كيفية إنكار المنكر بالقلب

سائل يسأل عما يُجزئ من إنكار المنكر بالقلب، وعن حُكم ترك أصل إنكار المنكرات.

  • التصنيفات: النهي عن البدع والمنكرات -
السؤال:

ما المجزئ من إنكار المنكر بالقلب؟ فهناك مَن يضيف كراهة العاصي، ومن يُضيف تمني القدرة على تغييره، والقيام عنها، وغير ذلك، فما هو المجزئ الذي يتم به إنكار المنكر بالقلب؟ هل تكفي فقط كراهية المعصية أو كراهية فعل الشخص لها؟ وهل إذا لم يُكره الشخص العاصي طبعًا ولا شرعًا، ولم يتمنَّ لو يقدر على تغييرها، ولم يُصِبْهُ حزن لذلك، ولم يقُمْ عنها، وبقي يشهدها – هل يعتبر هذا مُبطَلًا بإنكار القلب إذا قام ببُغضها أو بُغض فعلها فقط دون هذه الأمور الأخرى؟

وأيضًا بالنسبة لمن قال: إن زوال أصل إنكار المنكرات، وترك إنكار جميع المنكرات بالقلب كفرٌ، فهل يكفر من يفعل ما ذكرت مع كل المنكرات؟ وجزاكم الله خيرًا.

الإجابة:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله؛ أما بعد:

فالمهم في إنكار المنكر بالقلب - مع بغض المعصية - أن يتمنى زوالها؛ سواء تمنى إزالتها بنفسه، أو بواسطة غيره، المهم أن يتمنى زوالها، فإن أبغضها ولم يتمنَّ زوالها، فهذا ليس إنكارًا في الحقيقة.

 

وكذلك إذا أبغضها، ولم يقُمْ عنها، بل لا يزال موجودًا فيها، أو لا يزال يشاهدها، فهو أيضًا لم ينكرها.

 

فلن يكتمل الإنكار القلبي إلا ببغض المعصية، وتمني زوالها، والقيام عنها.

 

وأما بالنسبة لبغض الشخص نفسه صاحب المنكر، فهذا يتفاوت بحسب المنكر الذي يقوم به، فليست كل المنكرات على درجة واحدة؛ فمن كان يقوم بمنكرات كفرية، ليس كمن يشرب الدخان مثلًا؛ فالأول يجب أن نُبغض فيه الشخص نفسه مع بغض معصيته، والثاني يجب أن نبغض المعصية فقط، ولا نبغض الشخص نفسه.

 

وأما بالنسبة إلى أن مَن ترك أصلَ إنكار المنكرات بالقلب، فهذا كفر، نعم؛ لأن من ترك أصل إنكار المنكرات بقلبه، فهذا لا ينكر الكفر، والشرك، والإلحاد، واتباع غير دين الإسلام؛ ومن كان كذلك، فهو كافر بلا شك.

 

وأما إن كان ينكر الكفر بالله تعالى بكل أنواعه، ولكنه لا ينكر بعض المعاصي الأخرى التي دون الكفر، فهذا مؤمن عاصٍ، وليس بكافر؛ لأن عنده أصل إنكار المنكر.

 

هذا، والله أعلم.