ابنتي تخاف أن تنام في غرفتها!

الأجهزة العصبية المركزية لبعض الأطفال تكون حساسيتها عالية؛ ولذلك نراهم يستجيبون بشكل مبالغ فيه لمثيرات بيئية أو جسمية لا تستدعي كل ردود الفعل هذه.

  • التصنيفات: استشارات تربوية وأسرية -
السؤال:

لدي طفلة تبلغ من العمر ست سنوات، كنت مطلقة، وكانت ابنتي تنام وتظل بجواري كثيرًا، ثم بلغت من العمر أربع سنوات، وأنا تزوجت وما زالت بحضانتي. بعد أن تزوجت أردت أن أفصلها في غرفتها، لكنها تخاف ولا تريد ذلك، وإذا رأتني منزعجة منها توافق رغمًا عن خوفها، وتظل ساعات قليلة، وتتسلل إلى غرفتي وتنام جواري، أعيدها إلى غرفتها، لكن لا جدوى، ومن أول صباحها وهي تسألني: من ينام معي اليوم، أو نامي عندي يا أمي، لا أريد النوم لوحدي. وأسألها عن سبب خوفها؛ فتقول: الظلام. وضعت لها ضوءاً، ولكن لا جدوى، وليس لها مبرر لمجيئها إلي، ووضعت طفلاً رضيعًا، وخوفها وتصرفاتها من قبل أن يأتي، ولا تأكل جيدًا، وحساسة جدًا، وإذا وبختها على غلطة ارتكبتها تخاف مني جدًا، رغم أني أوبخها بشكل طبيعي وليس بعنف ولا تهديد، فما الحل؟ تعبت جدًا.

الإجابة:

السيدة الفاضلة، توجد العديد من الأسباب التي تكمن وراء خوف ابنتك، أبرزها:

(1) التعوُّد، فابنتك تعودت ألا تنام لوحدها؛ لذا فهي ترى أن تكون منفصلة عنك وبغرفة أخرى دون أن يكون هناك من يجاورها؛ وهذا بحد ذاته مصدر للخوف والأحلام المرعبة بالنسبة لها.

(2) الحساسية في الاستجابة ذات المنشأ الولادي: وهذا يعني أن الأجهزة العصبية المركزية لبعض الأطفال تكون حساسيتها عالية؛ ولذلك نراهم يستجيبون بشكل مبالغ فيه لمثيرات بيئية أو جسمية لا تستدعي كل ردود الفعل هذه.

(3) الصراعات الأسرية: تؤدي الصراعات بين الأبوين والتي تتم على مسمع ومرأى من الأطفال إلى شعورهم بعدم الأمن، وهؤلاء الأطفال يشعرون بأنهم أقل قدرة من غيرهم على التعامل مع مخاوفهم الطفولية العادية.

 

السيدة الفاضلة، نأمل منك تطبيق الإرشادات العملية العلاجية التالية مع ابنتك؛ وذلك لإزالة مخاوفها أو التخفيف منها:

1- استخدمي أسلوب "تقليل الحساسية" وذلك من خلال عمل تدريب على تقبل الظلام، بحيث يتم إضاءة الغرفة بضوء خافت، وقولي لابنتك: الليلة سأنام بجانبك ولكن سأطفئ الضوء، وبالفعل كوني بجانبها، وأطفئي الضوء، وكوني قريبة منها، وابدئي بسرد قصة عن الشجاعة، أو بطولة أحد الشخصيات الكرتونية. في اليوم التالي كرري نفس التدريب ولكن بشكل تدريجي، فكوني بجانبها وأطفئي الضوء، ثم أخبريها أنك ستعودين بعد قليل (5 دقائق)، وهنا تكون مرحلة التعود قد بدأت، وبالفعل عودي بعد قليل، ونامي بجانبها، واسردي لها القصص، كرري تلك الخطوة لأكثر من يوم (5 أيام) ولكن مع إطالة وقت غيابك عنها، وبعد فترة سيحدث نوع من التعود على الانفصال، والنوم على ضوء خافت.

2- المكافأة: عليك أن تكافئي ابنتك إذا أبدت تعاونًا ونامت ليلة كاملة دون أن تأتي إلى غرفتك، وعند تقديم المكافأة لها؛ يجب أن تذكري لها سبب المكافأة.

3- لا تستخدمي الزجر والنهي بشكل ملفت؛ فهذا لن يساعد في الحل، بل على العكس سيزيد الأمر تعقيدًا، وحاولي أن تكوني صبورة إلى أبعد حد.

 

المستشار: د. عبد الرحمن جرار