وقعت في شرك الأمفتامينات فكيف أتخلص منها؟

الإدمان على الأمفيتامينات " AMPHETAMINES" يحتاج لمتابعة الطّبيب المختص للتّشخيص وتحديد نسبة الإدمان النّفسي على تلك العقاقير التي تُعد نوعًا من أنواع المواد الكيميائية كالأدرينالين" Adrenaline" والافدرين "Ephedrine" وتعمل على تنشيط الجهاز العصبي المركزي، وتزيد من التّنبّه والنشاط الفكري، وقد تؤدّي إلى بعض الهلوسات السّمعيّة والبصريّة.

  • التصنيفات: استشارات تربوية وأسرية -
السؤال:

وقعت منذ مدة في شرك الأمفيتامينات وأنا على أعتاب الثانوية العامة (العام القادم)، هدفي كان أن أنشط نفسي وأزيد معدل المذاكرة؛ لأن مستواي متدهور نسبةً لإخوتي الأكبر، أخي توظف بالجامعة وأختي في الصيدلة، وأنا مذ دخلت الثانوية أبحث عن النجاح وحسب. إهمالي المتزايد أصابني باليأس ورماني إلى هذه الجهة، والسؤال: كيف أتخلص من الإدمان دون علم أهلي؛ لأن العاقبة وخيمة إن أخبرتهم؟ وماذا أفعل كي أنظم حياتي كلها؛ لأنها باتت مزرية، لدرجة أني فكرت بالانتحار مرارًا بدلًا من دوامة الفشل التي لا تنتهي؟

الإجابة:

الابن الغالي الكريم: حفظك الله من كلّ سوء.

قد يقع الإنسان في المشكلات التي تهدّد حياته ومستقبله لأسباب كثيرة، قد تبدأ من داخل نفسه، إلا أنّه من غير الممكن أنْ يدّمّر بيديه مواطن السّلام في قلبه، ذلك السّلام الفطري الذي نشأ عليه؛ لذلك لا تستسلم ولا تحزن لما أصابك جرّاء الإهمال أو الشّعور بالفشل تحت ضغوط المقارنة بينك وبين إخوتك؛ فليس أشدّ دمارًا على النّفس من تلك المقارنات.

ولو أنّك أعتدت أنْ تقدّر الأنا في داخلك لبقيتْ في مأمنٍ من الوقوع في شراك الإدمان، لكنْ لا تعتقد بأنّها نقطة اليأس، بل إنّها الدّرس الذي لن تنساه في الحياة، وأنتَ تملك –بعون الله– أنْ تجعل تلك المحطّة نقطة التّحوّل في حياتك باسترداد الإرادة والعزم، والثّقة بالله، والتّوجّه إليه راغبًا بأنْ ينقذك وينجّيك من الفشل.

ولا يمكنْ أنْ نخفيك بأنّ الإدمان على الأمفيتامينات " AMPHETAMINES" يحتاج لمتابعة الطّبيب المختص للتّشخيص وتحديد نسبة الإدمان النّفسي على تلك العقاقير التي تُعد نوعًا من أنواع المواد الكيميائية كالأدرينالين" Adrenaline" والافدرين "Ephedrine" وتعمل على تنشيط الجهاز العصبي المركزي، وتزيد من التّنبّه والنشاط الفكري، وقد تؤدّي إلى بعض الهلوسات السّمعيّة والبصريّة.

وترك تلك العقاقير يؤدّي إلى الصّداع والإرهاق والقلق والتّوتّر والمزيد من الاكتئاب واليأس؛ لذلك فالحاجّة ملحّة للتعاون مع الطّبيب لتوفير بعض الفيتامينات والمهدّئات التي تُساعدك على استعادة نشاطك وقدراتك إلى ما قبل الإدمان على الأمفيتامينات، ونسأل الله أنْ تكون مرحلة الإدمان أوليّة؛ لتكون قادرًا على تخطّي المشكلة خلال فترة وجيزة.

ولا شك بأنّك بحاجة لدعم الأهل، وإنْ اقتصر الأمر على شخصٍ ثقة من أشدّ المقربين لك كالوالدة أو الأخ الأكبر؛ لتقديم العون، فقد تكون ملزمًا بالعلاج النّفسي "Psychotherapy" للعودة إلى ممارسة نشاطك واندماجك الطّبيعي وسط الجماعات من حولك.

ولا بدّ من أنْ تكتسب القناعة التّامة بأنّ أول خطوة في تحقيق النّجاح للمستقبل القادم هو الابتعاد عن بؤرة الأوهام والصّداقات السّلبيّة التي أخذتك إلى تلك المشكلات، ثمّ التحق بالمجموعات الصّالحة والأنشطة النّافعة بأنواعها، بحيث تُساعدك على الابتعاد تدريجيًّا عن الممارسات الخاطئة في حياتك السّابقة، ولا تستسلم أبدًا، كنْ قويًّا في تحدّي ذاتك ومقاومة انكساراتك، لا تكن ضعيفًا أمام لحظات اليأس؛ فإنّ الله فطرك على القوّة والإيمان والشّجاعة، وليس المؤمن من يحمل السّلاح بيديه ضد نفسه!

وأخيرًا: لا تنس دومًا بأنّ الصّحة النّفسيّة أشدّ أهميّة من أي تفوّقٍ تحققه في أي مجالٍ آخر؛ لأنّها حصن الأمان لخوض الصعاب في معترك الحياة، وهي عتبة النّجاح على سائر الأصعدة، كما أنّ العودة بعد كلّ انهزامٍ وانكسار إلى باب الرّحمن بالرّجاء والتّوبة هو الخلاص الأكيد من توالي الفشل ودوامة الانهيارات والضّياع.

نسأل الله أنْ ينجيك ويأخذ بيمينك إلى سواء السّبيل.