أخطار تهدد البيوت
إن صلاح البيوت أمانة عظيمة ومسؤولية جسيمة ينبغي على كل مسلم ومسلمة أداؤها كما أمر الله والسير بها على منهج الله، ومن وسائل تحقيق ذلك تطهير البيوت من المنكرات، وهذه تنبيهات على أمور واقعة في بعض البيوت من المنكرات الكبيرة التي أصبحت معاول هدم في محاضن أجيال الأمة، ومصادر تخريب في أكنان الأسرة المسلمة...
- التصنيفات: استشارات تربوية وأسرية -
رجلاً تزوج امرأة فأتى بها إلى بيت أهله، وعاشت معه سعيدة، ثم أصبح أخوه الأصغر يدخل عليها في غياب زوجها ويكلمها بأحاديث عاطفية وغرامية، فنشأ عن ذلك أمران: الأول كرهها لزوجها كرهاً شديداً. والثاني: تعلقها بأخيه.
مقدمة
الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، أما بعد..
فإن صلاح البيوت أمانة عظيمة ومسؤولية جسيمة ينبغي على كل مسلم ومسلمة أداؤها كما أمر الله والسير بها على منهج الله، ومن وسائل تحقيق ذلك تطهير البيوت من المنكرات، وهذه تنبيهات على أمور واقعة في بعض البيوت من المنكرات الكبيرة التي أصبحت معاول هدم في محاضن أجيال الأمة، ومصادر تخريب في أكنان الأسرة المسلمة.
وهذه الرسالة في بيان لبعض تلك المنكرات أضيفت إليها تنبيهات على أمور من المحرمات بصيغة نصائح تحذيرية، مهداة لكل من أراد الحق وسلوك سبيل التغيير تنفيذاً لأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من رأى منكم منكراً فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان» (رواه مسلم في صحيحه[1/69])، وهذه النصائح تفصيل لما سبق إجماله في فصل المنكرات من رسالة (أربعون نصيحة لإصلاح البيوت).
أسأل الله الكريم رب العرش العظيم أن ينفع بهذه وتلك إخواني المسلمين. والله الهادي إلى سواء السبيل.
المنكرات في البيوت
نصيحة: الحذر من دخول الأقارب غير المحارم على المرأة في البيت عند غياب زوجها:
لا تخلو بعض البيوت من وجود أقارب للزوج من غير محارم زوجته، يعيشون معه في بيته لبعض الظروف الاجتماعية، كإخوانه مثلاً، ممن هو طالب أو أعزب، ويدخل هؤلاء البيت دون غرابة، لأنهم معروفون بين أهل الحي بقرابتهم لصاحب البيت، فهذا أخوه أو ابن أخيه، أو عم أو خال، وهذه السهولة في الدخول قد تولد مفاسد شرعية تُغضب الله إذا لم تضبط بالحدود الشرعية، والأصل في هذا حديثه صلى الله عليه وسلم: «إياكم والدخول على النساء»، فقال رجل من الأنصار: يا رسول الله ! أفرأيت الحمو، قال: «الحمو الموت» (رواه البخاري، فتح الباري [9/330]).
قال النووي رحمه الله: المراد في الحديث أقارب الزوج غير آبائه أو أبنائه، لأنهم محارم للزوجة يجوز لهم الخلوة بها، ولا يوصفون بالموت، قال: وإنما المراد الأخ وابن الأخ والعم، وابن العم، وابن الأخت وغيرهم ممن يحل لها التزوج بها لو لم تكن متزوجة، وجرت العادة بالتساهل فيه فيخلو الأخ بامرأة أخيه فشبهه بالموت، وهو أولى بالمنع من الأجنبي. (فتح الباري [9/331]).
وقوله الحمو الموت له عدة معان منها:
أن الخلوة بالحمو قد تؤدي إلى هلاك الدين إن وقعت المعصية. أو تؤدي إلى الموت إن وقعت الفاحشة، ووجب حد الرجم. أو إلى هلاك المرأة بفراق زوجها لها إذا حملته الغيرة على تطليقها. أو المقصود احذروا الخلوة بالأجنبية كما تحذرون الموت. أو أن الخلوة مكروهة كالموت. وقيل أي فليمت الحمو ولا يخلو بالأجنبية.
وكل هذا من حرص الشريعة على حفظ البيوت، ومنع معاول التخريب من الوصول إليها، فماذا تقول الآن بعد بيانه صلى الله عليه وسلم في هؤلاء الأزواج الذين يقولون لزوجاتهم: (إذا جاء أخي ولست بموجود فأدخليه المجلس)، أو تقول هي للضيف: (ادخل المجلس) وليس معه ولا معها أحد في البيت.
ونقول للذين يتذرعون بمسألة الثقة، ويقولون أنا أثق بزوجتي، وأثق بأخي، وابن عمي، نقول: لا ترفعوا ثقتكم ولا ترتابوا فيمن لا ريبة فيه، ولكن اعلموا أن حديثه صلى الله عليه وسلم: «لا يخلون رجل بامرأة إلا كان الشيطان ثالثهما» (رواه الترمذي[1171]). يشمل أتقى الناس، وأفجر الناس، والشريعة لا تستثني من مثل هذه النصوص أحداً.
إضافة:
الآن وفي أثناء كتابة هذه السطور وردت مشكلة، مفادها أن رجلاً تزوج امرأة فأتى بها إلى بيت أهله، وعاشت معه سعيدة، ثم أصبح أخوه الأصغر يدخل عليها في غياب زوجها ويكلمها بأحاديث عاطفية وغرامية، فنشأ عن ذلك أمران: الأول كرهها لزوجها كرهاً شديداً. والثاني: تعلقها بأخيه، فلا هي تستطيع أن تطلق زوجها، ولا هي تستطيع أن تفعل ما تشاء مع الآخر، وهذا هو العذاب الأليم، وهذه القصة تمثل درجة من الفساد، وتحتها دركات تنتهي بعمل الفاحشة وأولاد الحرام.
نصيحة: فصل النساء عن الرجال في الزيارات العائلية:
الإنسان مدني بطبعه، واجتماعي بفطرته، والناس لا بد لهم من أصدقاء، والأصدقاء لابد لهم من مزاورات.
فإذا كانت الزيارة بين العوائل فلابد من سد منافذ الشر بعدم الاختلاط، ومن أدلة تحريم الاختلاط قوله تعالى: {وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِن وَرَاءِ حِجَابٍ ۚ ذَٰلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ} [الأحزاب:53].
وإذا تتبعنا الآثار السيئة للجلسات المختلطة في الزيارات العائلية فسنجد مفاسد كثيرة منها:
1. غالب الناس في مجالس الاختلاط حجابهن معدوم أو مختل فتبدي المرأة الزينة التي نهاها الله عن إبدائها لغير من يحل لها أن تكشف عنده، في قوله تعالى: {وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ} [الأحزاب:53] ويحدث أن تتزين المرأة للأجانب في مجلس الاختلاط مالا تتزين به لزوجها مطلقاً.
