شخصية زوجتي نرجسية

رجل متزوج مِن سيدة ذات شخصية نرجسية، لا تعترف بخطئها، وترى نفسها على صواب دائمًا، تصرُخ وتبكي بصورة هستيرية، ويسأل: هل أطلِّقها أو لا؟

  • التصنيفات: قضايا الزواج والعلاقات الأسرية -
السؤال:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا رجلٌ متزوج منذ 3 سنوات، زوجتي كانتْ مُؤدَّبة ومحترمة في بداية زواجنا، لكن فجأة انقلبتْ شخصيتها، أو بمعنى أصح: ظهرتْ شخصيتها الحقيقية، وفوجئتُ بأنها صاحبة شخصية نرجسية، لا تقبل أن يُرْفَضَ لها رأيٌ، أو أن أقول لها: كلامُك خطأ! بل تريد كل شيء يكون تحت أمرها، ولا تحتمل أي كلمة مِن أمي، كما أنها شَكَّاكة جدًّا وسيئة الظن.

 

لا تهتم بي ولا ببيتي، وإذا ذهبتْ إلى السوق تشتري ببذخٍ، وإذا قلتُ لها: لا، تغضب وتدخُل في حالة هستيرية مِن الصراخ.

 

الآن تطوَّر الأمر، وأصبحتْ تمدُّ يدها عليَّ! وأصبح تعامُلي معها بين أمرين:

•  إما المواجهة، وساعتها تدخل في هيستيريا الغضب والضرب والصراخ!

 

• وإما تنفيذ ما تريد لتَمُر الأمور بسلامٍ!

 

كلَّمتُ أهلها كثيرًا، لكن كان ردُّهم: كلُّ بيت فيه مشكلات، ولستَ وحدك من يعيش في مشكلات زوجية!

 

أخذتُها إلى طبيبٍ نفسيٍّ، فقال: إنها ليستْ مريضة نفسيًّا، لكنها حساسة جدًّا وتغضب مِن أتفه الأسباب!

 

تعبتُ جدًّا مِن هذه الحياة، ولو طلَّقتُها ستنكسر، وأعتقد أنها ستتعب وستدخُل المستشفى.

 

فماذا أفعل؟!

الإجابة:

الحمد لله رب العالمين، وبه نستعين.

بدايةً إن الشخصية النرجسية شخصية عنيدة، لا تعترف بأخطائها، وغالبًا ما تكون هذه الشخصية مِحورية تستطيع وببراعة أن تُشكِّلَ الأمور كلها لصالحها، وللأسف تتسم هذه الشخصيةُ بأنها شخصية ليستْ قادرةً على العطاء، فعطاؤُها محدود للغاية، ويكاد يكون مُنعدمًا؛ لذا نجدها لا تقع في الحب؛ لأنها لا تجد مَن يستحقها ويستحق كل إمكانياتها وقدراتها؛ لذلك نجدها لا تستطيع أن تمنح مشاعرها لأحدٍ!

 

هناك قاعدةٌ عامة في الحب تقول: إن مَن يُحب نفسه أكثر مِن اللازم لن يستطيع تقبل أحد، أو الشعور بالحب تجاه أحدٍ، فالحبُّ تضحيةٌ وعطاء، وليس حب امتلاك.

 

كذلك تُؤمن الشخصية النرجسية بأنه لم يُخلقْ بعدُ المخلوقُ الذي يستحق التضحية والحب، كما أن تحديد هُوية الشخصية النرجسية قد لا يكون بالأمر السهل كما يظنُّ البعض، فالشخصيةُ النرجسية عادةً ما تشعُر بأنَّ العيب في الآخرين وليس فيها؛ لذا نجدها غالبًا ما تُفضِّل البقاء وحيدة تنظُر إلى نفسها فقط، ولا تبغي سوى معسول الكلام من الآخرين.

 

ولكن هل في السنوات الثلاث من الزواج لم يتخللها معك أي سعادة؟ كيف كان أسلوبك في المناقشة وتوضيح أن كلامها أو قرارها خاطئ؟ كم مرة حاولت معها؟ ما الإيجابيات الأخرى فيها؟ هل بينكما أطفال؟

 

أخي الفاضل، المستشارُ وظيفتُه أن يُساندك في اتخاذ القرار ولا يتخذه عنك، ولا يقرِّر لك الانفصال أو لا، وما أرشدك إليه أن تحاور زوجتك بلهجة قوية بعد عددٍ مِن المحاولات، واضرب لها أمثلة للزوجة المثالية التي تحترم زوجها.

 

وضِّحْ لها ماذا يريد الرجل مِن المرأة، واسألها: هل تعجبكم حياتكما بهذا الشكل؟ وما الحلول التي تراها مناسبة لحياة أفضل؟ ثم اسألها هل ترضى هذه الحياة لأخيها ولأمها؟!

 

حاوِلْ كذلك أن تجعل زوجتك تختلط بنساء ذوات فكرٍ راقٍ، ادمجها وسهِّلْ لها توفير عمل، ولو كان تطوعيًّا.

 

وبعدَ هذه المحاولات إذا نجحتَ فستكون إنسانًا ناجحًا مُؤثرًا نجحتَ في التأثير وتحدي الصعاب، وهذا قلما نجده اليوم، أما إذا وجدت الأمورَ زادتْ سوءًا، فاجعلها تختار هل تعيش معك كما يحب الله ويرضى مِن احترام وتقدير لظروفك أو التسريح بإحسان! ولا مانع مِن عرضها على مختصة أسرية، على أن تكونَ معها للاتفاق على الأمور الحياتية بينكما، أو اعرضها على مختصة نفسية، مع ضرورة متابعتِها حتى لا يضيعَ الوقت والجهد عليكما!

 

كما أوصيك بالإكثار مِن الدعاء، واستخارة الله عز وجل والاستغفار

 

سائلة الله أن يُفرجَ عنكما ويُسعدكما برضاه، فهو القادرُ على ذلك سبحانه.