الوصايا العشر لمشروع الأسرة السعيدة
- التصنيفات: استشارات تربوية وأسرية -
أحتاج إلى مجموعة من الأنشطة المجربة لنأخذ منها ما يناسب أسرة كل منا وما يمكن تنفيذه لدعم التواصل وزيادة الإيمان وتوفير مناخ صحي لتربية الأبناء؟
مقدمة:
الأسرة هي المؤسسة التربوية الأولى التي يتلقى فيها المسلم قيمه وأخلاقه، لهذا فإن الأسرة هي المخزون الاستراتيجي الذي به تقوى الأمة ويتماسك المجتمع لأنها اللبنة الأولى في هذا المجتمع، فالأسرة هي الحلقة الوسطى بين الفرد والمجتمع، وبصلاحها ينصلح ما قبلها وهو الفرد وما بعدها وهو المجتمع، والمتابع لأحوال الأسرة في مجتمعاتنا يجد أنه قد أصابها الكثير من الأمراض التي ينبغي معالجتها والوقاية منها، ومن مشاكل الأسرة:
- ارتفاع معدلات الطلاق عند حديثي الزواج: غالبًا ما يكون السبب في ذلك اختلافات في البناء القيمي بين الزوجين مما يستلزم مراجعة وضع هذا البناء القيمي عند الزوجين بالنسبة لمنهج الإسلام لضمان تأسيس العلاقة واستمرارها على قواعد سليمة متفق عليها.
- ضعف التواصل بين أفراد الأسرة: لانشغال أحد الوالدين أو كليهما في طلب الرزق مما يقتضي قضاء معظم الوقت خارج المنزل، فأصبح الأبناء يتلقون القيم ممن يخالطون من الأصحاب والأقران مما أدى إلى ضعف البناء الأخلاقي والقيمي عند الجيل الجديد، وقد أصاب هذا الداء معظم البيوت إلا من رحم ربي، حتى بيوت الدعاة بدأت تعاني خلافات حادة بين الآباء والأبناء تظهر واضحة عندما يصل الأبناء إلى مرحلة المراهقة.
- اضطراب الحالة الإيمانية لكثير من الأسر: إن الحالة الإيمانية لأفراد الأسرة تؤثر كثيرًا على مستوى التفاهم والتناغم بينهم، فالرباط بين الزوجين في الواقع هو رباط إيماني قوامه المودة والرحمة، قال تعالى: {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ} [الروم:21]. والإيمان يزيد وينقص، يزيد بالطاعات وبالارتباط والالتزام بمنهج الله ويقل بالمعاصي والبعد عن هذا المنهج، لهذا كان الرجل الصالح يقول: إني لأعرف منزلتي عند ربي من خلق زوجتي وخلق دابتي، فزيادة الإيمان واستقرار الحالة الإيمانية في مستوى مرتفع بلا شك من أهم دعائم استقرار الأسرة.
وفيما يلي البرامج مجموعة من الأنشطة المجربة لنأخذ منها ما يناسب أسرة كل منا وما يمكن تنفيذه لدعم التواصل وزيادة الإيمان وتوفير مناخ صحي لتربية الأبناء، ويفضل تحديد مسئول من أفراد الأسرة عن كل نشاط من الأنشطة للتدريب على القيادة وتحمل المسئولية، ومن الأنشطة المقترحة التي تحقق وقاية الأسرة من هذه المشكلات وتدعم الترابط بين أفرادها لتتمكن من تحقيق رسالتها، البرامج العشرة لسعادة الأسرة وهي:
- مجلس لتدبر القرآن مرة كل أسبوع: حيث يجتمع أفراد الأسرة في وقت يناسب الجميع على أن يتفرغ كل منهم تمامًا لهذا اللقاء الذي يجتمعون فيه لتدبر مجموعة من الآيات في كتاب الله، فتنزل عليهم السكينة وتغشاهم الرحمة وتحفهم الملائكة ويذكرهم الله فيمن عنده، ثم يقوم أفراد الأسرة وقد غفر لهم ما تقدم من ذنوبهم، وما أجمل أن يستخلص الجميع بعض الواجبات العملية وأن يتعاهدوا على الالتزام السلوكي بما توحي به الآيات وأن يتم الحوار والمناقشة حول المعاني القرآنية، ومع الحوار الهادئ يتم تصحيح المفاهيم المغلوطة، وإشاعة الحب والتفاهم وتقبل آراء المخالفين، يمكن مراجعة مشروع مجالس القرآن على الرابط لمعرفة المزيد عن وسائل تنفيذه.