2. رؤية الرجل للنساء في المجلس الواحد سبب لفساد الدين والخلق، والثوران المحرم للشهوات.
3. ما يحدث من التنازع والتقاطع الفظيع، عندما ينظر هذا إلى زوجة ذاك، أو يغمز هذا زوجة ذاك، أو يمازحها ويضاحكها والعكس، وبعد الرجوع إلى البيت تبدأ تصفية الحسابات.
الرجل: لماذا ضحكت من كلمة فلان، وليس في كلامه ما يضحك؟
المرأة: وأنت لماذا غمزت فلانة؟
الرجل: عندما يتكلم هو تفهمين كلامه بسرعة، وكلامي أنا لا تفهمينه على الإطلاق؟
وتتبادل الاتهامات وتنتهي المسألة بعداوات أو حالات طلاق.
4. يندب بعضهم أو بعضهن حظوظهم في الزواج عندما يقارن الرجل زوجته بزوجة صاحبه، أو تقارن المرأة زوجها بزوج صاحبتها، ويقول الرجل في نفسه: فلانة تناقش وتجيب.. ثقافتها واسعة، وامرأتي جاهلة، ما عندها ثقافة.. وتقول المرأة في نفسها: يا حظ فلانة زوجها أنيق ولبق، وزوجي ثقيل الظل يرمي الكلمة دون وزن، وهذا يفسد العلاقة الزوجية أو يؤدي إلى سوء العشرة.
5. تزين بعضهم لبعض بما ليس فيهم ادعاء وكذباً، فهذا يصدر الأوامر لزوجته بين الرجال ويتظاهر بقوة شخصيته، وإذا خلا بها في البيت فهو قط وديع، وتلك تستعير ذهباً تلبسه لتري الجلساء أنها تملك كذا وكذا، وقد قال صلى الله عليه وسلم: «المتشبع بما لم يعط كلابس ثوبي زور» (رواه البخاري، الفتح [9/317]).
6. ما ينتج عن هذه السهرات المختلطة من ضياع للأوقات، وآفات اللسان، وترك الأولاد الصغار في البيوت (حتى لا تُفسد السهرة بالصياح!).
7. وقد تتطور الأمور إلى اشتمال هذه السهرات المختلطة على أنواع عظيمة من الكبائر، مثل: الخمر والميسر، وخصوصاً في أوساط ما يسمى بالطبقة المخملية، ومن الكبائر التي تسري عبر هذه المجالس الاقتداء بالكفار، والتشبه بهم في الزي والعادات المختلفة، ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «من تشبه بقوم فهو منهم» (رواه الإمام أحمد في المسند [2/50] وهو في صحيح الجامع [2828]، وكذلك [6025]).
نصيحة: الانتباه لخطورة السائقين والخادمات في البيوت:
السعي لدرء المفاسد من الواجبات الدينية، وسد أبواب الشر والفتنة من الأولويات الشرعية. وقد ولج علينا من باب الخدم والسائقين كثير من الفتن والمعاصي، وكثير من الناس لا ينتبهون، وإذا انتبهوا لا يتعظون، وربما لدغ أحدهم مراراً من جحر واحد ولا يتألم، ويسمع أن قارعة حصلت قريباً من داره ولا يتعلم، وهذا من ضعف الإيمان وبلادة حس مراقبة الله في قلوب كثير من أهل هذا الزمان، وفي هذه العجالة نبين بعض مساوئ وجود الخادمات والسائقين في البيوت حتى تكون تذكرة لمن كان له قلب أو أراد أن يسلك في بيته مسلك الإحسان.
- فتنة الإغراء والإغواء التي تحصل من الخادمات للرجال في البيوت وخصوصاً الشباب منهم، بوسائل التزين والخلوة، وتتوالى القصص في أسباب انحراف بعض الشباب، والسبب: دخلت عليه أو انتهز خلو البيت فجاء إليها، وبعضهم يصارح أهله ولا من مجيب، أو يكتشف بعض الأهل شيئاً فيأتي جواب عديم الغيرة: {يُوسُفُ أَعْرِضْ عَنْ هَـٰذَا وَاسْتَغْفِرِي لِذَنبِكِ ۖ إِنَّكِ كُنتِ مِنَ الْخَاطِئِينَ} [يوسف:29]. وتُترك النار بجانب الوقود، والوضع هو هو لم يتغير، ولقد وصل الأمر أيضاً ببعض الخادمات إلى نقل الشذوذ لبعض الفتيات في البيوت.
- تخلي ربة الأسرة الأصلية عن واجباتها ونسيانها لمهامها، وتعوديها الكسل، فإذا سافرت الخادمة كان العذاب الأليم.
- سوء تربية الأبناء المتمثل في أمور منها:
نقل معتقدات كفرية إلى الأطفال من الخادمات الكافرات، النصرانيات والبوذيات، وقد وُجد أطفال يؤشرون بعلامة التثليث على الرأس وجانبي الصدر، كما يرون النصرانية تصلي، وتقول للطفل: هذه الحلوى من المسيح، ويرى الطفل الخادمة تصلي إلى تمثال بوذا، وأخرى تحتفل بأعياد قومها، وتنقل الفرح بذلك إلى أطفالنا، فيعتادون المشاركة في أعياد الكفرة.
- حرمان الطفل من حنان أمه اللازم في تربيته، واستقرار نفسيته، ولا يمكن للخادمة تعويض من ليس بولدها هذا الحنان.
- تشويه لغة الطفل العربية بما يشوبها من الكلمات الأجنبية فينشأ بمركب نقص يضره أثناء العملية التعليمية.
- الإرهاق المالي الذي يحصل لبعض أرباب الأسر برواتب ونفقات السائق والخادمة.
ثم النزاعات العائلية التي تحصل في شأن من يدفع تلك النفقات؟ وخصوصاً بين الزوج وزوجته الموظفة، ولو جلست المرأة لتعمل في بيتها بدلاً من العمل خارج البيت، لكفيت شراً كثيراً.
والحقيقة أننا في كثير من الأحيان، نوجد مشكلات بأنفسنا!! ثم نطلب لها حلاً، وكثيراً ما تكون الحلول غير حاسمة. إن التعود على الخادمات قد أفرز أنواعاً من الاتكالية والسلبية في الشخصيات. وأخرى تشترط خادمة في العقد وثالثة تنوي أخذ خادمة أهلها معها بعد الزواج، وبالتالي فقدت بناتنا القدرة على الاستقلال بشئون البيت مهما كان صغيراً.
- ولما جلبت ربات البيوت الخادمات صار لديهن وقت كثير لا يدرين كيف يقضينه، فصارت المرأة تنام كثيراً، ثم لا تقر في بيتها من كثرة ذهابها إلى مجالس الغيبة والنميمة وضياع الوقت، والنهاية حسرة يوم القيامة.
- الإضرار بأهل البيت بأمور منها:
1. السحر والشعوذة التي تفرق بين الرجل وزوجته، أو تضر بعافية الأبدان.
2. الإضرار بممتلكات أصحاب البيت بما يحصل من السرقات.
