طفلتي دائمة الصراخ والعصيبة.

يمكن التحكم بسلوكياتها بشكل سهل، فلا يوجد داع لتضخيم الموضوع، والدخول في مواضيع الحسد والرقية، فالرقية أمر جيد، وقد وردت عن السنة النبوية، سواء كان الطفل لديه مشكلات أم لم يكن.

  • التصنيفات: استشارات تربوية وأسرية -
السؤال:

إخوتي الكرام: من فضلكم، أود التقدم بسؤالكم عن مشكلة طفلتي البالغة من العمر سنتان ونصف، والتي تؤرقني، والسبب هو أنها دائمة الصراخ وعنيدة، ودائمة البكاء.

أحيانًا تقوم بضربي بالحذاء، وتتفل عليَّ، ناهيك عن التصرف السيء أمام الناس، كل من يراها يستغرب لأمرها.

تعبت معها جدًا، ودائمًا أرقيها بالمعوذتين فقط، لأن لا دراية لي برقية الأطفال، والجميع يظن أن بابنتي عينًا، لأنها تتصرف كالكبار، وتقول كلامًا أكبر منها، لكن مؤخرًا صارت وقحة، مما يثير أعصابي، وأبدأ في ضربها.

من فضلكم: أريد حلًا جذريًا، أو رقية شافية، وخطواتها.

وجزاكم الله خيرًا.

الإجابة:

السيدة الفاضلة.

 

من أكثر الأسباب شيوعًا والتي تجعل الطفل عدوانيًا، هي البيئة الأسرية، فإذا كان لا يتلقى العطف والتفهم والحنان من والديه، فمن الطبيعي أن يُعبر عن عدم رضاه من الواقع الذي يعيشه من خلال الضرب والشتم، لأنه لا يقدر على التعبير عنما في داخله من خلال الكلام.

والعدوانية من السلوكيات التي تستجر العديد من السلوكيات الأخرى إذا لم يكن الآن ففي المستقبل.

بداية: لا زالت ابنتك صغيرة، ويمكن التحكم بسلوكياتها بشكل سهل، فلا يوجد داع لتضخيم الموضوع، والدخول في مواضيع الحسد والرقية، فالرقية أمر جيد، وقد وردت عن السنة النبوية، سواء كان الطفل لديه مشكلات أم لم يكن، ولكن في حالة ابنتك عليك بداية البحث عن الأسباب التي دعتها إلى ذلك، ومن الأسباب الافتراضية لمثل هذه الحالات: طريقة التربية داخل البيت، وسلوك الزوجين مع بعضهما وكيفية مناقشتهما للمواضيع أما الأطفال، وطريقة التربية، هل هي قائمة على الحب والتفهم؟ أم على الشدة والصراخ؟ ومدى ضبط الوالدين لسلوكيات أبنائهم، وهل يوجد ضبط أم أن هناك تساهلًا لكل ما يقومون به؟ وهل هناك عدل بين الأخوة؟ وهل يوجد نصح وإرشاد للأطفال عندما يخطئون؟ وهل يوجد تعليمات في البيت يلتزم بها الجميع؟ هذه العوامل البيئية وغيرها تساهم بشكل رئيسي في إحداث سلوكيات عدوانية عند الأطفال.

وللتخلص من هذه السلوكيات العدوانية يجب العمل على:
حاولي تعزيز الطفلة على أي فعل إيجابي تقوم به حتى وإن كان هذا العمل بسيطًا، من خلال تقديم الأشياء التي تحبها، والثناء اللفظي وامتداحها.

  1. تقربي من ابنتك من خلال اللعب معها ومجاراتها بما تلعب، وحاولي أن تخصصي وقتًا لذلك.
     
  2. قراءة القصص قبل النوم، فالقصص لها دور كبير في تخليص الطفلة من عدوانيتها وسلوكياتها غير المقبولة، وهنا بإمكانك اختيار قصص تتناسب مع عمرها، وذات موضوعات شيقة وذات علاقة بالصحبة الصالحة، والعطف، والحنان، والسلوك القويم.
     
  3. حاولي أن تندمج طفلتك خلال اليوم مع أطفال آخرين في اللعب، وهنا نقترح: إذا كان بالإمكان أن يتم إلحاق الطفلة بإحدى الحضانات القريبة، وسترين أن سلوكها سيتغير إلى الأفضل.

وفقك الله، وأعانك على تربية ابنتك.

 

المستشار: د. عبد الرحمن جرار