- مشروع حفظ القرآن الكريم: ونقترح أن يتفق الجميع على حفظ آية واحدة من كتاب الله تعالى في كل يوم، ولا تتعجب فبعد زمن قصير سيكون حظ كل فرد من أفراد الأسرة عظيمًا من حفظ آيات الكتاب العزيز والمهم أن يتواصى أفراد الأسرة بالتنفيذ العملي لما تدعو إليه الآية.
- حفظ أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم: نختار حديثًا من الأربعين النووية، يكتب الحديث على سبورة في مكان يراه الجميع، ويترك لمدة أسبوع كامل ولا يرفع الحديث إلا بعد أن يقوم الجميع بتسميعه.
- مكتبة البيت: تحتوي على كتب تناسب جميع المستويات والأعمار، تحتوي على بعض الأشرطة وCDs التي تحتوي على الدروس العلمية والدينية لمشاهير الدعاة، والاشتراك في المجلات الدورية ذات الطابع الإسلامي.
- المسابقات: في جلسات السمر بين أفراد الأسرة، وفي الرحلات الخلوية التي تجتمع فيها الأسرة، وجو المسابقات يؤلف القلوب ويشيع البهجة، وهي من أسهل الطرق لتوصيل المعلومات وتصحيح المفاهيم، ويمكن الاستعانة ببعض كتب المسابقات لاختيار ما يناسب الأفراد، ويمكن عقد مسابقة بين الأبناء في تلخيص أحد الأشرطة لأحد العلماء وعرضه على أفراد الأسرة بأسلوب سهل مع مناقشة بعض الأفكار فيه.
- الحرص على السكن بجوار المساجد: ليسمع أهل البيت الآذان والخطب، وليشاركوا في الأنشطة الدعوية والاجتماعية التي تقام فيه، وحث الأبناء على الصلاة في المسجد والمسارعة إلى الصف الأول والتبكير في صلاة الجمعة، وحث البنات على الصلاة فور سماع الآذان، واصطحاب الأبناء للاعتكاف في الليالي العشر الأخيرة من رمضان.
- صيام النوافل: كصيام الإثنين والخميس، وثلاثة أيام في كل شهر، والتاسع والعاشر من المحرم، ويوم عرفة، وستة أيام من شوال.
- السفر التعبدي: للمسجد الحرام بمكة، ومسجد النبي صلى الله عليه وسلم في المدينة.
- تدريب الأبناء على إكرام الضيف، والإحسان إلى الجار، وصلة الرحم، والمشاركة في تشييع الجنائز، وعيادة المريض، والمساهمة في صندوق لدعم القضية الفلسطينية، والتصدق بكل ما هو نافع كالتبرع بالملابس المستعملة والمشاركة في المعارض الخيرية، وكذلك حثهم على التعاون على ترتيب وتنظيم ونظافة المنزل.
- متابعة الأبناء في التزامهم بالأذكار: أذكار الصباح والمساء، وأذكار الأحوال كأذكار الطعام والنوم، ودخول البيت والخروج منه، ودخول الخلاء، الخ... ويمكن تعيين مسئول لأذكار الصباح وآخر لأذكار المساء، على أن يكون دوره تذكير أهل المنزل بموعد الأذكار وجلوسه مع من تواجد منهم لأدائها.
أحمد علاء