أخي المراهق

كيف أتعامل مع أخي الذي يكذب ويسرق ولا يريد الدراسة؟

  • التصنيفات: التربية والأسرة المسلمة - تربية الأبناء في الإسلام - قضايا الشباب - الآداب والأخلاق - استشارات تربوية وأسرية -
السؤال:

لدي أخ عمره 17 سنة، لا يحب الدراسة، رسب مرة والآن توقف عن الدراسة لمدة عام! يذهب للمدرسة ويخرج يجلس بجانبها، يهرب لو غفلنا عنه وينكر أنه يهرب من المدرسة، والمشكلة أيضًا يفتعل مشاكل مع المدرسين تتسبب بطرده. عنيف ومثير للمشاكل والعراك، طلبنا منه أن يبحث له عن عمل بالأجر اليومي في مقهى أو مطعم فرفض. ويماطل بحجة أنه يريد إنهاء دراسته. 

احترنا ماذا نعمل معه؟! ما يريد أن يدرس أبدًا! أنهى دراسته الإعدادية حاليًا، وله أيضًا مشكلة أخرى: مشكلته أنه يكذب كثيرًا، المشكلة الأكبر أنه لا يؤتمن على المال، يقوم بتفتيش الخزانات إذا لم نكن موجودين بحثًا عن مال ويأخذه، وإذا ذهب إلى السوق يشتري السلعة بسعر إضافي والفارق يأخذه، وعند مواجهته يكذب وينكر حتى لو رأيته بعيني يكذبني ويحلف! 

امتدت المشكلة إلى أن صارت إذا جاء أحدهم عندنا بالبيت يقوم بتفتيش محفظته، ويأخذ ما بها من مال وعند المواجهة يكذب. وعندما نُصِّر على ذلك يقول: (أنتم تتهمونني أني كذاب وأني سارق، أنا سارق وأنا كذاب). لا أنكر أن التربية كان فيها نوع من القسوة، فأمي غير حنونة بسبب انشغالها بأعباء الحياة، ولأنه عنيد جدًا بدأ سلوك أخذ المال من فترة المراهقة، ولم يكن من صغره هكذا، يبحث عن المال ليشتري السيجارة والقات (نبتة منشرة باليمن).

ضغطنا عليه، لكنك تعرف في هذه المرحلة لا يمكن السيطرة (بالأخص) عند غياب الأب؛ فوالدي متوفى، فهو لا يرى أن للبقية سلطة عليه. 

كيف نتعامل معه؟ أخشى من أن تستمر هذه المشكلة فيصبح غير مؤتمن، وأخاف إذا ذهب إلى بيت أحد أن يفتش خزائنهم ويأخذ المال، وأخاف أن يصبح ضمن سلوك يومي طبيعي، كما يرى أنه من الواجب علينا توفير المال له، واحترنا كيف نوجهه لبناء مستقبله !

وجزاكم الله خيرًا.

الإجابة:

من الواضح أن هذا الشاب، وبصراحة: مشروع فشل، إلا أن نتداركه بالإنقاذ من هذا المصير الذي يسير إليه، ومعك كل الحق في القلق عليه بهذا الشكل.

لا أنصح بدفعه لترك المدرسة، ولكن علينا أن نحكم الأمر، وبحيث نعينه على التغيير المطلوب والوصول للاستقامة.

معظم الأمور التي وردت في رسالتك -من مشكلات إهمال الدراسة والكذب والسرقة-، كلها أعراض، وليست أصل المرض أو المشكلة. وربما جذور المرض أو المشكلة أن هذا الشاب يحتاج إلى من يتفهمه، ويحسن الخطاب معه بالأسلوب الذي يفهمه، والغالب أن هذا الشخص المطلوب لست أنت أو أمه.

من الواضح -ومن خلال ما ورد في رسالتك- أن هذا الأخ يحتاج إلى ما يسمى النموذج الناجح، وخاصة أحد الذكور، سواء العم أو الخال أو الأخ الأكبر -إن وجد-، فهذا الشاب قد فقد الأب، وهو يحتاج إلى من يتفهمه ويعرف كيف يعينه على التغيير.

وإذا تعذر وجود الشخص المطلوب في الأسرة الممتدة، فيمكن الاستعانة بالأخصائي النفسي والاجتماعي في المدرسة، وإذا تعذر هذا أيضًا فهنا مراكز صحية تعتني بصحة المراهقين النفسية والسلوكية، وليس فقط للمراجعة بسبب المرض النفسي، وإنما يمكن استشارة مثل هذه المراكز بشأن المشكلات السلوكية والتي ذكرت بعضها في رسالتك.

أرجو أن تتواصلي مع الأخصائي النفسي والأخصائي الاجتماعي في المدرسة، ومحاول وضع خطة متفق عليها، وبحيث كل يعمل من طرفه في مساعدة هذا الشاب على إصلاح سلوكه، وانتظامه في المدرسة، وإتمام دراسته.

بصراحة: أنا لست متشائمًا من مستقبل هذا الشاب، إن أحسَنَّا التصرف والتعامل معه لا على أنه منحرف ومشكلة، وإنما على أساس أنه مريض، ويحتاج للمساعدة والإرشاد النفسي والسلوكي.

وفقكم الله، وأعانكم على إصلاح هذا الحال.