3. تشويه سمعة أهل البيت فكم من بيتٍ شريف كريم تحول خلال غياب أصحابه إلى وكر للفاحشة والفساد، ولابد أنك سمعت عن بعض الخادمات اللاتي يستقبلن رجالاً في بيوت غاب أصحابها.
4. الكفر فيه مخالفة صريحة لنهيه صلى الله عليه وسلم عن دخول الكفار لجزيرة العرب خصوصاً وأن الوضع ليس فيه ضرورة كما ترى مع إمكان الإتيان بالمسلمين.
5. تقييد حرية الرجال (الذين يخافون الله) داخل البيت وكذلك الدعاة الذين يحاولون إصلاح أهليهم.
6. ما يحصل من خلوة المرأة بالسائق الأجنبي في البيت أو السيارة، وعدم تحفظ النساء من الخروج بالزينة والطيب أمامه، حتى كأنه أحد المحارم أو أقرب، وكثرة المحادثات والمشاوير تسقط الحواجز النفسية فيقع المحظور، والوقائع المتكاثرة في المجتمع تدل أولي الألباب على خطورة الأمر.
7. جلب الخدم والسائقين من شتى ملل الحاجة، فكيف إذا أضيف إلى هذا ما يحدث من تقوية اقتصاديات الكفار بتحويلات مرتبات أولئكم الكفرة من السائقين والخادمات، مع أن المسلمين أولى وأحرى، وتبلد إحساس المسلم بكثرة مخالطة هؤلاء الكفار يقضي تدريجياً على مفهوم الولاء والبراء في النفس، أضف إلى ذلك الدور البشع لبعض الذين لا يخافون الله من أصحاب مكاتب الاستقدام الذين يخبرونك بعدم وجود مستخدمين مسلمين، أو القيام بعمليات الخداع والتمويه، ليكشف بعض أرباب البيوت بعد وصول السائق أو الخادمة الموسومين بالإسلام في الأوراق الرسمية أن المسألة كذب في تزوير، وأن التمثيلية قد بدأت من البلد الذي قدم منه المستخدم بتلقينه بعض الكلمات الإسلامية التي يتظاهر بها أمام أهل البيت زوراً.
8. ما يحصل من تفسخ الأسرة بسبب علاقة صاحب البيت بالخادمة وانظر في الواقع وفكر كم نسبة حوادث الطلاق التي حصلت بسبب الخادمة؟
وكم خادمة حملت سفاحاً؟
ثم سائل أقسام الولادة بالمستشفيات، وسجلات مراكز الشرطة عن المشكلات الناتجة عن أولاد الحرام بسبب الفتنة بالخادمات، ثم حاول أن تدرك نطاق الأمراض السارية التي انتقلت إلى مجتمعنا من جراء ذلك، لتعلم حجم الدوامة التي نحن فيها بسبب جلب الخادمات إلى البيوت.
ثم فكر في التصور الذي يأخذه هؤلاء الخدم والسائقين عن الدين الإسلامي، وهم يرون ويعاينون تصرفات المنتسبين إليه، واسأل نفسك أي عائق وضعناه أمامهم، وأي صد عن سبيل الله قد فعلناه بهم، وهل يمكن أن يدخل هؤلاء في دين هذا حال من يزعمون أنهم حملته؟!
ومن أجل الأسباب المتقدمة وغيرها، رأى بعض أهل العلم عدم جواز جلب الخادمات على الوجه الحاصل الآن، وأنه يجب حسم مادة الفتنة وإغلاق منافذ الشر (أنظر فتوى الشيخ محمد صالح العثيمين بشأن هذه القضية).
وحتى نكون مسترشدين بقوله تعالى: {وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُوا} [الأنعام:152] فلا بد أن نشير إلى ما يلي:
أولاً: لا ننكر أن عدداً من الخدم والسائقين الكفرة قد أسلموا وحٌسن إسلام بعضهم نتيجة ما رأوه من بعض مظاهر الإسلام في بعض البيوت، أو نتيجة لشيء من الجهود المخلصة - القليلة مع الأسف - التي بذلت في دعوتهم إلى الله.
ولا ننكر أن بعض الخدم والسائقين مسلمون حقاً، ربما أكثر من أهل البيت، وسمعنا عن الخادمة التي تضع مصحفاً فوق رف المطبخ لتقرأ فيه وقت فراغها من العمل، والسائق المسلم الذي يصلي الفجر في المسجد قبل رب البيت.
ثانياً: لن نتجاهل الحاجة الماسة التي تقع أحياناً لبعض الناس من ضرورة وجود من يخدم في البيت الواسع، مع كثرة الأولاد أو وجود مرضى مزمنين وأصحاب عاهات، أو عمل شاق قد لا تطيقه الزوجة وحدها، لكن السؤال أيها المسلمون: من الذي يطبق الشروط الشرعية ويراعي الاحتياطات الدينية في جلب الخدم والسائقين؟ وكم عدد الذين سيأتون بسائق وزوجته (الحقيقية!) ويضمن عدم خلوة إحدى نسائه بالسائق، وعدم خلوة أحد الرجال بالخادمة؟ ثم يأمر الخادمة بالحجاب، ولا يتعمد النظر إلى زينتها، وإذا جاء إلى البيت وليس فيه إلا الخادمة فلن يدخل، وأن لا يقبل إلا مستخدمين مسلمين حقاً.. الخ
ومن أجل ذلك فإنه لابد لكل من عنده أحد من هؤلاء في بيته أن يتأكد أنه موجود لحاجة شرعية فعلاً، وأن وجوده بالشروط الشرعية حقاً، وإن في قصة يوسف عليه السلام، لعبرة في هذا الموضوع، وفيها دلالة واضحة على الفتنة التي تحصل بوجود الخدم والسائقين في البيت وأن الشر قد يحصل من أهل المنزل ابتداءً مع كون الخدم ممن يخاف الله: {وَرَاوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا عَن نَّفْسِهِ وَغَلَّقَتِ الأَبْوَابَ وَقَالَتْ هَيْتَ لَكَ قَالَ مَعَاذَ اللّهِ} [يوسف:23].
ونقول للذين يشكون من ظروف صعبة في بيوتهم من جهة الخدمة يمكنكم عمل ما يلي:
1. شراء الطعام الجاهز من السوق، استعمال الأواني الورقية وكذا استخدام المغاسل بالأجرة، وتنظيف البيت بعمال يشرف عليهم الرجل، والاستعانة بالأقارب لرعاية الأولاد يكون حلاً سريعاً في أوقات الحاجة، كأن تكون الزوجة مثلاً نفساء في فراشها.
2. فإن لم يفِ ذلك بالغرض يمكن الاستعانة بخادمة مؤقتة بالشروط الشرعية، يتم الاستغناء عنها حال انتهاء الحاجة إليها مع ما في هذا الحل من المخاطر.
3. الأفضل أن تكون خادمة بالساعة، مثلاً تقوم بمهمتها ثم تغادر البيت، وعلى أية حال الضرورة تقدر بقدرها.
