طفلي يعاني من فرط الحركة وأنا تعبت معه!

من الضرورة بمكان التخفيف من سلوكيات العنف في البيت، وإفساح المجال للطفل لكي يلعب كما يشاء طالما أنه لا يوجد أي خطورة عليه، ويجب أن يفرغ ابنك طاقته الحركية في اللعب والركض والمشي والقفز، لأنه بدون ذلك سيصبح أكثر عدوانية، ومن الصعب التفاهم معه.

  • التصنيفات: استشارات تربوية وأسرية -
السؤال:

ابني عمره 6 سنين، ويأخذ علاج فرط الحركة والاكتئاب، ولا توجد أي نتيجة، وكل الأطباء أجمعوا على منع العنف معه، وأنا عصبية جدًا، ووالده أيضًا عصبي جدًا، والولد مرفوض من المدرسة، ومنبوذ في العائلة، والكل يضع اللوم علي، ويقولون لا بد أن تشدي عليه، وأنا مللت، فقد جربت معه كل الطرق والعلاج، ولا توجد أي نتيجة.

 والده رمي كل الحمل علي، ولا يتحمل أن يجلس معه ومع أخيه الصغير –عمره 3 سنين-، لا يتحمل أن يظل معهم نصف ساعة، وأنا تعبت ولا أعرف ماذا أعمل!

الإجابة:

السيدة الفاضلة، بداية: علينا التأكد من أن ابنك يعاني فعلًا من الحركة المفرطة، وأحد أهم المعايير في ذلك استمرار الطفل في تأدية نشاطات حركية مفرطة لمدة 6 أشهر تقريبًا بشكل مستمر، وإذا كان ابنك يأخذ دواء معينًا مثل الريتالين؛ فهو من الأدوية المنقصَة للشَّهية والمنبِّهَة للتنفُّس والدِّماغ. كما يمكن الأخذ بقائمة الأعراض التالية، والتي تخص اضطراب فرط الحركة للتأكد إن كانت تنطبق على ابنك أم لا:

 

أعراض قلة الانتباه - ضعف التركيز:

 

  • صعوبة في التركيز والانتباه .
  • ضعف الذاكرة.
  • الفشل في التركيز والانتباه لتفاصيل الموضوع أو النشاط.
  • صعوبة في تنظيم المهمة التي يقوم بها أو النشاط.
  • القيام بعمل أخطاء تدل على عدم الاهتمام (واجباته المدرسية - العمل - النشاطات الأخرى التي يقوم بها).
  • عدم الإنصات عند الحديث معه.
  • عدم اتباع التعليمات والأوامر.
  • الفشل في إتمام المهام التي تطلب منه.
  • يتجنب أو يرفض المشاركة في النشاطات التي تحتاج إلى تركيز وجهد فكري.
  • يسهل عادة تشتيت انتباهه بالمؤثرات الخارجية.
  • كثير النسيان في النشاطات اليومية.
  • أحلام اليقظة.
  • غير مرتب في نشاطه ودروسه ومظهره.

 

أعراض فرط الحركة – النشاط:

  • كثير الكلام، وتعتبر من العلامات المميزة لفرط الحركة.
  • شعور دائم بالحاجة للحركة.
  • يتململ كثيرًا، يحرك يدية أو قدميه، يتحرك على الكرسي.
  • عدم الجلوس في نفس المكان لمدة طويلة.
  • ظهور علامات التضجر بسرعة.
  • يترك الكرسي في الفصل، أو أماكن أو حالات مشابهة، بدون هدف أو سبب.
  • الركض واللعب والتسلق حتى في الأوقات غير المناسبة أو الأماكن الخطرة.
  • اللعب بإزعاج دومًا.
  • يضايق الأطفال الآخرين، ويقوم بتخريب لعبهم أو نشاطهم.
  • يجد صعوبة في اللعب أو مشاركة الآخرين في الأنشطة التي يقومون بها بهدوء.
  • الفوضوية.
  • التصرف بسذاجة.

 

الأعراض الاندفاعية:

  • الاستعجال في الحديث والرد وعدم الانتظار.
  • يجيب على السؤال قبل اكتماله.
  • يقاطع الآخرين كثيرًا.
  • يجد صعوبة في انتظار دوره.
  • الشعور بالإحباط لأتفه الأسباب.

 

الأعراض السلوكية:

  • التهور.
  • الفوضوية.
  • سرعة الانفعال.
  • سهولة الإثارة.
  • تغير المزاج بسرعة.
  • اللامبالاة بعواقب الأمور.
  • الانطوائية والخجل.
  • عدم القدرة على ضبط النفس.
  • عدم القدرة على التعبير عن النفس.
  • صعوبة في اللعب- مشاركة الآخرين في الأنشطة.
  • السلبية والابتعاد عن مناقشة الآخرين.

 

أعراض العلاقات الاجتماعية:

  • صعوبة في اللعب- مشاركة الآخرين في الأنشطة.
  • العدوانية والإساءة للآخرين.
  • الانطوائية والخجل.
  • عدم التعاطف مع الآخرين.
  • عدم وجود علاقات جيدة مع الأطفال الآخرين.
  • افتقاد المهارات الاجتماعية مثل التحية والسلام على الآخرين.

