مشكلات بيئة العمل

رجل يسأل عما يستطيع فعله إزاء المشاحنات والمكايد التي في بيئة عمله، فقد مُلِئت بيئة عمله بجوٍّ من السآمة، مع العلم بأنه لم يستطع تغيير عمله لسبع سنين خَلَتْ، ويسأل: ما النصيحة؟

  • التصنيفات: استشارات نفسية -
السؤال:

أنا تخرجت في كلية سياحة وفنادق، أعمل في فندق تابع لجامعة حكومية، وأجيد لغات أجنبية، كما أنني مجيدٌ في عملي، إلا أنني أشعر بالسآمة في بيئة العمل؛ فلا يمر أسبوع واحد دون حقد الزملاء ومكايدهم المتتالية، ومحاولات التوقيع بين الزملاء والمديرين، حتى إن الموضوع وصل إلى حدِّ التأثير على مستقبلي الوظيفي، وهناك الكثيرون ممن هم على نفس شاكلتي يعانون مثلي، وقد حاولت مرارًا أن أترك تلك الوظيفة، وأبحث عن عمل آخر طول سبعة أعوام، دون جدوى، فهل عزيمتي ضعيفة أو ماذا؟ وماذا عليَّ أن أفعل؟

الإجابة:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله؛ أما بعد:

أولًا: سلامة الصدر وصفاء النفس نعمةٌ من نعم الله على الإنسان؛ فحافظ عليها قدر استطاعتك.

 

ثانيًا: اعلم أنه لا توجد بيئة كاملة، وإنما تزداد التصرفات غير المقبولة، وتقل أحيانًا من وقت لآخر، ومن بيئة عمل إلى أخرى.

 

ثالثًا: لا يملك الإنسان أبدًا التحكم في تصرفات الآخرين، أو تعديل سلوكيات مَن حوله حسب ما يُحِبُّ، ولكنه يملك طريقة التعامل مع هذا المحيط.

 

رابعًا: لا بد من تقبُّلِ تفاوتِ الناس في المبادئ والقيم، وأن هناك الطيِّبَ والرديء.

 

خامسًا: دائمًا اسأل نفسك: ما الذي بإمكاني إضافته من خير لي ولمن حولي، دون أن أضرَّ نفسي؟ وبادر إلى فعل ما تستطيع.

 

سادسًا: في أثناء وجودك في بيئة العمل ركِّز على ما جئتَ من أجله، انشغل بعملك، واستغلَّ أوقات فراغك بما ينفعك.

 

سابعًا: اتركْ مسافةً آمنةً بينك وبين من لا تُحب، وتجنَّب الدخول في معارك خاسرة.

 

ثامنًا: خالط أُناسًا يقتربون من اهتماماتك وتطلُّعاتك، وليس بالضرورة أن يكونوا من زملاء العمل، المهم أن تُحيطَ نفسك في حياتك عمومًا بمن تأنس بطِباعهم، وترتضي تصرفاتهم.

 

تاسعًا: إجابة ما ذكرت في سؤالك: نعم، الأمر يتعلق بصلابة النفس، أو ما أسميتَهُ بالمناعة النفسية، فكلما دعَّمت ذاتك بدِعاماتٍ نفسية صلبة، كلما كان تَحمُّلُك أقوى وأشد.

 

عاشرًا: تقوية الصلابة النفسية يحتاج إلى تعويد ومِرانٍ، وإتقانٍ لمهارة التغافُلِ واللامبالاة أحيانًا تجاه ما يستفزُّك من تصرفات الآخرين.

 

سائلًا الله لك التوفيق والسعادة، والله أعلم، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.