وقد طال الحديث في هذه الفقرة لعموم البلاء بها في هذا المجتمع، وقد يختلف الأمر في مجتمعات أخرى، وقبل أن نغادر الموضوع نذكر بأمور من تقوى الله.
- على كل من لديه أسباب فتنة في بيته من هؤلاء وغيرهم أن يتقي الله ويخرجهم من البيت.
- على كل من يظن أنه سيضع ضوابط شرعية للإتيان بالخدم أن يتقي الله، ويعلم أن كثيراً من هذه الضوابط تتلاشى بمرور الزمن.
- على كل من يوجد عنده مستخدم كافر في أرض الجزيرة أن يعرض عليه الإسلام بالأسلوب الحسن، فإن أسلم وإلا أخرجه وأعاده من حيث أتى.
وأخيراً نختم موضوع الخدم والسائقين بذكر هذه القصة التي فيها عبر عظيمة في خطورة المستخدمين في البيوت، وفي التحاكم إلى الكتاب والسنة، ورفض كل حكم يُخالف الشريعة، وسؤال أهل العلم، وتطهير المجتمع الإسلامي بالحدود الشرعية:
عن أبي هريرة وزيد بن خالد رضي الله عنهما قالا: "كنا عند النبي صلى الله عليه وسلم فقام رجل فقال: أنشدك الله إلا ما قضيت بيننا بكتاب الله، فقام خصمه وكان أفقه منه، فقال: اقض بيننا بكتاب الله وأذن لي قال: «قل»، قال: إن ابني هذا كان عسيفاً (أي أجيراً ويطلق على الخادم) على هذا فزنى بامرأته فافتديت منه بمائة شاة وخادم، (دفعها كتعويض له عما لحق بعرضه) ثم سألت رجالاً من أهل العلم فأخبروني أن على ابني جلد مائة وتغريب عام (لأنه غير محصن) وعلى امرأته الرجم (لأنها محصنة وراضية) فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «والذي نفسي بيده لأقضين بينكما بكتاب الله، المائة شاة والخادم رد (أي مردودة عليك) وعلي ابنك جلد مائة وتغريب عام، واغد يا أنيس على امرأة هذا فإن اعترفت فارجمها»، فغدا عليها فاعترفت فرجمها". (رواه البخاري الفتح [12/136]).
تنبيه: ومما يسوء كل مسلم غيور على حرمات الله ما يحدث في بعض البيوت من دخول عمال النظافة والصيانة على النساء وهن بلباس النوم والبيت، فهل يظن أولئك النسوة أن مثل هؤلاء ليسوا رجالاً أمر الله بالاحتجاب عنهم؟!
ومن المنكرات كذلك ما يحدث في بعض البيوت من تدريس الرجال الأجانب للفتيات البالغات، وتدريس بعض النساء للأولاد البالغين دون حجاب.
نصيحة: أخرجوا المخنثين من بيوتكم
قال البخاري رحمه الله تعالى في باب: (إخراج المتشبهين بالنساء من البيوت) وساق حديث ابن عباس قال: "لعن النبي صلى الله عليه وسلم المخنثين من الرجال والمترجلات من النساء، وقال: أخرجوهم من بيوتكم قال: فأخرج النبي صلى الله عليه وسلم فلاناً وأخرج عمر فلانة". (رواه البخاري في كتاب اللباس باب [62]، الفتح [10/333]).
ثم ساق حديث أم سلمة الذي أورده في باب: (ما ينهى من دخول المتشبهين بالنساء على المرأة ) ونصه: "عن أم سلمة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان عندها، وفي البيت مخنث فقال: المخنث لأخي أم سلمة عبد الله بن أبي أمية إن فتح الله لكم الطائف غداً أدلك على ابنة غيلان فإنها تقبل بأربع وتُدبر بثمان، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «لا يدخلن هذا عليكم»" (رواه البخاري باب [113] الفتح [9/333]).
أما تعريف المخنث: فهو من يشبه النساء في خلقته، أو حركاته وكلامه، وغير ذلك، فإذا كان من أصل الخلقة فلا لوم عليه مع أنه يجب عليه أن يسعى ما استطاع لتغير هذا التشبه، وإن كان يتشبه بالنساء عمداً فيسمى مخنثاً سواء فعل الفاحشة أو لا.
وهذا المخنث -الذي بمثابة الخادم- كان يدخل إلى أبيات رسول الله صلى الله عليه وسلم لأنه معدود من غير أولي الإربة من الرجال، فلما رأى الرسول صلى الله عليه وسلم من هذا الشخص التدقيق في وصف النساء، وأنه يصف امرأة بأن لها أربع عكن من الأمام (وهو ما تثنى من لحم البطن نتيجة السمنة) وثمان عكن من الخلف (أربع من كل جانب) أمر بإخراجه ومنعه من الدخول إلى حجر نسائه، وذلك لأنه يأتي منه مفاسد مثل احتمال أن يصف النساء اللاتي يراهن للأجانب، أو أن يتأثر أهل البيت به فيحصل للنساء تشبه بالرجال، أو للرجال تشبه بالنساء مثل التكسر في المشي والخنوع في الصوت أو يؤدي للوقوع في منكرات أبعد من ذلك.
وبعد هذا نتساءل اليوم ونحن نرى كثيراً من أشباه الرجال أو أشباه النساء في هؤلاء الخدم، وخصوصاً الكفار الموجودين في بيوت المسلمين، والذين نعلم يقيناً آثارهم السيئة على أولاد وبنات المسلمين، بل لقد ظهرت طبقة تعرف بالجنس الثالث من شباب يضعون أدوات الزينة ويلبسون ملابس النساء، فما أعظم الرزية وما أشد البلية في أمة يراد منها أن تكون أمة جهاد!!
وإذا أردت المزيد من محاربته صلى الله عليه وسلم لهذا الجنس وغيرة الصحابة على مثل هذا الوضع، فتدبر هذا الحديث: عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم أتي بمخنث قد خضب يديه ورجليه (أي صبغها بالحناء كالنساء)، فقيل يا رسول الله ! هذا يتشبه بالنساء، فنفاه إلى البقيع (عقاباً له في مكان غربة ووحشة، وحماية لغيره) فقيل ألا تقتله، فقال: «إني نهيت عن قتل المصلين» (رواه أبو داود [4928] وغيره وأنظر صحيح الجامع [2502])
نصيحة: احذر أخطار الشاشة:
لا يكاد يخلو بيت في هذا الزمان من نوع أو أنواع من الأجهزة المحتوية على شاشات، والقليل من استخدامات هذه الأجهزة مفيد جيد، والأكثر ضار مدمر وخصوصاً آلات عرض الأفلام، ومع وصول البث المباشر إلى ديار المسلمين، وانتشار بيع الأفلام وتبادلها صارت مسألة التحكم في هذه الأجهزة شبه مستحيلة.
وفيما يلي ذكر الأضرار والمفاسد الناتجة عن مشاهدة هذه الأجهزة، وسيسعى للتغير بعد تأملها كل من أراد رضى الله واجتناب سخطه.
