حفيدتي تخاف وتبكي من ركوب السيارة

مخاوف الأطفال خلال سنوات العمر الأولى من بعض الأصوات والظّواهر الطّبيعيّة يُعد من الأمور الطّبيعيّة التي لا تستدعي القلق، ولكنها تتطلّب شيئًا من الصّبر والحكمة في التّعامل والتّوجيه.

  • التصنيفات: استشارات تربوية وأسرية -
السؤال:

حفيدتي عمرها سنتان، تخاف جدًا من ركوب أي سيارة، وتبكي أثناء الركوب حتى تنزل من السيارة.

الإجابة:

السّيد الكريم: حفظك الله وحفيدتك وسائر أحبّتك.

نرحب باهتمامك، ونؤكّد لك بأنّ مخاوف الأطفال خلال سنوات العمر الأولى من بعض الأصوات والظّواهر الطّبيعيّة يُعد من الأمور الطّبيعيّة التي لا تستدعي القلق، ولكنها تتطلّب شيئًا من الصّبر والحكمة في التّعامل والتّوجيه، وأولى وسائل التّفاعل السّوي مع تلك المخاوف هو غرس الطّمأنينة في نفس طفلتكم تجاه ذاك النّوع من القلق المبالغ فيه، وتبسيط صورة الأجسام التي تثير خوفها وفزعها بشكل يجعلها تتعامل معها على أنّها أشد قوّة وبأسًا من أسباب الخوف.

 

وللتّيسير عليك، نشرح لك بالتّمثيل الأدائي للتّعامل مع خوف طفلتكم من ركوب السّيارة:
أولًا: أسباب خوف طفلتك من ركوب السّيارة:

  • قد يكون الخوف مجرّد ردّة فعل طبيعيّة لنوع من أنواع الظّواهر التي تحدث تغيّرًا نفسيًّا سلبيًّا في حياة الأطفال مع التّباين في حدّة الخوف بين طفلٍ والآخر.
  • قد يعود الخوف لارتباط شرطي بين مجسّم السّيارة وحدث طاريء أثناء قيادة السّيارة أثناء مرحلة العامين من عمرها، كأنْ يحدث توقّف مفاجيء أو صوت مزعج بشدّة، أو تحذير صوتي مرعب ومتواصل أثناء أشهر العمر الأولى، مما جعلها تشعر بقرب تلك الخبرة السّلبيّة وذاك الحدث المفاجيء كلّما اقتربت من ركوب السّيارة "المجسّم الذي تخافه".

 

ثانيًا: للتّقليل من شأن ذاك الشّبح المرعب، أو المجسّم الذي تنظر إليه طفلتكم على أنّه مصدر فزع ننصحك بما يلي:

  • نزع المخاوف ببث الطّمأنينة وتلبية الحاجات النّفسيّة من حب وحنان، وتعاطف ورعاية دون انفعال أو صراخ وغضب.

  • شراء مجسّمات لسيارات طفوليّة تصدر أصواتًا مختلفة.

  • تخصيص أوقات للعب في تلك المجسّمات مع ابتكار شارع وأشارات مروريّة كرتونيّة، وتمكينها من دفع السّيارات بصورة مرحة مع الضّحك واللعب، وإصدار أصوات مشابهة لأصوات الشّارع بشكل متقطّع.

  • شراء سيارة القيادة الخاصّة بالأطفال، وتدريبها على قيادة تلك السّيارة، وحبّذا اختيار النّوع الذي يصدر إضاءات وأصوات مشابهة للسّيارة الحقيقيّة، ومشاركتها اللعب مع مثيرات محفّزة وأقران مقرّبين لغرس ارتباطات شرطيّة إيجابيّة بديلة، وتشجيعها على الشّعور بقوّتها الذّاتيّة في السّيطرة على توجّه السّيارة، لتصل إليها خبرة جديدة وهي قدرة سائق السّيارة على التّحكّم في سيرها وإيقافها في أي وقت بارتياح ودون قلق.

  • اصطحاب بعض الأقران والدّمى التي ترتبط بها طفلتكم نفسيًّا أثناء جولتها في السّيّارة، ومحاولة البدء في أول جولة مع جلوسها بالقرب من مصدر للأمان والشّعور بالطّمأنينة كالأم، على أنْ يكون الجلوس في المقعد الخلفي لكلاهما، وممارسة بعض الألعاب الحركيّة واللفظيّة وشغلها نفسيًّا وذهنيًّا عن التّفكير بالخبرات السّلبيّة السّابقة.

وأخيرًا: مواصلة بث الطّمأنينة بشكلٍ تدريجي في نفس الطّفلة، واحتواءها، وعدم الانزعاج من مخاوفها أو كبتها، والتّحدّث إليها بالتّعاطف المقرون بتحسين صورة المركبة في نظرها، ومحاولة الجلوس معها لفترة وجيزة أثناء توقّف السّيارة قبل القيادة، ثم الخروج، والعودة مجدّدًا بهدف الوصول إلى قناعة بأنّ السّيارة لا تعمل إلا بما يريد السّائق أو الشّخص الذي تحبّه وتثق به.

نسأل الله السّداد والرّعاية.

 

المستشار: أ.أميمة صوالحة