كرهت زوجتي لعنادها وتكبرها

رجل عانى الأمرَّين من زوجته طول سنوات، فلم يستطع الفكاك منها أو التزوج بأخرى، لكِبرها وصَلَفِها، ثم طفح الكيل أخيرًا، ولم يعد يُطيق حتى النظر في وجهها، ويرى حياته ذهبت سدًى، ويسأل: ما النصيحة؟

  • التصنيفات: فقه الزواج والطلاق - قضايا الزواج والعلاقات الأسرية -
السؤال:

أنا رجل صبور، وصبري هذا جرَّ عليَّ المتاعب؛ إذ إنني أتحامل على نفسي كثيرًا، وأستفرغ كثيرًا من الطاقة كي أُغلِّب الأمر الأكثر فائدة، زوجتي جُلُّ ما تفعله هو الكذب والجدال، والمراوغة والتكبر، والأنانية والتعجرف، وبعد سنوات من الصبر والتحامل على نفسي، وبعد أن كبر أبنائي - الذين كانوا السبب الأكبر في تحملي وصبري - وصلتُ لمرحلة الاكتفاء والتشبع، فشعرت بالإرهاق، وبأنني كنت مستغلًّا ممن من المفترض أن تشاركني أعباء الحياة، فأصبحت أغضب لأقل اختلاف بيننا، ولم أعُدْ أشعر بأي شيء يجذبني إليها رغم طول الفراق بسبب رعونتها، لا أستطيع أن أتمالك نفسي عن الدعاء عليها بأن ينتقم الله منها، أصبحت أتعوَّذ من شرِّها كما أتعوذ من شر إبليس، فالكره والحرمان الذي كتمته بداخلي طول هذه السنوات، ظهرت آثاره الآن، فهي لم ترحمني من نفسها، ولم تجعلني أتزوَّج عليها لتكبُّرها، رغم إلحاحي المستمر ولأسباب واقعية ومعروفة لكلينا، فقد جعلتني أكابد الأمَرَّيْنِ بكتمان شهوتي رغمًا عني، بمَ تنصخونني كي أُنقذ ما يمكن إنقاذه من حياتي البائسة التي أضعْتُها مع امرأة لا تستحق حتى مجرد النظر في وجهها؟ وجزاكم الله خيرًا.
 

الإجابة:

 

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله؛ أما بعد:

أخي الكريم، قرأت رسالتك جيدًا، وعلمت بملخصها المهم، وهو عدم التوافق النفسي والخلقي بينك وبين زوجتك، وهذه نتيجة - ولا تغضب عليَّ - عن ضعف في شخصيتك، بدليل أنك محتاج جدًّا لزوجة ثانية، ومع ذلك لا تستطيع بسبب رفض زوجتك، ولأمور أخرى لحظتُها من خلال رسالتك، يقابل ذلك قوة في شخصية زوجتك إلى درجة الحِدَّةِ والعناد.

 

والحياة الزوجية بين زوجين يكون الزوج ضعيفًا والمرأة قوية لا تستقيم في الغالب، والحل في نظري بعد توفيق الله لا يحتاج لمزيد كلام ولا تنميق للعبارات، الحل أن تستخير الله في أحد أمرين؛ هما:

إما الزواج من زوجة ثانية، ولا يحقُّ شرعًا للزوجة الأولى الاعتراض، لكني أخشى أنك بسبب ضعفك لا تستطيع العدل بينهما، ولا تحمل مشاكلهما.

 

الثاني: أن تستخير في بقائك معها من أجل الأولاد فقط، أو التسريح بإحسان.

 

والله لن يخيبك، وسيدلُّك على ما فيه خير لكما.

 

تذكرت أخيرًا أنه ربما أن مشاورتك لها في الزواج من ثانية، ورفضها بسبب القوانين الوضعية المعمول بها عندكم التي في الغالب تنتصر للمرأة على الرجل، بزعم حقوق المرأة حتى في حضانة الأبناء.

 

وأسأل الله أن يعيذكما من نزغات الشياطين، وأن يدلك على الصواب، وصلِّ اللهم على نبينا محمد ومن والاه