عقائدياً:
1. إظهار شعائر أهل الكفر ورموز أديانهم الباطلة، كالصليب، وبوذا، والمعابد المقدسة، وآلهة الحب والخير والشر، والظلام والنور والشقاء والمطر، وهكذا الأفلام التبشيرية الداعية إلى تعظيم دين النصارى والدخول فيه.
2. الإيحاء بقدرة بعض الخلق على مضاهاة الله في الخلق والإحياء والإماتة، مثل بعض المشاهد المتضمنة لإحياء ميت باستخدام صليب أو عصا سحرية.
3. نشر الدجل والخرافة والشعوذة والسحر، والعرافة والكهانة، المنافية للتوحيد.
4. ما ينطبع في حس المتفرج من توقير ممثلي الأديان الباطلة، كالأب والقسيس، والراهبة التي تداوي المرضى وتفعل الخير!
5. في كثير من التمثيليات حلف بغير الله، وتلاعب بأسماء الله كما سمى أحدهم الآخر مرة عبد القيساح.
6. التشكيك في قدرة الله أو خلقه، أو تصوير الحياة على أنها صراع بين الله والإنسان.
7. القضاء على مفهوم البراءة من أعداء الله في نفوس المشاهدين بما يرونه من أمور تبعث على الإعجاب بشخصيات الكفار ومجتمعاتهم، وكسر الحواجز النفسية بين المسلم والكافر، فإذا زال البغض في الله بدأ التشبه والتلقي عن هؤلاء الكفرة.
اجتماعياً:
1. الإعجاب بشخصيات الكفرة عند عرضهم أبطالاً في الأفلام.
2. الدعوة إلى الجريمة، بعرض مشاهد العنف والقتل والخطف والاغتصاب.
3. تكوين العصابات على النمط المعروف في الأفلام للاعتداء والإجرام، وإصلاحيات الأحداث والسجون شاهدة على آثار الأفلام في هذا المجال.
4. تعليم فن السرقة والاحتيال والاختلاس والتزوير، وقبض الرشاوي وغيرها من الكبائر.
5. الدعوة إلى تشبه النساء بالرجال، والرجال بالنساء، في مخالفة واضحة لحديثه صلى الله عليه وسلم في لعن من فعل ذلك، فهذا رجل يقلد امرأة في صوتها ومشيتها، وقد يلبس الشعر المستعار، والحلي ويضع الأصباغ وأدوات الزينة، وتلك امرأة تضع لحية أو شارباً مستعاراً وتخشن صوتها، وهذا من أسباب نشر الميوعة في المجتمع وظهور الجنس الثالث.
6. بدلاً من النبي والصحابي والعالم والمجاهد، صار القدوة الممثل والمغني، والراقصة واللاعب.
7. زوال الشعور بالمسؤولية تجاه الأسرة، واللامبالاة بالطلبات المهمة والولد المريض، لأن رب الأسرة متسمّرٌ أما الجهاز وقد يُضرب الولد ضرباً مبرحاً إذا قطع على الأب خلوته بالفيلم.
8. تمرد الأبناء على الآباء التي تدعو إلى ذلك، وعندما أصرَّ أحدهم على قبض ثمن السلعة من أبيه ذكّره الأب بحقه عليه، فقال الولد في التمثيلية أبي يعني تسرقني، والرسول صلى الله عليه وسلم يقول: «أنت ومالك لأبيك». (رواه أبو داود [3530])
9. قطع الرحم بانشغال المشاهدين بالأفلام عن الزيارات العائلية، وإن زاروا فلا يتبادلون الأحاديث المفيدة، ولا يتداولون حلول المشكلات العائلية بقدر ما يتحلّقون حول الشاشة صامتين.
10. الانشغال عن إكرام الضيف.
11. إشاعة الكسل والخمول، وتعطيل الإنتاج بما تستهلكه هذه الأجهزة من أوقات المسلمين.
12. نشوء الخلافات الزوجية، والكره المتبادل، وظهور الغيرة المذمومة، فهذا رجل يتغزّل بأوصاف امرأة على الشاشة أمام زوجته، وهي ترد عليه بذكر محاسن المذيع والممثل.
13. ذهاب الغيرة المحمودة من استمراء النظر إلى مشاهد الاختلاط، وكشف الزوجة على الأجانب، وسفور البنات والأخوات، والتأثر بالدعوة إلى تحرير المرأة.
أخلاقياً:
1. إثارة الشهوات بعرض مناظر النساء للرجال، وأشكال الرجال الفاتنين للنساء.
2. دعوة المجتمع إلى إظهار العورات بأنواع الملابس الفاضحة واعتياد الظهور بها.
3. الدعوة إلى إقامة العلاقات بين الجنسين وتعليم المشاهد كيفية التعرف، وما هي الكلمات المتبادلة في البداية، ووسائل تطوير العلاقة المحرمة، وتبادل أحاديث الحب والغرام وتشابك الأيدي … الخ.
4. الوقوع في الزنا والفاحشة بفعل الأفلام التي تعرض ذلك، حتى أن بعضهم يقلّد ما يحدث في الفيلم مع بعض محارمه والعياذ بالله، أو يمارس عادات سيئة أثناء عرض هذه الأفلام.
5. تعليم النساء أنواع الرقص مما فيه إظهار للعورات وإغراء للرجال، وهذا من أنواع الميوعة والانحلال.
6. اكتساب الشخصية الهزلية، وانحسار الجدية، بالإضافة إلى الضحك الكثير المفسد للقلب بفعل أفلام "الكوميديا".
7. شيوع الألفاظ البذيئة مما يستخدم في كثير من الأفلام والتمثيليات.
تعبدياً:
1. تضيع صلاة الفجر من جراء السهر على مشاهدة ما يعرض في الشاشة.
2. التأخر عن أداء الصلوات في أوقاتها فضلاً عن أدائها في المساجد للرجال بسبب تعلق القلب بالمسلسل أو الفيلم أو المباراة.
3. التسبب في بُغض بعض الشعائر التعبدية، كما يحدث لبعضهم إذا قطعت المباراة المثيرة بتوقف لأداء الصلاة.
4. إنقاص أجر بعض الصائمين، أو ذهابه بالكلية بذنوب هذه المشاهدات المحرّمة.
5. الطعن في بعض ما جاءت به الشريعة من أحكام كالحجاب وتعدد الزوجات.
تاريخياً:
1. تشويه التاريخ الإسلامي، وطمس الحقائق، وإهمال ذكر منجزات المسلمين في الأفلام التي تحكي تاريخ البشرية.
2. تحريف الحقائق التاريخية الثابتة، بإظهار الظالم على أنه مظلوم، وهكذا كالزعم بأن اليهود أصحاب قضية عادلة.
3. التقليل من شأن أبطال الإسلام في أعين المشاهدين لبعض التمثيليات التي تمثل فيها أدوار الصحابة وقادة الفتح الإسلامي والعلماء، وتظهر فيها هذه الشخصيات بهيئة مبتذلة، والممثلون في الأصل فسقة وفجرة، وتختلط بالتمثيلية مشاهد غرامية.
