كيف أحبب الصلاة والعبادة إلى أخي؟

يجب على من يقوم بمناصحة أخيك أن يعي دقة المرحلة التي يمر بها، ولإقناع أخيك بالصلاة، يجب أن يقوم بذلك شخص مقرب من أخيك، يتقبله ويصغي له، وبخلاف ذلك سيحدث الامتناع والعناد والتشبث في الرأي.

  • التصنيفات: تربية الأبناء في الإسلام - استشارات تربوية وأسرية -
السؤال:

لدي أخ عمره 16 سنة، وهو الأصغر (آخر عنقود)، لحظت عليه عدم الاهتمام بالصلاة، وبالرغم من إيقاظ الجميع له لأداء الصلوات، إلا أنه يبدو يتظاهر بأدائها.

 رقابته مرة من النافذة، خرج من البيت ولم يذهب للمسجد، فعاد لغرفته ونام، يذهب آخر شخص من إخوتي، وأبي وإخوتي ربما حتى لاحظوا ذلك، ليس صلاة الفجر، وإنما أغلب الصلوات، أراقبه منذ الأذان، وحينما أقول له: اذهب صل، يقول: صليت، ليست الصلاة وحسب، بل حتى صيام رمضان شاهدته يشرب.

 في الحقيقة: ليس لديه اهتمام بالشعائر الدينية كبقية إخوته، أريد أن أصارحه وأنصحه، ولكني أرغب باتباع أسلوب يتناسب مع عمره وشخصيته، أريد أسلوب إقناع حتى يلتزم، لأني إن أخبرت أهلي سيتبعون نظام التوبيخ والتحقير، أريد أسلوبًا يجعل نفسه تحب العبادة ويقبل عليها.

الإجابة:

أشكر بك اهتمامك وحرصك على أخيك، ولكن كما هو معروف أن الشعائر الدينية لا يتم إقناع الآخرين بها من خلال المراقبة أو التوبيخ، وأخوك بعمر المراهقة الآن، وهذه المرحلة تحتاج من الآخرين إلى تفهم معطياتها والتعامل معها، ففيها تزداد الشهوة الجنسية، وممارسة العادة السرية، والنظر إلى صور عارية.

 إذًا الموضوع ليس موضوع الالتزام بالصلاة فقط، فيجب على من يقوم بمناصحة أخيك أن يعي دقة المرحلة التي يمر بها، ولإقناع أخيك بالصلاة، يجب أن يقوم بذلك شخص مقرب من أخيك، يتقبله ويصغي له، وبخلاف ذلك سيحدث الامتناع والعناد والتشبث في الرأي.

 لذا: الأفضل البحث عن صديق ملتزم دينيًا بحيث يشجعه على الصلاة  بالتدريج، فمعظم الذي لا يلتزمون من المراهقين بالصلاة تعود أسبابهم ومبرراتهم أنهم يتثاقلون من صلاة الجماعة، بمعنى: أن الأهل يُصرون منذ البداية على أن يصلي ابنهم الفجر في الجامع، هنا يشعر البعض منهم بصعوبة المهمة وخصوصًا إذا كانوا ليس لديهم رغبة بالصلاة أصلًا، ودليل ذلك نراهم عندما يذهبون للدراسة في محافظة أخرى أو بلد أجنبي فإنهم لا يصلون نهائيًا ولا يصومون، ولربما صاحب ذلك بعض الانحرافات الأخلاقية أيضًا.

 لذا: الأفضل أن تتم دعوة أخيك للصلاة بالتدريج فليس من الحكمة أن يتم الزامه بصلاة الخمسة فروض منذ البداية، ولكن وبالتدريج سترينه يلتزم ولا يضيع أي وقت، وسبب ذلك أن القناعة جاءت من داخله ولم تُفرض عليه، إذا ادعوا أخاك الى الصلاة في البيت في البداية بأسلوب حسن، ومن ثم وبعد التزامه يمكن الانتقال به إلى مرحلة صلاة الجماعة، وحاولي أن يكون صديقه ملازمًا له في الصلاة، فهذا يعتبر حافزًا لأخيك ويجعله أكثر التزامًا.

 ومن الضرورة الانتباه إلى نوعية الاصدقاء الذين يرافقهم أخوك، فالصحبة لها تأثير قوي جدًا على سلوك الشخص.

وفقك الله.

 

المستشار: د. عبد الرحمن جرار