كيف أستغل شهر رمضان استغلالاً صحيحاً؟

وصيتي لك بتقوى الله ثم بضرورة طلب العلم الشرعي على أيدي مشايخ موثوقين ومتمسكين بالكتاب والسنة، وننصحك بمتابعة قناة المجد ففيها خيرٌ كثير، ويمكنك متابعة قناة المجد العلمية والانتظام في أكاديميتها، وكذلك هناك قناة الخليجية وفيها خيرٌ كثير، واعلم أن من يريد الخير يجده ميسراً ويمكنك أيضاً متابعة المواد المخصصة لشهر الصيام في موقعك الشبكة الإسلامية. نسأل الله أن يرزقك العلم النافع والعلم الصالح، وعليك بالإكثار من تلاوة القرآن وذكر الرحمن، وابتعد عن الغيبة والنميمة والكذب والبهتان، واشغل نفسك بما يرضي الملك الديان ولا تجالس إلا الصالحين من الإخوان، ونسأل الله أن يعمر قلبك بالإيمان. وبالله التوفيق والسداد.

  • التصنيفات: فقه الصيام - ملفات شهر رمضان - استشارات تربوية وأسرية -
السؤال:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

 شهر رمضان هو شهر المغفرة والرحمة والعتق من النار، وقد أدركت من خلال متابعة عدة برامج تلفزيونية أن هذا الشهر يمثل فرصة عظيمة للقرب من الله ومضاعفة الحسنات ومحو السيئات بالنسبة لمن يحسن استغلاله، وأنا ما زلت في مرحلة مجاهدة النفس على تعلم العلم، وأركز وأعتني بالصلاة لأنها شرط صلاح بقية الأعمال، ولدي كتاب الرسالة وأسعى لإيجاد معلم العلم الشرعي، فكيف ينبغي للذي هو في وضعيتي أن يتعامل مع شهر رمضان؟

 وما هي الأعمال التي يجب أن يركز عليها؟

 وما هو البرنامج الأمثل الذي عليه أن يتبعه؟!

 وشكرًا.

الإجابة:

بسم الله الرحمن الرحيم الأخ الفاضل حفظك الله. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد.

 فإن أحب ما يتقرب به الناس إلى ربهم إنما يكون بما افترضه عليهم، كما جاء في الحديث القدسي:  «وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضته عليه» (صحيح الجامع: 1782). والمسلم يبدأ بتعلم ما يصحح به عقيدته وعبادته، فإن الله سبحانه وتعالى يقول: {فاعلم أنه لا إله إلا الله[محمد: 19].

ولا شك أن رمضان موسم عظيم وشهر كريم تفتح فيه أبواب الجنان وتغلق فيه أبواب النيران وتصفد فيه مردة الشياطين، وفيه ليلة خير من ألف شهر، من حرم خيرها فقد حرم، وقد كان السلف عليهم من الله الرضوان يتوجهون إلى الله قبل رمضان بستة أشهر يسألون الله أن يبلغهم رمضان، فإذا أكرمهم الله بدخوله صاموه كأحسن ما يكون إيماناً واحتساباً، وقاموا لياليه إيماناً واحتساباً، فإذا مضى شهر الصيام توجهوا إلى الله يسألونه أن يتقبل منهم الصيام، ومعنى ذلك أن شهر رمضان كان في ذاكرة الأمة طوال العام، ولا عجب فإنه ركن الإسلام الرابع وهي العبادة التي قال الله فيها في الحديث القدسي: {إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به} (السنن الكبرى للبيهقي: 4/274). وكثير من الطاعات أجورها معلومة ولكن أجر الصائمين لا يعلمه إلا من فرض الصيام؛ لأن الصيام صبر والله سبحانه قال عن الصابرين: {إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب} [الزمر: 10].

 

وفي الصيام تربية على تقوى الله وهي فعل ما أمر وترك ما نهى عنه وزجر، وفيه تربية على المراقبة التي توصل صاحبها إلى درجة الإحسان، وهي أن تعبد الله سبحانه كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه سبحانه يراك، وفي الصيام تربية على الصبر وقوة الإرادة، وفيه شعور بالجوع يدفع الإنسان للعطف على الجياع والمحتاجين من إخوانه، وفي الصيام فرصة للتزود من الأعمال الصالحة رغبة في الأجور والمضاعفة، والفلاح للمسلم هو أن يكثر من الأعمال الصالحة، فإذا مضى رمضان استمر على ما تعوده منها، وقد قيل للإمام أحمد رحمة الله عليه: (كيف نعلم أن صيامنا قد تقبله الله، فقال الإمام: إذا وجدت نفسك بعد رمضان تستمر على ما تعودته أيام الصيام فاعلم أن صيامك قد تقبله الله).

 

وكم تمنينا أن يدرك أهل الإسلام أن عبادة الله لا تعرف المواسم وأن المسلم ينبغي أن يظل في عبادة لله لا تنقطع لأن الله سبحانه يقول: {واعبد ربك حتى يأتيك اليقين[الحجر: 99].

 

وهذه وصيتي لك بتقوى الله ثم بضرورة طلب العلم الشرعي على أيدي مشايخ موثوقين ومتمسكين بالكتاب والسنة، وننصحك بمتابعة قناة المجد ففيها خيرٌ كثير، ويمكنك متابعة قناة المجد العلمية والانتظام في أكاديميتها، وكذلك هناك قناة الخليجية وفيها خيرٌ كثير، واعلم أن من يريد الخير يجده ميسراً ويمكنك أيضاً متابعة المواد المخصصة لشهر الصيام في موقعك الشبكة الإسلامية. نسأل الله أن يرزقك العلم النافع والعلم الصالح، وعليك بالإكثار من تلاوة القرآن وذكر الرحمن، وابتعد عن الغيبة والنميمة والكذب والبهتان، واشغل نفسك بما يرضي الملك الديان ولا تجالس إلا الصالحين من الإخوان، ونسأل الله أن يعمر قلبك بالإيمان. وبالله التوفيق والسداد.