أخي سريع الغضب
فتاة أخوها في فترة المراهقة، تشكو من سرعة غضبه واستفزازه من أقل شيء، ونظرته العميقة للسلبيات وعدم الاهتمام بالإيجابيات.
- التصنيفات: استشارات تربوية وأسرية -
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
لديَّ أخٌ عمُرُه 17 عامًا، سريع الغضب، يُستفز مِن أقل شيء، ليس لديه أصدقاء، يتَّهم أبي وأمي بعدم الاهتِمام به، بالرغم من تلبية والديَّ لجميع احتياجاته.
مشكلتُه أنه ساخط على كلِّ شيءٍ حوله، ويرى السلبيات قبل الإيجابيات، أخبِروني كيف أطوِّر مِنه وأجعله يتحسَّن؟
بارك الله فيكم
بسم الله، والحمدُ لله، والصلاةُ والسلامُ على رسول الله، وعلى آله وصحبه، وسلم تسليمًا كثيرًا إلى يوم الدين.
عزيزتي، أُحييك على حرصك واهتمامك بأخيك المراهق، وتحديدك لمشكلته بدقة، وإنْ دَلَّ ذلك على شيءٍ فإنما يدُلُّ على نُضجِك وشعورك بالمسؤولية.
سنتناول أولًا مشكلة الغضب عند أخيك: أخوك ما زال يَمُرُّ بمرحلة المراهقة،
وهي مرحلةٌ صعبةٌ مِن المهم أن تتعامل معها الأسرةُ بوعيٍ واهتمامٍ إلى أن تَمُرَّ هذه المرحلة بسلامٍ،
فيهمُّنا أن نتعرفَ إلى الأسباب التي تُؤَدِّي إلى نوبات الغضب لدى المراهق، وهي:
• تعرُّضه للنقد الدائم والتجريح، خاصة إذا كان هذا النقدُ أمام زملائه أو إخوته أو أحد أقاربه، فالمراهقُ يشعُر أنه يفهم شتى الأمور،
ويعي الكثير مِن الأشياء؛ لذلك فإنَّ أي انتقاد يُوَجَّه إليه أو أي اختلاف في الرأي يغضبه.
• إن عدم الإصغاء لما يقوله المراهقُ وعدم احترام آرائه ومعاملته كولدٍ صغيرٍ هو سبب آخر لإثارة غضبه.
• تشديد الرقابة عليه، والتدخُّل في كل شؤونه وأموره، وخاصة التدخل في أصدقائه،
فهو عامل مسبِّب لقلق المراهق مِن تصرُّف أهله وازدياد توتره.
أما مهمة الوالدين فترتكز على ما يلي:
• أن تكونَ علاقة الوالدين ببعضهما مثالًا للحب والاحترام والإخلاص.
• أن يتم التحدث معه دائمًا حول الأُسُس التربوية الصحيحة والتصرفات اللائقة والواجبة في مجتمعنا بطريقة منطقيةٍ،
لكي يفهمَها المراهقُ دون التباسٍ أو رفضٍ.
• تحدّد القوانين التي يجب اتباعها مسبقًا مع طَرْح العقوبات المستوجبة إذا ما تصرَّف المراهقُ بشكلٍ خاطئٍ،
كحرمانه مِن شيء معين لفترة محددة مع عدم استعمال العنف.
لابد من توجيهه للغضب بشكل صحيح، بمعنى: كيف يُعَبِّر عن غضبه دون ارتكاب أخطاء؛ سواء لفظيه أو جسدية على نفسه أو الآخرين، وقبل ذلك لابد ان يتدرب الأهل على ضبط النفس أثناء التعامل معه، مهما كان سلوكه مستفزًّا،
وتوجيهه تبعًا للمنهج النبوي في التعامل مع الغضب يكون بتغيير وضع الجلوس أو الوضوء. أما بالنسبة لاتِّهامه لوالديه بعدم الاهتمام به رغم تلبيتهما لحاجاته،
فقد لا يحتاج لتلبية حاجاته بقَدْر ما يحتاج إلى الشعور بالثقة والتقدير مِن قِبَل الوالدين والآخرين المحيطين به،
قد يحتاج إلى تكليفه ببعض المسؤوليات سواء للبيت أو للأسرة مع تقديم التقدير والتشجيع له، مما يُشْعِرُه بالثقة والأهمية
ومن المهم أن يتمَّ التحدث عنه أمام الأقرباء والأصدقاء بطريقة إيجابيةٍ ومُشجِّعة، كما علينا مَنْحُه الثقة بالنفس؛ لأنه بدون هذه الثقة ستتولَّد الكثير مِن المتاعب والصعوبات.
أما بالنسبة للتفكير السلبي فلا بد مِن مُراعاة ما يلي:
• إنَّ النظرة السلبية التي يأخُذُها المراهقُ أحيانًا عن نفسه قد تكون نتيجة تغيُّر شكله وملامحه؛ كظُهور الحبوب في الوج وتغيُّر الصوت، بالإضافة إلى التغيُّرات الانفعالية المصاحِبة، والتوقعات الاجتماعية منه نظرًا لانتقاله لمرحلة جديدة.
• إنَّ التغلب على التفكير السلبي يَكْمُن في ممارسة قانون الاستبدال، وذلك باستبدال الأفكار الإيجابية بأخرى سلبية،
وهذا يحتاج منك إلى تدريبٍ وتطبيق، وتأمُّل وتفكُّر في عظمة الله وقدرته، فهو أولُ مفتاح القضاء على السلبية وتحقيق الإيجابية،
بالإضافة إلى القراءة في موضوعات التفكير الإيجابي وثماره، واستعراض قصص لأشخاص ايجابيه، بالإضافة إلى حضور الدورات التدريبية ف التفكير الإيجابي.