أريد أن أكمل دراستي

أرجو مساعدتي لأن وضعي صعب بهروبي مشاكل اولادي وتفكيري الأكبر بالدراسة لأني مجتمعنا لا يقدر إلا الشهادات بدون الكفاءة. أنا شخيصة جادة بعملي منتجة ولدي الكثير من الخبرات كل الذي أطمح به الشهادة ووظيفة تزيد من قدري في مجتمعي.

  • التصنيفات: استشارات تربوية وأسرية -
السؤال:

أنا الآن عمري 32 سنة انهيت دراستي الثانوية العامة ولكي أكمل الجامعة تزوجت وبعد الزواج التحقت بدورات كثيرة في السكرتارية والكمبيوتر ولكن لم أستطيع أن أكمل دراستي بالجامعة لأنه لا يوجد معي شهادة توجيهي.

نسيت أن أقول إنني من فلسطين ولكن من عرب 48، أنجبت 4 أطفال أكبرهم الآن عمره 14 سنة وإلى هذه اللحظة أريد أن أكمل دراستي لكن لا أعرف لماذا وماذا أكمل والأهم من ذلك أن دخلي لا يسمح لي لأي شيء واجهت صعوبة بعمل بدراسة التوجيهي وأنا لدي أطفال. والآن لا أقدر أن أفكر بأولادي ولا بيتي لأنني دائماً أفكر بالدراسة.

أرجو مساعدتي لأن وضعي صعب بهروبي مشاكل اولادي وتفكيري الأكبر بالدراسة لأني مجتمعنا لا يقدر إلا الشهادات بدون الكفاءة. أنا شخيصة جادة بعملي منتجة ولدي الكثير من الخبرات كل الذي أطمح به الشهادة ووظيفة تزيد من قدري في مجتمعي.

الإجابة:

شكرا لك أختي الفاضلة كم جميل أن تبقى المرأة المسلمة تتطلع للعلم والمعرفة، فنحن أمة العلم والتعلم.

ليس هناك مانع من متابعة دراستك، طالما هذا هو طموحك الذي دوما تحلمين به، ذكرتي أنك تعملين سكرتيرة، ومن الواضح أن لديك الكثير من الخبرات، إلا أن حلمك أن تتعلمي وتكسبي الشهادة في التخصص الذي تريديه، ولم لا؟!

 

ربما عليك تحديد أمرين هامين، الأول أين تريدين هذه الدراسة، هل هي في جامعة عادية، أو جامعة بالمراسلة، أو دراسة عن طريق الانترنت، وما هي احتياجات هذه الجامعات، من ناحية الطلب المالي، ومن ناحية المتطلبات الدراسية، ووفق المادة التي تريدين دراستها. وربما يفيدك في ترتيب هذه الأمور الحديث مع زوجك، أو أحدا من أفراد أسرتك.

 

وليس هناك مانع من البحث عما تريدين من جامعات وبرامج للدراسة عبر موقع غوغل، فالأمر أصبح في متناول اليد.

والأمر الثاني، تحديد المادة التي تحبين دراستها، وهي متوفرة في هذه الجامعة. وربما ليست هذه بالنقطة الصعبة عليك، فربما أنك ومنذ الآن تعلمين بنوع الدراسة التي ترغبين.

والأمر الثالث هو ترتيب أمور أطفالك من تأمين رعايتهم وتلبية احتياجاتهم، ولا شك أنك تحتاجين في هذا الأمر من الاستفادة من دعم زوجك لك.

 

أما بالنسبة للعقبة الأكبر لديك وهي العقبة المالية، فأقترح عليك أن تبدأي بالتسجيل ودراسة الفصل الأول، ثم سيكون حماسك للتوفير من دخلك أكبر كما إن حماسة زوجك وربما بعض أقرباءك داعمة لك بصورة أو أخرى.. فالكثير من العقبات المالية تتذلل بعد البدء فيها وبطرق لا نتوقعها. ومن المفيد لك أن تحرصي على التأكد من الجامعات التي ستنتمي لها أن لديها نظام لتعليق الدراسة لفصل أو أكثر في حال التعثر الشديد في دفع الرسوم على سبيل المثال.

 

وأود قبل إنهاء رسالتي أن أنبهك على أن هدف الدراسة هدف سام ورفيع، وهو يدل على علو همتك وقوة إرادتك، ولكن عدم قدرتك على تحقيقه لأي سبب كان ينبغي ألا يكون محطماً لنفسيتك، ومخيباً لآمالك.. فالدراسة ليست نهاية الحياة والكثير من الناجحين والناجحات لم يكونوا أصحاب شهادات، وفي المقابل الكثير من حملة الشهادات ليسوا من الناجحين في الحياة!!

 

أرجو أن لا تفهمي كلامي على أنه تخذيل أو تقليل من أهمية لدراسة، ولكنه مجرد إشارة ولفت انتباه ألا نحصر حياتنا كلها في زاوية واحدة، وألا ننظر إلى الأمور من جانب واحد فقط.. فنجاحك في تربية أبناءك، ومشاركتك في بعض المؤسسات أو اللجان أو الأعمال الاجتماعية كل هذا من النجاح في الحياة..

 

من المهم أختي الكريمة ألا يكون نجاحنا في أمر ما على حساب فشلنا في أمور أخرى كثيرة، فإذا كان نجاحك في إكمال دراستك سيكون على حساب إهمال أبناءك أو إرهاق زوجك إرهاقاً كبيراً قد يؤثر على استقراركما العائلي.. أو غير هذ وذاك فإن هذا قد يدعوك إلى إعادة التفكير في قرارك..

 

وأياً كان امر فأنا أؤكد أن قرار إكمال دراستك يحتاج منك أن يكون قراراً ثنائياً بينك وبين زوجك.. من أجل أن لا تعيشي تحت دائرة اللوم والعتب الدائم من قبله. 

وفقك الله، ويسّر لك أمر تحقيق حلمك من دراسة التخصص الذي تحلمين والذي تستفيدين منه.

 

المستشار: د. مأمون مُبيض