هل يجب أن يكون زملاء العمل أصدقاء؟
أنا أفضل التعامل السطحي مع زملاء العمل من أجل ألا يحصل لي مشاكل معهم. ولكن لاحظت بأن زميلاتي (السكرتيرة وبعض الزميلات) لا يخبرونني عن مستجدات العمل حينما اسألهم وهذا ما يوقعني في الحرج فيما بعد. فيما يخص تعاملي السطحي فأنا أقصد به أنني أسلم عليهن عند مقابلتي بهن وأسألهن عن أحوالهن ولا شأن لي بأمورهم الخاصة. فما رأيكم؟
- التصنيفات: استشارات تربوية وأسرية -
هل يجب أن يكون زملاء العمل أصدقاء لكي ينجح الشخص في عمله أم أنه ليس من الضروري أن يكون الزملاء أصدقاء، وما رأيكم في التعامل السطحي مع زملاء العمل؟
لاحظت بأن زميلاتي في العمل لا يخبرن بعض الزميلات عن مستجدات العمل وكذلك الخبرة التي يملكنها في العمل لأنهم ليسوا صديقاتهم، في حين أنهم يخبرن البعض الآخر وفي هذه الحالة لاحظت بأن هؤلاء صديقاتهم؟
أنا أفضل التعامل السطحي مع زملاء العمل من أجل ألا يحصل لي مشاكل معهم.
ولكن لاحظت بأن زميلاتي (السكرتيرة وبعض الزميلات) لا يخبرونني عن مستجدات العمل حينما اسألهم وهذا ما يوقعني في الحرج فيما بعد. فيما يخص تعاملي السطحي فأنا أقصد به أنني أسلم عليهن عند مقابلتي بهن وأسألهن عن أحوالهن ولا شأن لي بأمورهم الخاصة.
فما رأيكم؟
لأنني لا أعلم ما الصواب فهل يجب أن أسعى لصداقة جميع زميلاتي أم ماذا؟ أثق فيكم، وجزاكم الله خيرا وبارك فيكم.
شكرا لك على السؤال:
لا يشترط لنجاح الإنسان في العمل أن يكون على "صداقة" مع كل زملاء العمل، بل ربما يستحيل أو يصعب أن يتخذ الإنسان كل الزملاء على أنهم أصدقاء، فالزمالة شيء والصداقة شيء آخر. والإنسان قد يستطيع أن يقيم علاقة زمالة ممتازة وناجحة مع شخص معه، إلا أنه قد يرغب بأن لا يتخذه هذا الشخص نفسه على مستوى الصداقة.
وربما الفرق الجوهري بين الزميل والصديق أن الصديق لا تقتصر العلاقة به في دائرة العمل، وإنما يقضيان الوقت معا خارج دائرة وأوقات العمل، وربما قد تتواصل الأسرتين معا في بعض المناسبات، وكل هذا قد لا يرغب الشخص في التواصل به مع من تجمعه به ظروف العمل.
وهناك الكثير من الناس من ينصح بعدم خلط هذه العلاقات مع بعضها، كما أنه قد لا يفيد أحيانا نقل ما يدور في العمل إلى داخل بيوتنا، وخاصة أن هناك الكثير من الصعوبات والمشكلات والتحديات في دائرة العمل، والتي قطعا لا يفيد نقلها لأجواء البيت وعلاقات الصداقة والعلاقات الأسرية.
ربما الأكثر راحة للإنسان الفصل بين هذه الجوانب، كي لا تتعقد الأمور، وبحيث يكون الإنسان في راحة في عمله، كما هو في راحة في صداقاته.
نعم يمكن لعدد قليل من الزملاء أن يكونوا في نفس الوقت أصدقاء، والعادة أن هذا عدد قليل، وهو لا يشترط لنجاح الإنسان في عمله.
وأخيراً. أستطيع أن أقول إن الضابط المهم في المسألة هو أن تكون علاقاتنا مع الآخرين جيدة بشكل عام.. في العمل وخارج العمل، وأن تكون قدرتنا على التعايش والتعامل مع الناس عالية.. حتى مع أولئك الذين نشعر أننا نختلف معهم في أشياء كثيرة.. فنجاح الإنسان في علاقاته يحدده قدرته على التعامل والتعايش مع من لا يحب وليس مع من يحب!!
أما انتقاء الأصدقاء الخاصين فهذه دائرة أخرى ضيقة من حقنا ألا ندخل فيها إلا من نرى أنه يستحق أن يكون فيها ممن يتوافق معنا في غالب جوانب شخصيته، وستكوني محظوظة إذا استطاعتي أن تجعلي لك أصدقاء خاصين وقريبين جدا منك يتجاوزون أصابع اليد الواحدة!!
وتذكري ختاماً قول المصطفى عليه الصلاة والسلام (المؤمن إلف مألوف. خير الناس من يألف ويؤلف، ولا خير فيمن لا يألف ولا يؤلف)
وفقك الله لكل خير.. والله يحفظك ويرعاك.
المستشار: د. مأمون مُبيض