هل أقبل أن أكون زوجة ثانية؟
امرأة مطلقة أحبت رجلًا، فأخبرها بأنه لن يستطيع الزواج بها زوجةً أولى، لكن زوجة ثانية، وتركها وتزوج، وبعد زواجه، طلب إليها أن تكون زوجته الثانية، وتسأل: هل أقبَل أو لا؟
- التصنيفات: فقه الزواج والطلاق -
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.
قصتي عمرُها ثلاث سنوات؛ أنا امرأة مطلَّقة، لي بنت عمرها ثلاث عشرة سنة، قررت منذ ثلاث سنوات أن أُكْمِلَ دراستي العليا، وفي أول يوم لي في الجامعة التقيتُ شخصًا؛ إذ كنا ننتظر التوجيه، وظللنا في قاعة الانتظار لأكثر من ساعة وحدنا، لم نتحدث فيها بشيء، لكني أُعجبت به كثيرًا، وكم كانت المفاجأة كبيرة عندما جاء الموظف وأخبرنا أننا في نفس التخصص ونفس الفوج! تكلمنا قليلًا، ثم مضى كلٌّ منا إلى سبيله، مرت الأيام، كنا نلتقي ولا يكون بيننا سلام حتى، فكلٌّ منا مشغول بدراسته، لكن لا أخفيكم سرًّا أنني كنت أراقبه من بعيد، وأزداد تعلقًا به، إلى أن انقطع عن الدراسة لأداء مناسك العمرة، كنت أدعو الله أن يعود وأن يجمعنا في حلاله، ثم إنه عاد إلى الدراسة، وبدأ يتقرب مني، وأنا كنت أخفي مراقبتي وتعلقي به، ثم جاءني طالبًا رقم هاتفي، فأخبرته بأني مطلقة وعندي بنت، ثم أعطيتُهُ حسابي على الفيسبوك، وحدث أن اتصل بي، وقد كان حديثنا يقتصر على الدراسة، ثم بدأت تتطور العلاقة حتى أصبح حديثًا عن الحب، أمضينا ثلاثة أشهر معًا، نتحدث كل وقت، إلى أن أخبرني أنه لا يستطيع الارتباط بي بطريقة غير مباشرة، ومنذ ذلك الوقت افترقت طرقنا، لكنه عاد إليَّ بعد شهر، وطلب مني الرجوع، فرفضت، ثم بعد مدة طلب مني طلبًا عجبًا؛ طلب أن أكون زوجة ثانية بعد أن يتزوج هو أيضًا؛ لأنني قد سبق لي الزواج، لكنني رفضت بشدة، وافترقنا، ثم عاد مرة أخرى، وهو يُلِحُّ في طلبه، فوافقت وقلت له: تزوج أولًا، وسأكون الزوجة الثانية ولا بأس؛ على أساس أنه ما إن يتزوج، فسوف ينساني، لكنه - وبعد مرور شهر على زواجه - عاود الاتصال بي، فرفضت الإجابة، وبعد إلحاحه في الاتصال لمدة ثلاثة أشهر، أجبتُهُ، فأخبرني أنه تزوج ولم يستطع نسياني، وعاود طلبه بأن أكون الزوجة الثانية، لكنني رفضت بشدة، وقطعت علاقتي به، لكنه لم ييأس، وما زال يريدني زوجة ثانية، ويقول: إنه سيواجه الجميع، ولا تهمه العواقب، فقط يريد أن نكون معًا، رغم أنه قد مرَّ عام على زواجه وينتظر مولودًا، سؤالي: هل أقبل أن أكون زوجة ثانية، أو أرفض وأقطع هذه العلاقة نهائيًّا؟ وجزاكم الله خيرًا.
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله؛ أما بعد:
فمرحبًا أختي الكريمة، ونشكركِ على الثقة بهذا الموقع.
القرارات المصيرية تحتاج إلى التفكير العقلاني أكثر من العاطفي، وقبل البدء في التفكير لا بُدَّ من التمييز بين إشباع الرغبة الحاضِرة، وإرواء ظمأ الشوق، وبين رسم طريق المستقبل والبحث عن الاستقرار العاطفي والنفسي.
يجب عليك ألَّا تستجيبي لرغبته في الزواج لمجرد إرضائه وجبرًا لخاطِرِه؛ بل لا بُدَّ أن يكون بعد دراسة فاحِصة لإمكانية استقرار واستمرار هذه الحياة الزوجية.
وبالنسبة لِما تخشين من كونكِ زوجةً ثانية، ناقشيه في هذا الأمر؛ هل يستطيع أن يعدل؟ وهل يستطيع القيام بمهامه الزوجية على الوجه المطلوب؟
أمَّا بالنسبة لقولكِ في السؤال: "لكنه لم ييأس، وما زال يريدني زوجة ثانية، ويقول: إنه سيواجه الجميع، ولا تهمه العواقب، فقط يريد أن نكون معًا"، فسؤالي هنا: تأكدي ماذا يعني بقوله: لا تهمه العواقب؟ هل يخشى ردة فعل زوجته الأولى، لكنَّ اشتياقه للزواج منكِ قد أعمى بصيرته؟ إن كان كذلك، فاحذري أن تخوضي معركةً أنتِ الطَّرف الأضعف فيها، فلستِ مُجبَرة على الدخول في مشاكل أنتِ في غِنًى عنها؛ فالأصل في الزواج هو طلب الراحة والاستقرار، لا الدخول في دوامة من الصراعات.
سائلًا الله لكِ التوفيق والسعادة، والله أعلم، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.