محتار جداً

بعد ايام غيرت الى مجال الانشاد (احبه ايضاً وصوتي ياهلني الى ذلك) ثم اعود الى فكرت الخروج من البلاد احاول ان اقنعهم ولا افلح ثم وثم محتار جداً لا ادري ماذا افعل ارجوا الافادة لكم كل شكري واحترامي وجزاكم الله خيراً

  • التصنيفات: استشارات تربوية وأسرية -
السؤال:

بعد حصولي على نسبة 74% في الثانوية دخلت الجامعة في المجال الذي احبه كثيراً مجال الحاسوب.

وبعد عامين من الدراسة وحصولي على (جيد) رسبت في العام الثالث و أعدت السنة ثم رسبت ايضاً.

كرهت الدراسة في هذه الجامعة بل في السودان كله قررت ان ادرس خرج البلاد لا سيما ان مجالي افضل خارج السودان.

اخوتي والوالدة رافضون ان اغادر البلاد حجتهم (انك لم تنجح وانك لم نتجح وانت بالقرب من امك واخوانك وفي بلدك. لن تنجح بعيداً عنهم) قررت ان اتجه الى العلم الشرعي.

بعد ايام غيرت الى الاتجاه الى مجال الانشاد (احبه ايضاً وصوتي ياهلني الى ذلك) ثم اعود الى فكرت الخروج من البلاد احاول ان اقنعهم ولا افلح ثم وثم محتار جداً لا ادري ماذا افعل ارجوا الافادة لكم كل شكري واحترامي وجزاكم الله خيراً

الإجابة:

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:

 أخي العزيز أسأل الله أن يوفقك لكل خير

قلت في رسالتك أنك تحب مجال الحاسوب كثيراً، ومع ذلك رسبت أكثر من مرة، وقلت أنك غيرت إتجاهك أكثر من مرة من الحاسوب إلى العلم الشرعي إلى الإنشاد ثم السفر خارج البلاد.

 

أظنك أخي الكريم بحاجة ماسة إلى معرفة نفسك بشكل أعمق، ومعرفة قدراتك ونقاط قوتك وضعفك، فعندما نعرف نقاط قوتنا سنضع أنفسنا في المكان الصحيح وسنختار الخيار الأنسب لنا، وإذا رجعنا إلى مشكلتك فما الذي يضمن أن لا تشعر بالملل بمجرد سفرك خارج البلاد وتشعر بالحاجة إلى العودة وعدم القدرة على الإستمرار.

 

أخي الكريم كل قرار نتخذه في حياتنا يكلفنا وقتا وجهدا، ولذلك من المهم أن لا تضيع حياتنا في مجموعة من القرارت التي لم تأخذ حقها من التأمل والتفكير العميق.

 

لست أشك أخي الكريم أن دخول الإنسان في المجال الذي يحبه هو من أسباب النجاح.. ولكن هل فعلاً نحن دقيقون في معرفتنا بما نميل إليه ونحبه، أما أنه مجرد ارتياح وشعور عابر سرعان ما يتبدل عند مواجهة أول الصعاب!!

 

نقطة أخرى أريد أن ألفت نظرك إليها أخي الحبيب:

إذا كنت دقيقاً في رغبتك وحرصك على تخصص الحاسب الذي دخلت فيه، ثم بعد ذلك رسبت وعجزت عن الإكمال، فإن هذا قد يشير إلى وجود مشكلة لديك في جانب آخر وهو طريقتك في إدارة نفسك، ربما أنك تعاني من فوضى في إدارة وقتك، أو أنك تعاني من ضعف في إرادتك، أو أنك تعاني من ضعف في التركيز، أو أن لديك مشاكل خارجية تؤثر سلباً على قدرتك على النجاح والتميز.

أياً كان الأمر فأنت بحاجة مرة أخرى إلى تقييم دقيق لوضعك حتى تستطيع أن تعالج نفسك بشكل مناسب.

 

وأخيراً دعني أعطيك رأيي المباشر في مشكلتك بعد هذه المقدمة التنظيرية.

1. أرى أن لا تسافر إلى الخارج لأنك بحاجة قبل هذه الخطوة أن تثبت لنفسك ولأهلك جديتك في الهدف الذي ستضعه.. وعندها سيكون قرار سفرك صحيحا.

 

2. سفرك للخارج مع احتمالية الفشل بناءاً على التجارب السابقة سيكون له أسوء الأثر على نفسيتك وعلى ثقة أهلك بك.

 

3. ركز في هدف واحد محدد، ولا تكثر التنقل، ولا مشكلة في أن يكون الهدف الذي تريده ليس هو الخيار الأفضل من بين كل الخيارات.. فأنت تسعى للخيار الأنسب لك وليس الأفضل عل الإطلاق.

 

4. استعن ببعض من يعرفك جيداً من أهلك أو أصدقائك في تحديد الخيار الأنسب لك.

 

5. راجع طريقتك في إدارة وقتك.. وقد تحتاج أن تكون أكثر إصرارً وجدية في التعامل مع نفسك.

 

6. لا مشكلة في الإنشاد، وإذا أستطعت أن تتميز فيه فقد تؤدي رسالة جيدة من خلاله.. ولكنه يبقى في النهاية هواية مصاحبة للإنسان وليست مجالاً يبني عليه مستقبله الدنيوي..

 

وأخيراً.. بعد أن تستشير وتسخير الله عز وجل.. أنصحك بأن تلغي التفكير في كل الخيارات الأخرى.. وتضع كل جهدك في خيار واحد..فالتركيز أساس النجاح..

 

وفقك الله لإختيار الخيار الأفضل.. وأعانك على المضي فيه بعزم وإصرار.. وسهل لك الخير حيث كان

والله يحفظك ويرعاك.

 

المستشار: أ.وليد الرفاعي