المراد بالكبت النفسي والاعتدال العاطفي وأضرار الإفراط في العواطف وكيفية الاتزان فيها

  • التصنيفات: استشارات تربوية وأسرية -
السؤال:

السلام عليكم. أرجو إجابتي على بعض الاسئلة التي منها:

1- ما معنى الكبت النفسي مع الأمثلة؟ وكيف التخلص منه؟

2- ما معنى الشخص المعتدل عاطفياً؟ وكيف يتحكم الإنسان في عواطفة؟ وهل محاولة استشعار الآيات في الصلاة

للخشوع والتأثر الشديد نوع من الإفراط في العاطفة، عاطفة الحزن؟

3- ما هي أضرار الإفراط في عاطفة الحب أو البغض؟

4- كيف يكون الإنسان متزناً عاطفياً ونفسياً؟ مع فائق احترامي وتقديري لكم ولشبكتكم الموقرة.

الإجابة:

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. وبعد:

1) الكبت النفسي يشير إلى طاقة نفسية مخزونة لم تجد طريقها للتفريغ، وذلك لعدم القدرة على التعبير الكلامي أو الفكري أو الوجداني، وربما يكون ذلك نتيجة لشخصية الإنسان أو بيئته أو طريقة تنشأته، وغالباً ما يعبر عن هذه الطاقة النفسية دون إرادة الإنسان مما ينتج عنه ظواهر نفسية تكون غير سوية في معظم الحالات، والتخلص من هذه الظاهرة يكون عن طريق التعبير الآني عن المشاعر، وأن لا يتغاضى الشخص عما لا يرضيه حتى وإن كان من الصغائر؛ لأن التراكمات تؤدي إلى الكبت النفسي، والتعبير عن الذات لابد أن يكون في حدود الذوق وما هو مقبول اجتماعياً.

 

 2) الشخص المعتدل أو المتوازن عاطفياً هو ببساطة: الذي يفرح لما يفرح الآخرين، ويحزن لما يحزن الأخرين، ولا يكون هنالك إفراط أو تفريط في تعبيره عن عواطفه مع مراعاة الضوابط الاجتماعية وما يتطلبه الموقف العاطفي أو الوجداني، ويتحكم الإنسان في عواطفه بآليات إرادية، وأخرى غير إرادية، وهي تتأتى عن طريق التكيف الاجتماعي ومعرفة حجم الموقف العاطفي، والنتائج المترتبة على تعبيره عن عواطفه، ولا شك أن هنالك فوارق اجتماعية وبيئية تحدد مسار التحكم في العواطف.

 

ولا شك أن استشعار الآيات في الصلاة والتأمل والتدبر يمثل قمة النضوج العاطفي والوجداني العقدي لدى الإنسان، ولا شك أنه ليس نوعاً من الإفراط، ولابد أن يقرن الحزن والخوف بالأمل والرجاء دائماً.

 

3) الإفراط في عاطفة الحب والبغض شيء غير مرغوب، فالوسطية في الأمور هي الأفضل، ولا شك أن الإفراط في هذه العواطف يؤدي إلى ضرر بالصحة النفسية يتمثل في اضطراب المزاج وربما تقلب الشخصية وضعفها.

 

 4) الاتزان العاطفي والنفسي يتأتى عن طريق معرفة الذات وفهمها وقبولها، ثم العمل على تطويرها، كما أن الاستفادة من التجارب المختلفة والتفاعل مع الظروف الحياتية بصورة موضوعية ومنطقية يمثل ركيزة أساسية للتوازن العاطفي والنفسي، ولا يمكن للتوازن العاطفي أن يتأتى إلا إذا كان هنالك توافق بين الإنسان ومن حوله، وتدريب النفس وترويضها على القبول بمن حولها، والتكيف مع محيطها، وهنالك جانب هام للتوازن النفسي والعاطفي، وهو أن يحترم الإنسان ويتحلى بما تطالبه به معتقداته، ولا شك أن دين الإسلام الحنيف أكثر من حتم على هذه الجزيئية، وفيه وبه تستقر وتتزن النفوس والعواطف.

وبالله التوفيق.