4. إيقاع المسلمين تحت وطأة الهزيمة النفسية، وإشاعة الرعب في قلوبهم، بما يعرض من أنواع الآلة الحربية المتقدمة لدى الكفار فيحسّ المسلم أنه لا يمكن هزيمة هؤلاء.
نفسياً:
1. اكتساب العنف والطبع العدواني من مشاهدة أفلام العنف والمصارعة، ومشاهد الدماء والرصاص والأسلحة الحادة.
2. إشاعة الخوف في نفوس مشاهدي أفلام الرعب حتى أن أحدهم ليهب من نومه مذعوراً فزعاً، وهو يصرخ مما رآه في نومه نتيجة مشهد علق في مخيلته.
3. إفساد واقعية الأطفال وغيرهم بعض المشاهد المنافية للواقع، ولما جعله الله من النتائج المترتبة على الأسباب، ومن أمثلة ذلك بعض ما يعرض في أفلام الكرتون، وهذه اللاواقعية تؤثر على التصرفات في الحياة العملية.
صحياً:
1. الإضرار بحاسة البصر، وهي نعمة سيسأل عنها العبد!
2. تسارع ضربات القلب، وارتفاع الضغط والتوتر العصبي ونحوه عند مشاهدة أفلام الرعب وسفك الدماء!
3. السهر المضر براحة الجسد، الذي سيسأل العبد عنه يوم القيامة فيم أبلاه؟
4. ما يحدث من أضرار بأجساد الأطفال الذين يقلدون السوبرمان والرجل الحديدي وغيرهما، والكبار الذين يقلدون الملاكمين والمصارعين.
مالياً:
1. صرف المبالغ في شراء الأجهزة والأفلام وأجرة الإصلاح، وأجهزة التحسين والاستقبال، وهذا المال سيسأل عنه العبد يوم القيامة فيم أنفقه؟!
2. مسارعة الكثير من الناس إلى شراء كماليات لا يحتاجون إليها، وتنافس النساء في شراء الأزياء من جراء ما يعرض في الشاشة من المشاهد والدعايات.
نصيحة: الحذر من شر الهاتف
الهاتف من المخترعات المفيدة، ومن حاجات العصر الحديث. فهو يوفر الأوقات، ويقصر المسافات، ويصلك بجميع الجهات، ويمكن أن يستخدم في الأعمال الصالحات، كالإيقاظ لصلاة الفجر، أو سؤال شرعي، واستحصال فتوى ومواعدة أهل الخير، وصلة الرحم، ونُصح المسلمين.
ولكنه في الوقت نفسه وسيلة لأمور من الشر عديدة، وكم كان الهاتف سبباً لتدمير بيوت بأسرها، وإدخال الشقاء والتعاسة على سكانها أو جرِّهم وجرِّهنَّ إلى مهاوي الرذيلة والفساد! وتكمن الخطورة في سهولة استخدامه، وأنه منفذ مباشر من خارج البيت إلى داخله.
ومن استخدامه في الشر:
1. ما يحدث بواسطته من المعاكسات المزعجة.
2. تعرف المرأة بالرجل الأجنبي، وتطور العلاقة، قال لي شاب قد هداه الله إلى طريق التوبة: قلما تعرف شاب بفتاة بالهاتف إلا خرجت معه في النهاية، وما يحدث بعد ذلك من دركات الفواحش المتفاوتة لا يعلمه إلا الله.
3. ما يحدث فيه من إفساد المرأة على زوجها أو الزوج على زوجته، أو تأليب الأب على أولاده، وبناته والعكس، وذلك نتيجة مكالمات من النمامين والمخربين مبنية على الحسد وحب الشر والتفريق.
4. ضياع الأوقات في المحادثات التافهة المسببة لقسوة القلب، والالتهاء عن ذكر الله، وخصوصاً بين النساء، فتجد المرأة فيه متنفسها.
ومن الحلول في قضايا الهاتف:
1. متابعة ووعظ من يسيء استعماله من داخل البيت وخارجه.
2. الحكمة في الرد.
3. إذا جاءنا خبر في مكالمة من مجهول عرضناها على كتاب الله عز وجل ونفذنا أمر الله {فَتَبَيَّنُوا} [الحجرات:6].
4. والتربية الإسلامية كفيلة بجعل استخدام هذا الجهاز صحيحاً إذا غاب الولي والراعي.
5. وآخر الدواء الكي بفصل الحرارة إذا صار إثمه أكبر من نفعه.
نصيحة: يجب إزالة كل ما فيه رمز الأديان الكفار الباطلة أو معبوداتهم وآلهتهم.
عن عائشة رضي الله عنها: "أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن يترك في بيته شيئاً فيه تصاليب إلا نقضه". (رواه البخاري، فتح الباري [10/385] باب نقض الصور).
وقد بلينا في هذا الزمان بمصنوعات جاءتنا من بلاد الكفار فيها تصاوير ونقوشات، ورسومات لآلهتم ومعبوداتهم، ومن ذلك الصليب بأشكاله المتنوعة، وصور مريم وعيسى، أو صور الكنائس وتماثيل بوذا، وآلهة الإغريق كآلهة الحب، وآلهة الخير والشر، وهكذا.
وبيت المسلم الموحد لا يصلح أن يكون فيه رموز للشرك الذي ينافي التوحيد، بل ينقضه من أساسه، ولذلك كان عليه الصلاة والسلام ينقض الصلبان إذا رآها في بيته، والنقض هو الإزالة سواء بالطمس إذا كانت مرسومة أو منقوشة، أو الحك والتلطيخ بما يغير هيئتها أو اقتلاعها وإزالتها بالكلية.
وليس هذا من الغلو في الدين، لأن الذي نهى عن الغلو هو الذي فعل ذلك صلى الله عليه وسلم ولأجل ذلك ينبغي على أهل البيت إذا أرادوا شراء الأواني والفرش وغيرها أن يحذروا من مثل هذا الرموز للأديان الباطلة التي تنافي التوحيد على أننا ننبه إلى أهمية الاعتدال في هذا الأمر فما لم يكن الشكل واضحاً في كونه صليباً مثلاً فلا يجب تغييره.
نصيحة: إزالة صور ذوات الأرواح
يعمد كثير من الناس إلى تزيين بيوتهم بصور تعلق على الجدران أو تماثيل توضع على أرفف في بعض زوايا البيت، وكثير من هذه الصور المجسمة وغير المجسمة تكون لذوات أرواح كإنسان أو طير أو دابة ونحو ذلك.
وأقوال المحققين من أهل العلم ظاهرة في تحريم صور ذوات الأرواح سواء كانت نحتاً أو رسماً أو مأخوذة بالآلة ما دامت ثابتة ليست كصورة المرآة أو الصورة في الماء، وحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم في لعن المصورين وتهديدهم بتكليفهم ما لا يطيقون من نفخ الروح فيها يوم القيامة يشمل كل عامل في حقل التصوير ما لم يكن من باب الإعانة على الضرورة والحاجة كصور الإثباتات الشخصية اللازمة أو تتبع المجرمين ونحو ذلك.
