أي المجالات أنفع للأمة!!

مما لا شك فيه أخي الفاضل أن العلوم الشرعية على وجه العموم من أفضل العلوم وأنفعها وأبركها للإنسان، بل إن النصوص الشرعية الواردة في الحث على طلب العلم ومنزلة العلماء وطلبة العلم؛ كلها تُنزّل ابتداءً على العلوم الشرعية، وقد يدخل غيرها تبعاً على قول بعض أهل العلم.

  • التصنيفات: استشارات تربوية وأسرية -
السؤال:

أنا طالب فى كليه الصيدله كنت أسأل عن أنفع المجالات من المجالات الآتيه والتى ستكون أنفع للأمه فى هذه

الآونه فأنا والحمد لله أطلب العلم الشرعى بجانب الدراسه ولكن بعد التخرج أريد أن أستمر فى التعلم فبحثت

فوجدت المجالات الآتيه أميل إليها فأيها أختار:

1)العلوم الشرعيه والدعوه باللغات الأجنبيه.

2)فى مجالى (الصيدلة).

3)الفكر والسياسة الشرعية.

4)التخصص فى العوم الشرعية.

جزاكم الله خيرا

الإجابة:

الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله وصحبه، وبعد:

أخي الفاضل:

أحمد الله تعالى الذي رزقك هذه الهمة العالية، والنفس الأبية التي لا ترضى بالدون، وقد قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «إن الله يحب معالي الأمور وأشرافها ويكره سفاسفها» (صحيح الجامع رقم (1886)، وإن رغبتك الصادقة في الدراسة الأكاديمية العليا، والسؤال عن أنفع الأمور للأمة لهي دلالة خير لك، ونية صالحة نسأل الله تعالى أن يرزقك ثمرتها في الدنيا والآخرة.

 

ومما لا شك فيه أخي الفاضل أن العلوم الشرعية على وجه العموم من أفضل العلوم وأنفعها وأبركها للإنسان، بل إن النصوص الشرعية الواردة في الحث على طلب العلم ومنزلة العلماء وطلبة العلم؛ كلها تُنزّل ابتداءً على العلوم الشرعية، وقد يدخل غيرها تبعاً على قول بعض أهل العلم.

 

أما بخصوص أي هذه المجالات أنفع للأمة، ونوصيك بدراسته؛ فأنا -برأيي الشخصي- أميل إلى أن تواصل طريقك الذي بدأته، وأن تتخصص في نفس مجالك الصيدلة، لأن ذلك أقوى لك، والأمة اليوم (وللأسف الشديد) بحاجة ماسة وكبيرة إلى هذا التخصص وإلى غيره من التخصصات الشرعية والعلمية، والقصور عندنا كبير في كل المجالات والله المستعان، لكني أقترح عليك المواصلة في تخصصك، لتكون قوياً ومتمكناً، ليُحتذى بك، ولتكون قدوة لغيرك.

 

وفي المقابل فهذا لا يعني تركك لطلب العلم الشرعي، إنما المقصود الانشغال أكاديمياً بتخصصك الصيدلة، والعناية بطلب العلم الشرعي في حلق العلم في المساجد، والمدارسة مع طلاب العلم، والقراءة المنظمة والممنهجة، وملازمة من تلتمس فيه العلم والعمل.

 

وفي ظني أن هذا الطريق أكثر إخلاصاً لله تعالى، وأظهر تعبداً، إذا صدق صاحبه في الطلب، وأخذ الأمر بجد وعزيمة، وطول نفس.

 

ولقد عرفت ثلة ممن يشار لهم بالبنان، وتتطامن دونهم الرقاب في العلم الشرعي، وتخصصاتهم الأكاديمية الأصيلة ليست شرعية، بل في المجالات العلمية والتقنية، ولو بحثت في هذا الباب لوجدت أمراً عجباً.

 

وملخص الكلام أخي الكريم:

أوصيك بعد تقوى الله تعالى، بأن تكون جاداً في حياتك، وهذا سيمكنك بعون الله من الجمع بين التخصص الأكاديمي في الصيدلة، وطلب العلم الشرعي بجد واجتهاد.

 

أسأل الله تعالى لنا ولك التوفيق والسداد، وأن يلهمنا رشدنا، وأن يسلك بنا طرائق الخير والرشاد، وأن يجنبنا مسالك الهوى، والله تعالى أعلم، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.

 

المستشار: د.ماجد الزميع