أعاني إسراف زوجتي وتحريض والديها!

أن الإكرام والإحسان إلى الزوجة والتوسعة عليها (في حدود الوسع) لا يعد من الإسراف، فما تجده لا يرهقك أو يشق عليك؛ فأمضه واحتسب عند الله تعالى إدخال السرور على شريكة حياتك واستشعارها كرمك وحبك وحسن عشرتك.

  • التصنيفات: قضايا الزواج والعلاقات الأسرية - استشارات تربوية وأسرية -
السؤال:

والدا زوجتي كثيرا التحجج بعدم اكتفائهم المالي، وهم يملون على زوجتي أن الحياة أكل وشرب فقط، وهم يفعلون المستحيل للاستفادة مني قدر الإمكان حتى إني أضحيت مداناً بسبب تبذير زوجتي للمال على الألبسة، والأكل وأهلها، و لم أعد أعرف ما أفعل؟ كما أنهم يحرضونها بطريقة غير مباشرة على المكوث لأطول مدة ببيت العائلة؟

الإجابة:

مرحباً بك أخي الكريم في موقع المسلم، وبارك الله فيك ووفقك لكل خير.

مشكلتك أخي تتمثل فيما تصفه من تبذير الزوجة في النفقات، وتحريض والديها لها على ذلك.

وأستهل حديثي معك  أيها المبارك  بتذكيرك آيات من كتاب الله الكريم تلخص منهج المسلم في الإنفاق والمعيشة، وذلك قوله تعالى: {وَلاَ تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَى عُنُقِكَ وَلاَ تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُومًا مَّحْسُورًا} [الإسراء:29].

وقوله جلّ وعلا: {وَالَّذِينَ إِذَا أَنفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَامًا} [الفرقان:67].

وغير ذلك كثير من الآيات البيّنات والأحاديث النبوية، التي ترسم للمسلم منهج التوازن والاعتدال في هذا الشأن.

وقد أردت بذلك أن ألفت انتباهك الكريم إلى أن الإكرام، والإحسان إلى الزوجة والتوسعة عليها (في حدود الوسع) لا يعد من الإسراف، ومن ثم أدعوك لإعادة النظر في ذلك بحكمة واستبصار؛ فما تجده لا يرهقك أو يشق عليك؛ فأمضه واحتسب عند الله تعالى إدخال السرور على شريكة حياتك واستشعارها كرمك وحبك وحسن عشرتك.

واعلم أخي أن عاقبة ذلك ستعود عليك عاجلاً أو آجلاً، لأن الله سبحانه لا يضيع أجر من أحسن عملاً، وهو القادر على أن يُسخر قلب زوجتك بحسن العشرة لك مقابل بذلك وإحسانك.

وأما ما يبلغ بك أن تقع تحت طائلة الدين ويتجاوز استطاعتك فأتفق معك تماماً في خطأ ذلك، لكني أتوقف معك في كيفية معالجته!

فاعلم أخي أن طبائع النساء التي جُبلنَ عليها، تحتاج لحكمة في التعامل معهن، وتأمل في سيرة الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم واجعله خير قدوة لك في حسن العشرة، فعليك بضبط النفس والهدوء، وأنت توضح حدود استطاعتك، واصبر على ما قد يبدر من الزوجة من رفض واستنكار، وقابل حدّتها بالهدوء مع التلطف في بيان أنك لا تبخل عليها بما تملك، أما ما يزيد على استطاعتك فهو خارج إرادتك.

كما أوصيك أن تقصر الأمر بينك وبين زوجتك؛ فلا تتهور بذكر والديها بسوء، ولكن ناقش الأمر في دائرة بيتكما وحدكما.
ولا تحسبنّ أخي هذا الإحسان والتلطّف ضعفاً؛ فقد طلبت أمهات المؤمنين وخير نساء الدنيا رضي الله عنهن من خير البشر صلى الله عليه وسلم زيادة النفقة، مع عدم استطاعته بأبي هو وأمي  فلم يكن منه تعنيف ولا تسفيه لهن، بل صبر جميل حتى مرت الأزمة!


وخلاصة الأمر أخي الكريم:
الوقوف عند حد استطاعتك، ورفع الحرج والمشقة، مع الحرص على الإكرام والإحسان إلى الزوجة في حدود هذه الاستطاعة، وطلب العذر فيما دون ذلك بالحسنى والمعروف.
جمع الله قلبك وزوجتك على الخير والهدى، وأصلح لكما شأنكما كله.

 

 خالد عبداللطيف