وتعليق صور ذوات الأرواح فيه إثم آخر لأن ذلك يفضي إلى تعظيم صاحب الصورة، وقد يؤدي إلى الوقوع في الشرك كما حصل في قوم نوح، وأقل ما فيه من الأضرار تجديد الأحزان أو التباهي والتفاخر بالآباء والأجداد فلا يقل أحد من الناس نحن لا نسجد للصورة، ومن أراد أن يحرم نفسه من الخير العظيم بدخول الملائكة بيته فليضع الصورة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن البيت الذي فيه صور لا تدخله الملائكة» (رواه البخاري [4/325]).
ولقد جاء في النهي عن التصوير عدة أحاديث فمنها:
«إن أشد الناس عذاباً عند الله يوم القيامة المصورون» (رواه البخاري [1/382]). وحديث عبد الله بن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إن الذين يصنعون هذه الصور يعذبون يوم القيامة يُقال لهم أحيوا ما خلقتم» (رواه البخاري 1/382).
وحديث أبي هريرة أنه دخل داراً بالمدينة فرأى في أعلاها مصوراً يصور (ينقش الصور في حيطان الدار التي تُبنى) قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «ومن أظلم ممن ذهب يخلق كخلقي فليخلقوا حبة فليخلقوا ذرة» (رواه البخاري [1/385]). وحديث أبي جحيفة أن النبي صلى الله عليه وسلم لعن المصور (رواه البخاري [1/393]).
وإليك أيها القارئ الكريم مزيداً من الإيضاح حول هذه المسألة في كلام أهل العلم.
جاء في شرح حديث لا تدخل الملائكة بيتاً (المراد بالبيت المكان الذي يستقر فيه الشخص، سواء كان بناءً أو خيمة أم غير ذلك - فتح الباري [1/393]):
"أما الصور التي تمنع الملائكة عن الدخول بسببها فهي صور ذوات الأرواح مما لم يقطع رأسه أو لم يمتهن (أي يُهان ويُحتقر بالوطء عليها وغيره)" (الفتح [1/382]) وصنع صور ذوات الأرواح فعل محدث أحدثه عباد الصور، وما يُشعر بذلك فعل قوم نوح، وحديث عائشة في قصة الكنيسة التي كانت بأرض الحبشة، وما فيها من التصاوير وأنه صلى الله عليه وسلم قال: «كانوا إذا مات فيهم الرجل الصالح بنوا على قبره مسجداً وصوروا فيه تلك الصورة، أولئك شرار الخلق عند الله» (الفتح [1/382]).
ويضيف ابن حجر رحمه الله:
"قال النووي: قال العلماء: تصوير صورة الحيوان (ذوات الأرواح) حرام شديد التحريم، وهو من الكبائر، لأنه متوعد عليه بهذا الوعيد الشديد، وسواء صنعه لما يمتهن أم لغيره، فصنعه حرام بكل حال، وسواء كان في ثوب أو بساط أو درهم أو دينار أو فلس أو إناء أو حائط أو غيرها، فأما تصوير ما ليس فيه صورة حيوان فليس بحرام".
قلت: "ويؤيد التعميم فيما له ظل وفيما لا ظل له ما أخرجه أحمد من حديث على أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «أيكم ينطلق إلى المدينة فلا يدع بها وثناً إلا كسره، ولا صورة إلا لطخها (أي طمسها)» الحديث.. (فتح الباري [1/384]).
وقد كان صلى الله عليه وسلم حريصاً على تطهير بيته من الصور المحرمة، وهذا مثال على ذلك: تحت عنوان من لم يدخل بيتاً فيه صورة روى البخاري رحمه الله حديث عائشة رضي الله عنها أنها اشترت نمرقة (وسادة) فيها تصاوير، فلما رآها رسول الله صلى الله عليه وسلم قام على الباب فلم يدخل، فعرفت في وجهه الكراهية، قالت: يا رسول الله! أتوب إلى الله وإلى رسوله ماذا أذنبت؟ قال: «ما بال هذه النمرقة ؟» فقالت: اشتريتها لتقعد عليها وتوسدها، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن أصحاب هذه الصور يعذبون يوم القيامة، يقال لهم: أحيوا ما خلقتم» وقال: «إن البيت الذي فيه الصور لا تدخله الملائكة» (فتح الباري [1/392]).
وقد يقول البعض: ولماذا الإطالة في هذا الموضوع؟
فنقول: لقد دخلنا بيوتاً وغرفاً فوجدنا صور المغنين وغيرهم، وبعضها عارية أو شبه عارية، معلقة على الجدران والمرايا والخزائن والأدراج والطاولات، ينظر إليها صاحبها صباح مساء، وصار بعضهم يقبل الصورة، ويتخيل أموراً منكرة!! فصارت الصورة من أعظم وسائل الانحراف، وتبين لأولي الألباب شيئاً من حكمة الشارع في تحريم صور ذوات الأرواح.
ولابد في ختام هذه الفقرة أن نشير إلى ما يلي:
1. يقول بعض الناس: إن الصور اليوم غزتنا في كل شيء في المعلبات الغذائية، والكتب والمجلات والدفاتر، وإذا أردنا طمس كل صورة فسنضيع أوقاتنا في ذلك، فماذا نفعل؟
نقول: احرص على شراء ما خلا من الصور -إن أمكن- والباقي: يطمس ظاهراً كالصورة على الغلاف، ويبقى الكتاب يستفاد منه، وإذا انتهت الفائدة كالجرائد وغيرها تخرج من البيت، وما يتعذر طمسه كالصورة على المعلبات الغذائية مثلا، فلا حرج إن شاء الله في تركه كما ذكره أهل العلم لأنه دخل فيما عمت به البلوى والمشقة تجلب التيسير.
2. إن كان ولابد من تعليق شيء لتزيين الجدران فليكن بعض المناظر الطبيعية أو صور المساجد والمشاعر الخالية من المحذورات الشرعية.
3. على من يعلقون الآيات القرآنية وغيرها أن ينتبهوا إلى أن القرآن لم ينزل لتزين به الجدران، وأن من العبث تصوير الآيات على هيئة رجل ساجد أو طير ونحو ذلك، وألا يقع من الشخص في المجلس محظورات شرعية تخالف الآية المعلقة فوق رأسه.
نصيحة: امنعوا التدخين في بيوتكم
يكفي دليلاً على تحريم التدخين (بالنسبة للعقلاء) قول الله تعالى: {وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ} [الأعراف:157]. فقسم الله المطعومات والمشروبات إلى قسمين لا ثالث لهما: طيبات مباحة وخبائث محرمة، ومن الذي يجرؤ أن يقول اليوم إن التدخين طيب، بالنظر إلى رائحته والأموال التي تصرف فيه والأضرار الجسدية والمادية الناتجة عنه.
والبيت الصالح ليس فيه ولاعات سجائر ولا منافض للسجائر، لا من الدعايات المجانية ولا غيرها فضلاً عن الشيشة ومشتقاتها.