 

ومن الضرورة بمكان التخفيف من سلوكيات العنف في البيت، وإفساح المجال للطفل لكي يلعب كما يشاء طالما أنه لا يوجد أي خطورة عليه، ويجب أن يفرغ ابنك طاقته الحركية في اللعب والركض والمشي والقفز، لأنه بدون ذلك سيصبح أكثر عدوانية، ومن الصعب التفاهم معه، بمعنى: لا تقيدوا سلوكيات الطفل ومن ثم تطلبون منه الالتزام بالتعليمات؛ فهذا غير صحيح لطفل في حالة ابنك،

أما بالنسبة للعلاج؛ فيجب اللجوء إلى العلاج الطبي في الحالات الخطرة، والتي تصبح مصدر إزعاج كبير جدًا ومن الصعب السيطرة عليها، أما الحالات التي يمكن من خلال العلاج السلوكي السيطرة نوعًا ما على سلوكياتها؛ فهذه الحالات لا تحتاج إلى أدوية؛ لأن الأدوية على الأغلب لمثل هذه الحالات يصحبها آثار سلبية لا يحمد عقباها في المستقبل، مثل الاكتئاب وبعض الهلوسات مع بعض الحالات، ومن الأساليب السلوكية الناجحة:

- التعزيز اللفظي للسلوك المناسب: إن وجود مستوى ملائم من النشاط هو عكس النشاط الزائد، خصوصًا النشاط الهادف المنتج، ويجب أن يحرص الأبوان على إبراز أي سلوك منتج يقوم به الطفل، وأن يمسكا الطفل وهو يعمل شيئًا بشكل جيد ليقولا له: (رائع، لقد أنهيت العمل بدقة تامة). وعندما يستقر الطفل في مكان ما وينتبه وينجز المهمات التي يكلف بها؛ بإمكان الأبوين أن يقولا له: " كم هو جميل أنك جلست وأكملت المطلوب منك".

- ويجب تعزيز الطفل باستمرار لمجرد المحاولة، فالانتباه مثلًا ولو لمدة خمس عشرة ثانية فقط يجب أن يعزز باستمرار، وكثيرًا ما يسأل الآباء كيف يمكنني أن أكون إيجابيًا مع الطفل مع أنه لا ينتبه لأكثر من خمس ثوان؟ والجواب هو أنه يجب أن يكون الأب دائمًا إيجابيًا بعد هذه الثواني، والاستمرار في ذلك قد يزيد هذه المدة إلى عشر ثوان من الانتباه المتصل. إن إطالة فترة انتباه الطفل بحاجة إلى الصبر والتكرار والثبات من قبل الراشدين.

- تنظيم البيئة والتقليل من المشتتات: هناك دلائل تشير إلى أن تقليل المثيرات أو المنبهات يعتبر فعالًا للأطفال سريعي التشتت، مثلًا: تغطية الأرض بالسجاد ووضع الستائر على النوافذ يقلل المنبهات الصوتية غير المناسبة، كما يمكن وضع الأشياء بعيدًا عن النظر في خزائن وأدراج مغلقة، وتنظيم المكتب الذي يستعمله الطفل، ويجب إبعاد أية مواد لها علاقة بلعبة أو مهمة أتمها الطفل فور الانتهاء منها.

- ويجب أن تكون المهمات والواجبات البيئية أو المدرسية محددة وليست عامة؛ لأن الطفل بحاجة إلى خبرات ناجحة في إكمال مهمات قصيرة ومحددة، وحتى نضمن ذلك: يجب أن يكون الوقت المخصص للمهمة قصيرًا مع فترات محددة مسبقًا للراحة أو اللعب.

- إن التنظيم يحتاج إلى استراتيجية محددة بدل ترك الأمور تحدث بطبيعتها، فمثلًا: يجب أن تعطى جميع التعليمات بشكل واضح ومحدد، ويجب أن تعطى التعليمات الواضحة المتعلقة بالعناصر ذات العلاقة بالمهمة المطلوبة فقط. ومن المهم أن تتأكد بأن الطفل ينظر إليك، مثل إعطائه أية تعليمات، كما أن من المهم تجنب أي كلام غير ضروري؛ فالأبوان كثيرا الكلام يضران بالطفل الذي يعاني من قصر فترة الانتباه.

- مراقبة الذات: تتطلب فنية مراقبة الذات Self-Mnitring أن يقوم الأطفال بملاحظة سلوكيات معينة يمارسونها، وذلك بوضع علامة على قائمة شطب، أو بطاقة ملاحظة. وتحتل فنية مراقبة الذات أهمية خاصة بالنسبة للأطفال؛ لأنها تجعلهم على وعي بسلوكياتهم، وتدفعهم إلى تركيز انتباههم على جوانب معينة في السلوك.

 - ويتمثل المبرر الأساسي لاستخدام هذا الأسلوب لمعالجة النشاط الزائد في افتراض مفاده: أن الطفل الذي يستطيع ضبط نفسه في ظروف معينة يستطيع تعميم التغيرات التي تطرأ على سلوكه إلى ظروف أخرى دونما تدخل علاجي خارجي.

 

- وتتضمن مراقبة الذات ما يلي:

(1) ملاحظة الذات: "أرى أنني انتظرت حتى سمح لي بالكلام".

(2) التسجيل الذاتي: "لذلك سوف أضع لنفسي علامة أخرى في القائمة". وقد أسفر استخدام فنية مراقبة الذات زيادة معدل ممارسة الأطفال للسلوكيات المرغوبة مثل: البقاء في الكرسي أثناء فترة الدراسة، والانشغال بالمهمة، والهدوء، وقد يحدث تأثير تفاعلي أحيانًا عند استخدام فنية مراقبة الذات؛ حيث قد يتحسن السلوك عندما يقوم الأطفال بعد أو حصر تكرار حدوث السلوك.

المستشار: د. عبد الرحمن جرار