عصبية جدا

قبل أن نبدأ باستعراض مشكلتك علينا أن نتفق أولاً، بأن كل إنسان فيه نوع من العصبية وشكل من أشكالها فربما تكون إيجابية وقد تكون مدمرة. وحسب ما كتبتي فإن عصبتيك فيها شيء من الايجابية لأنه يبدو لي أنك إنسانة منظمة دقيقة تحبين العدالة والانجاز مع احترام الوقت، وهذا ما يجعلك تستثارين بسرعة في حال تعاملك مع أناس لا يقدرون قيمة الوقت والاتقان في العمل

  • التصنيفات: استشارات تربوية وأسرية -
السؤال:

أنا شابة في مقتبل العمر عصبية جدا وعصبيتي بدأت تكره الناس في شخصيتي. في شغلي عصبية لأني أريد الشغل 100%.

في البيت عصبية لا أحب أي غلط. في الكلية عصبية فأريد الكلية تخدم الطالب على أكمل وجه.

أريد أن أتخلص من هذه العصبية بأي شكل يا ليت تنصحوني بتمارين معينة أعملها تحد من عصبيتي.

الإجابة:

أختي.. أشكرك على ثقتك واعلمي أننا هنا من أجلك.

قبل أن نبدأ باستعراض مشكلتك علينا أن نتفق أولاً، بأن كل إنسان فيه نوع من العصبية وشكل من أشكالها فربما تكون إيجابية وقد تكون مدمرة.

 

وحسب ما كتبتي فإن عصبتيك فيها شيء من الايجابية لأنه يبدو لي أنك إنسانة منظمة دقيقة تحبين العدالة والانجاز مع احترام الوقت، وهذا ما يجعلك تستثارين بسرعة في حال تعاملك مع أناس لا يقدرون قيمة الوقت والاتقان في العمل

 

وعليه فنصيحتي لك بالتالي:

أولاً: اقرأى في مخاطر التوتر والغضب والقلق فقد أثبت الطب بأن أكثر الأمراض الشائعة سببها هذه الانفعالات مثل مرض (السكر والضغط والجلطة والذبحة الصدرية وحساسية الجلد وتساقط الشعر وآلام المفاصل وغيرها)

 

ثانياً: اجلسي مع نفسك وحدثيها بأنك ما زلت شابة وأمامك المستقبل والآمال والطموحات فكيف تستحقي ذلك وفي نفس الوقت تهدمي صحتك بالأمراض.

 

ثالثاً: إذا كنت مسلمة فعليك بتطبيق السنة المحمدية في حال الانفعال بالوضوء وتغيير مكانك والاستغفار أو صلاة ركعتين وستجدين انشراح الصدر والراحة النفسية.

 

رابعاً: أنصحك بحضور دورة تدريبية في كيفية التعامل مع الأشخاص السلبيين (الشخصيات الصعبة) لأنه يتضح لي بأنه ينقصك مهارة التعامل مع الناس وكيفية تحقيق الانجازات من خلالهم والعمل ضمن فريق ناجح فهذا سينفعك حتى في إدارة أسرتك وقبل كل شيء إدارة نفسك، لأن الحياة تكون أجمل بكسب الناس لا بخسارتهم، ولا تكوني مثالية وتتوقعي أن الجميع في نفس قدراتك وطاقتك، أو أن الناس لا تخطئ، فنحن مطالبين بالتعايش معهم بإيجابيات هم وسلبياتهم، مع تصحيح أنفسنا في التعامل معهم. فأنت ايضاً تخطئين وتحتاجين أن يعذرك الآخرون. فكوني لهم قدوة بابتسامتك وتسامحك وتواضعك يكونوا لك عوناً وسنداً وقوة.

 

خامساً: يوجد كتاب جميل عن الغضب وفيه تقنيات عملية لضبط النفس وقد استفاد منه بعض من كان مصاب بشدة الغضب ممن أعرفه، اسم الكتاب (مفاتيح الغضب) مترجم، وأظنه من إصدارات مكتبة جرير أو العبيكان بالسعودية. كما أنصحك قبل ذلك بقراءة النصوص الشرعية من القرآن والسنة الواردة في النهي عن الغضب وفضل كظم الغيظ، وانصحك بالاطلاع على شرح حديث لا تغضب في كتاب جامع العلوم والحكم، أو من خلال بعض الشروح المنشورة على النت.

وفقك الرحمن وشرح صدرك وسدد على الخير خطاك

 

المستشار: أ. سلمى الحرمي