَّتِ الاختيار لمدة أربع سنوات إلى أن تنتهيَ من دراستكِ، وتكوني مؤهلة نفسيًّا لأخذ القرار.
لكنكِ ما زلتِ في سنٍّ مبكرة، والفرص أمامكِ كثيرة، بل ربما أفضل من قبل لكي يكون الاختيار أكثر نضجًا.
أنتِ جامعية، إن كنتِ لا تعملين، فابحثي عن عمل مناسب، واشغلي وقتكِ بالقراءة المتنوعة، وتيقَّني أن كل شيء في حياتنا بقدر الله، وكوني على ثقةٍ بأن الله سوف يرزقكِ الزوج الصالح الذي تقرُّ عينكِ به إن شاء الله.
ثقتكِ بنفسكِ عاملٌ مهمٌّ في اتزانكِ النفسي، أنتِ لم يرفضكِ الخُطَّاب، ولكن الرفض كان من نساءٍ معاييرهنَّ تختلف كثيرًا عن معايير الرجال؛ فلا تتأثري برفضهنَّ.
لا تَصُدِّي من يأتيكِ، افتَحي عقلكِ وقلبكِ، واسألي الله أن يكتُب لكِ التوفيق والرشاد.