فإذا خشيت من التدخين في بيتك فضع ملصقات للتلميح، فإن رأيت أحداً يريد ارتكاب المنكر أمامك فليس لك بد في منع وقوعه بالأسلوب المناسب.
نصيحة: إياكم واقتناء الكلاب في البيوت
مما وصلنا من جملة ما وصلنا من عادات الكفار اقتناء الكلاب في البيوت، وعدد من الذين تطبعوا بطباع الكفرة في مجتمعنا يجعلون في بيوتهم كلاباً يشترونها بمبالغ وثمن الكلب حرام من حديث (رواه الإمام أحمد [1/356]) وهو في (صحيح الجامع [3071]). وينفقون في طعامها ونظافتها أموالاً سيسألون عنها يوم القيامة، حتى صار من شعار بيوت كثير من الأثرياء وكبار الموظفين وجود كلب في البيت، ولعاب الكلب نجس، وهو يلعق أهل المنزل وأمتعتهم، ولو ولغ الكلب في إناء لوجب غسله سبع مرات إحداهن بالتراب، فكيف إذا علمت أيها المسلم مقدار ما ينقص من أجر الذين يقتنون الكلاب قال صلى الله عليه وسلم: «ما من أهل بيت يرتبطون كلباً إلا نقص من عملهم كل يوم قيراط (وفي رواية مسلم قيراطان) إلا كلب صيد أو كلب حرث أو كلب غنم» (رواه الترمذي [1489] وهو في صحيح الجامع [5321])، فالنهي عن اقتناء الكلاب يستثنى منه كلب الزرع، والصيد والحراسة (حراسة البيوت والمنشآت أو المواشي وغيرها) ويدخل فيه كل ما تدعو إليه الحاجة من تتبع آثار المجرمين، وكشف المخدرات ونحو ذلك، كما هو مضمون كلام بعض أهل العلم. (التعليق على سنن الترمذي ط.شاكر [3/267])
وهذا جبريل عليه السلام يبين لنبينا محمد صلى الله عليه وسلم السبب الذي منعه من دخول بيته عليه الصلاة والسلام، حسب الموعد الذي كان بينهما، قال صلى الله عليه وسلم: «أتاني جبريل فقال: إني كنت أتيتك الليلة فلم يمنعني أن أدخل البيت الذي أنت فيه إلا أنه كان في البيت تمثال رجل وكان في البيت قرام ستر (مثل الستارة) فيه تماثيل وكان في البيت كلب، فمُر برأس التمثال يقطع، فيُصير كهيئة الشجرة، ومر بالستر يقطع فيُجعل منه وسادتان توطئان، ومر بالكلب فيُخرج» ففعل رسول الله صلى الله عليه وسلم. (رواه الإمام أحمد، صحيح الجامع رقم [68])
نصيحة: الابتعاد عن تزويق البيوت
شاع في بيوت كثير من الناس اليوم أنواع التزويق والتزيين والزخرفة نتيجة الانغماس في الملذات، والتعلق بالدنيا، والتباهي والتفاخر.
وبعض البيوت إذا دخلتها تتذكر كلام ابن عباس: "ليس في الجنة شيء مما في الدنيا إلا الأسماء"، ولا نستطيع في هذه العجالة أن نستطرد في ذكر أنواع العجائب والغرائب، من التحف والزينات والنقوش والزخارف، التي تزخرف بها بعض البيوت والقصور،
ولكننا نذّكر بما يلي:
قال تعالى: {وَلَوْلَا أَن يَكُونَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً لَّجَعَلْنَا لِمَن يَكْفُرُ بِالرَّحْمَـٰنِ لِبُيُوتِهِمْ سُقُفًا مِّن فِضَّةٍ وَمَعَارِجَ عَلَيْهَا يَظْهَرُونَ . وَلِبُيُوتِهِمْ أَبْوَابًا وَسُرُرًا عَلَيْهَا يَتَّكِئُونَ . وَزُخْرُفًا ۚ وَإِن كُلُّ ذَٰلِكَ لَمَّا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۚ وَالْآخِرَةُ عِندَ رَبِّكَ لِلْمُتَّقِينَ} [الزخرف:33-35].
أي (لولا أن يعتقد كثير من الناس الجهلة أن إعطاءنا المال دليل محبتنا لمن أعطيناه فيجتمعوا على الكفر لأجل المال- تفسير القرآن العظيم لابن كثير [7/213]). لجعلنا لبيوت الكفار سقفاً وسلالم وأقفالاً على الأبواب من فضة وذهب من متاع الحياة الفانية، ليوافوا الله وليس عندهم حسنة، لأنهم أخذوا نصيبهم من الدنيا.
روى الإمام مسلم رحمه الله عن عائشة رضي الله عنها: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج في غزاة فأخذت نمطاً (بساط له خمل) فسترته على الباب، فلما قدم فرأى النمط عرفت الكراهية في وجهه، فجذبه حتى هتكه أو قطعه، وقال: «إن الله لم يأمرنا أن نكسوا الحجارة والطين» (صحيح مسلم [3/1666])
روى الإمام أحمد قصة فاطمة لما قالت لعلي رضي الله عنهما (وقد صنعوا طعاماً) لو دعونا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فجاء فوضع يديه على عضادتي الباب فرأى قراماً (ثوب رقيق من صوف فيه ألوان ونقوش) فرجع، فقالت فاطمة لعلي: الحقه فقل له لم رجعت يا رسول الله؟ فقال: «إنه ليس لي (وفي رواية: لنبي) أن أدخل بيتاً مزوقاً» (رواه الإمام أحمد [5/221] وهو في صحيح الجامع [2411]). ورواه أبو داود تحت باب: (الرجل يُدعى فيرى مكروهاً سنن أبي داود [3755]).
وتحت باب: (هل يرجع إذا رأى منكراً في الدعوة)، روى البخاري رحمه الله تعليقاً: "ودعى ابن عمر أبا أيوب، فرأى في البيت ستراً على الجدار، فقال ابن عمر: غلبنا عليه النساء، فقال: من كنت أخشى عليه، فلم أكن أخشى عليك، والله لا أطعم لكم طعاماً فرجع". (فتح الباري [9/249])
وقد وصل الحديث الإمام أحمد عن سالم بن عبد بن عمر قال: "أعرست في عهد أبي، فآذن أبي الناس، فكان أبو أيوب فيمن آذناه، وقد ستروا بيتي ببجاد أخضر، فأقبل أبو أيوب فاطلع فرآه، فقال: يا عبد الله أتسترون الجدر، فقال أبي واستحيا: غلبنا النساء يا أبا أيوب، فقال: من خشيت أن تغلبه النساء… " الحديث (فتح الباري).
روى الطبراني عن أبي جحيفة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «ستفتح عليكم الدنيا حتى تنجدوا بيوتكم كما تنجد الكعبة، فأنتم اليوم خير من يومئذ» (صحيح الجامع [3614])
وخلاصة كلام أهل العلم في زخرفة وتزويق البيوت: أنه إما مكروه أو محرم. (الآداب الشرعية لابن مفلح [3/421])
والله أعلم، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.