أذاكر بالساعات ثم أنسى وأجيب بشكل خاطئ!
الكفاءة في اكتساب المعلومات والقدرة على استرجاعها عند الحاجة إليها؛ يكمن في الذّاكرة الفاعلة، وكيفية تخزين المعلومات وأساليب التّخزين، والمنطقة التي يتم تخزين المعلومات بها، والطاقة الفاعلة للذاكرة على تخزين أكبر كمٍ من المعلومات من خلال القدرة الذّهنيّة، والصحة العامّة النّفسيّة والجسديّة.
- التصنيفات: استشارات تربوية وأسرية -
امتحانات الثانوية العامة بعد أيام، وعندي صعوبة في تذكر المعلومات عند حل الامتحانات، والإجابة بطريقة خاطئة؛ بسبب عدم التركيز، مع أني أذاكر بشكل جيد، ولم أكن هكذا من قبل، لكن منذ سنتين ظهرت عندي هذه الأعراض، فأنا أذاكر بالساعات، وفي الأخير أجيب خطأ، أو أنسى بسرعة، ولا أستطيع إرجاع المعلومات من ذاكرتي!
أنا أحب المذاكرة، وعندي طموح كبير؛ ولذلك أريد أن أتخلص من هذه المشكلة بأي طريقة، أرجو نصيحة عملية. جزاكم الله خيرًا.
الابن الكريم: حفظك الله وسدّد خطّاك.
نثني على اهتمامك بتحقيق المستوى العلمي الذي يحاكي طموحك، ونؤكّد لك بأنّ الكفاءة في اكتساب المعلومات والقدرة على استرجاعها عند الحاجة إليها؛ يكمن في الذّاكرة الفاعلة، وكيفية تخزين المعلومات وأساليب التّخزين، والمنطقة التي يتم تخزين المعلومات بها، والطاقة الفاعلة للذاكرة على تخزين أكبر كمٍ من المعلومات من خلال القدرة الذّهنيّة، والصحة العامّة النّفسيّة والجسديّة.
وللمساعدة في تكاثف تلك العوامل للحصول على أفضل النتائج خلال فترة المذاكرة وأثناء الامتحان؛ ننصحك بما يلي:
أولاً: الاستراتيجيّات الفاعلة لتحسين أداء الذّاكرة لديك وسهولة تخزين المعلومات:
- استراتيجيّة ربط المعلومة بالمثيرات الصّوتيّة والبصريّة المألوفة: كأنْ تربط البيانات أو المعلومات الجديدة بمثيرات مألوفة لديك، من خلال تفعيل حاسّة البصر واستخدام الصّور المرئيّة ومقاطع الفيديو، أو المقاطع الصّوتيّة.
- وبذلك تصبح قادرًا على تكوين صور ذهنيّة بصرية وسمعيّة تربط المعلومات بها؛ لتسهيل استدعائها عند الحاجة.
- استراتيجيّة الألوان: بحيث تقوم باستخدام الألوان المظلة لديك لتظليل المعلومات الجديدة وتخزين صورة حسيّة ذهنية مرتبطة باللون والمعلومات.
- استراتيجيّة السّرد القصصي: فالمعلومات التي تجد في تثبيتها صعوبة تصبح أكثر سلاسة عندما تسردها على شكل أحداث قصصيّة.
ثانياً: كيفية تفعيل أداء الذّاكرة عبر استثمار أنواع الذّاكرة خلال فترة المذاكرة وأثناء الامتحان:
- الذّاكرة التّحليليّة المرتبطة بالعقل التّحليلي: والتي يتم عندها تخزين المعلومات، والتي يتم الاحتفاظ بها بعد مذاكرتها وتكرارها لمرادفات مناسبة، ولا يتم تلاشيها أو نسيانها في حال استخدام استراتيجيّات التّعلّم والتّكرار، وتفعيل أساليب الاكتساب السّابقة.
- الذّاكرة العاطفيّة المرتبطة بالعقل العاطفي: وهي المسؤولة عن العواطف والقلق، وتوتّر الامتحان، والشّعور بالإحباط، أو الثّقة، وتؤثّر على الحالة النّفسيّة أثناء الامتحان وفترات المذاكرة، وما يحدث لك أثناء الامتحان ليس نسيان المعلومات، وإنّما استحضار الذّاكرة العاطفيّة التي تغلب على الذّاكرة التّحليليّة نتيجة التّوتّر والشّعور بالقلق والخوف من الإخفاق والنّسيان.
ثالثاً: مراحل تثبيت المعلومات للوصول إلى الثّقة الكافية بالنّفس والتخلّص من سيطرة الذّاكرة العاطفيّة على الذّاكرة التّحليليّة:
- مرحلة الملاحظة: وهي استطلاع المادّة أو المخطّط التّفصيلي للمادّة التّعليميّة بشكلٍ عام عبر خريطةٍ ذهنيّة، ولا تتجاوز مدّة الملاحظة 1 – 3 ساعات، ويتم خلالها حصر الأفكار الرّئيسيّة العامّة والمحاور الهامّة بنقاط واضحة.
- مرحلة الفهم والتّحليل: وتبدأ عندها تحليل المعلومات وربط المادّة العلميّة بالاستراتيجيات، وفهم العلاقات التّرابطيّة بين المفاهيم والصّور الذّهنيّة، وهي مرحلة المذاكرة الثّانية للمعلومات أو المادّة العلميّة.
- مرحلة الحفظ: وهي مرحلة التّخزين التي تتم عبر قناة الملاحظة والتّحليل والفهم، وتثبيت كافّة المعلومات في منطقة التّحليل في الدّماغ.
- مرحلة التّغذيّة الرّاجعة " الاسترجاع ": ولا بد من أنْ تتحلّى بالمهارة الكافية للسّيطرة على الذّاكرة العاطفيّة وأبعادها؛ للتّخلّص من سيطرتها على تخزين المادّة العلميّة؛ لأنّ الذّاكرة العاطفيّة ذاكرة ضعيفة لا تحتفظ بالمعلومات، وعليك أنْ تتحلّى بالهدوء والاسترخاء لتجميع المعلومات وتخزينها في حيّز الذّاكرة التّحليليّة للعقل المنطقي بكفاءة، وعمليّة الاسترجاع يمكن تفعيلها عبر عدّة وسائل منها:
- المثير البصريّ: ومنها إغلاق العينين واستحضار الصّور في الذّاكرة؛ لتثبيت المعلومات في الذّاكرة التّحليليّة المرتبطة بالذّكاء البصري أو المكاني.
- المثير الصّوتيّ: استرجاع المعلومات صوتيّاً وتكرارها لفظيّاً؛ لتثبيت المعلومات في الذّاكرة التّحليليّة المرتبطة بالذّكاء اللغوي.
- المثير الحركيّ: التّنقّل أو المشي أثناء استرجاع المعلومات لتثبيتها في الذّاكرة التّحليليّة المرتبطة بالذّكاء البدني.
رابعاً: الاهتمام بالجانب الصّحي والتّغذيّة، والحصول على ساعات النّوم الكافية، وممارسة نشاط رياضي بدني، خاصّة فترات الصّباح؛ لتحسين الحالة النّفسيّة، ورفع كفاءة عمل الأجهزة العصبيّة، والاستعداد النّفسي، ورفع نسبة هرمون السّعادة في الجسد، إضافة إلى الحصول على المعادن والعناصر الغذائيّة المتكاملة، والبعد عن الأغذية الدّسمة التي تؤثّر سلباً على النّشاط الذّهني.
خامساً: العناية بالغذاء الرّوحي وهو حاجة النّفس إلى السّكينة والطّمأنينة المنبعثة من التّوكّل على القوى العظيمة في رعاية شؤونك، وهي قدرة الله سبحانه وتعالى، ولا يكون ذلك إلا بأداء واجب العبادات والذّكر، والدّعاء، وعدم التّفريط بأوقات الصّلاة تحت أي ظرفٍ أو ضغوط.
سادساً: كيفيّة السّيطرة على الذّاكرة العاطفيّة وعدم استدعائها أثناء الامتحان:
- استهلال الامتحان بالدّعاء والتّوكّل على الله.
- التّنفّس بعمق لزيادة نسبة الأكسجين المتّجهة للدّماغ؛ مما يُساعد على استدعاء المعلومات.
- البدء بالإجابة على الأسئلة السّهلة الميسّرة، وبذلك تبدأ بتفعيل أداء الذّاكرة التّحليليّة، ويتم السّيطرة تدريجيّاً على العقل العاطفي والانفعالات التي تؤثّر على صعوبة استدعاء المعلومات التي تمّ تخزينها.
وأخيراً: استعن على خطة تعلّم ثابتة تكمن في الإيمان بنفسك، وتنظيم أهدافك ووقتك، والإلمام التّام بالصّورة العامّة للمادّة، وطرح الأسئلة والاختبارات الذّاتيّة، ثم استخدام الحواس وتفعيلها، واستثمار نمط الذّكاء الذي يميّز قدراتك. وختاماً: أثبت لنفسك بأنّك متمكّن مما تعلّمته.
مع تمنيات موقع " مستشارك الخاص " بالسّداد والتّوفيق.