حكم تلقين الميت بعد موته
محمد الحسن الددو الشنقيطي
- التصنيفات: أحكام الغسل والتكفين والجنائز -
السؤال: هل تلقين الميت بعد موته له أصل في السنة، وإذا كان الجواب نعم فما هو
الثابت منه؟
الإجابة: التلقين تلقينان:
تلقين في الحياة وتلقين بعد الممات.
أما التلقين في الحياة: فقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم الأمر بتلقين الميت شهادة أن لا إله الله، أي أن يقال عنده وهو يسمع: "لا إله إلا الله"، لعله يكون آخر كلامه لا إله إلا الله، فيقال ذلك بين يديه، ولا يقال له: "قل"، لئلا يمتنع من ذلك، بل يقال عنده لا إله إلا الله، فإذا قالها مرة واحدة سكت عنه ولم يكرر ذلك عليه، إلا إذا تكلم بعد ذلك بكلام من أمور الدنيا فتعاد عليه مرة أخرى ليقولها.
أما التلقين بعد الموت: فقد جاء فيه حديث ضعيف أخرجه ابن ماجة في السنن وغيره من حديث أبي أمامة صدي بن عجلان الباهلي رضي الله عنه، وفيه الأمر بتلقين الموتى بعد الموت، أن يقف الإنسان عند رأس أحدهم فيقول: "يا فلان بن فلان، إذا أتاك الملكان فقل لهما ما خرجت عليه من الدنيا، وهو أنك تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، وأنك رضيت بالله رباً وبالإسلام ديناً وبمحمد صلى الله عليه وسلم رسولاً"، وهذا الحديث ضعيف.
والموتى لا يسمعون كلام الأحياء لأنهم حيل بينهم وبينهم بالبرزخ، كما قال تعالى: {ومن ورائهم برزخ إلى يوم يبعثون}، وإنما يسمعون ما أسمعهم الله من ذلك، ولهذا قال الله تعالى للنبي صلى الله عليه وسلم: {إنك لا تسمع الموتى ولا تسمع الصم الدعاء إذا ولوا مدبرين}، وقال تعالى: {إنك لا تسمع الموتى ولا تسمع الصم الدعاء إذا ما ينذرون}، وقال تعالى: {وما أنت بمسمع من في القبور إن أنت إلا نذير}، وأما إسماع الله تعالى فإنه يسمعهم سؤال الملكين ويرد عليهم أرواحهم للجواب، وأيضاً فإنه رد على أهل القليب يوم بدر أرواحهم حتى سمعوا كلام النبي صلى الله عليه وسلم لهم، وكان تكبيته لهم من باب عذاب القبر، ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم: " "، فخاطبهم بما يكبتهم فقال: " "، فكان ذلك تكبيتاً لهم كسؤال الملكين أصلاً، فهذا من عند الله لا يسمعه إلا الله تعالى.
وأما قوله صلى الله عليه وسلم في حديث السؤال: " " فقد فسره كثير من أهل العلم بمعنى أنهم ما زالوا على قرب منه بحيث يسمع من عنده قرع نعالهم لو بقي عنده أحد.
ومع ذلك: فعلى ضعف حديث التلقين بعد الموت فقد عمل به عدد من العلماء، والعمل بالضعيف في مثل هذا النوع مختلف فيه، ولذلك إذا فعله الإنسان فالأصل أن يكثر من الدعاء للميت، وقد جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم الدعاء عند القبر بعد أن يوارى الميت فيه بالثبات والأمر بذلك، فكان يقول: " "، وفي بعض الأحاديث: " "، فكان عدد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يتحلقون حول القبر فيدعون لصاحبه، وأخرج مسلم في الصحيح أن عمرو بن العاص رضي الله عنه أوصى ولده إذا هو مات أن يقفوا عند قبره قدر ما تنحر جزور ويوزع لحمها، ولعله يقصد بذلك دعاءهم له في تلك اللحظات بالقدر الذي لا يشق عليهم.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
نقلاً عن موقع فضيلة الشيخ الددو على شبكة الإنترنت.
تلقين في الحياة وتلقين بعد الممات.
أما التلقين في الحياة: فقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم الأمر بتلقين الميت شهادة أن لا إله الله، أي أن يقال عنده وهو يسمع: "لا إله إلا الله"، لعله يكون آخر كلامه لا إله إلا الله، فيقال ذلك بين يديه، ولا يقال له: "قل"، لئلا يمتنع من ذلك، بل يقال عنده لا إله إلا الله، فإذا قالها مرة واحدة سكت عنه ولم يكرر ذلك عليه، إلا إذا تكلم بعد ذلك بكلام من أمور الدنيا فتعاد عليه مرة أخرى ليقولها.
أما التلقين بعد الموت: فقد جاء فيه حديث ضعيف أخرجه ابن ماجة في السنن وغيره من حديث أبي أمامة صدي بن عجلان الباهلي رضي الله عنه، وفيه الأمر بتلقين الموتى بعد الموت، أن يقف الإنسان عند رأس أحدهم فيقول: "يا فلان بن فلان، إذا أتاك الملكان فقل لهما ما خرجت عليه من الدنيا، وهو أنك تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، وأنك رضيت بالله رباً وبالإسلام ديناً وبمحمد صلى الله عليه وسلم رسولاً"، وهذا الحديث ضعيف.
والموتى لا يسمعون كلام الأحياء لأنهم حيل بينهم وبينهم بالبرزخ، كما قال تعالى: {ومن ورائهم برزخ إلى يوم يبعثون}، وإنما يسمعون ما أسمعهم الله من ذلك، ولهذا قال الله تعالى للنبي صلى الله عليه وسلم: {إنك لا تسمع الموتى ولا تسمع الصم الدعاء إذا ولوا مدبرين}، وقال تعالى: {إنك لا تسمع الموتى ولا تسمع الصم الدعاء إذا ما ينذرون}، وقال تعالى: {وما أنت بمسمع من في القبور إن أنت إلا نذير}، وأما إسماع الله تعالى فإنه يسمعهم سؤال الملكين ويرد عليهم أرواحهم للجواب، وأيضاً فإنه رد على أهل القليب يوم بدر أرواحهم حتى سمعوا كلام النبي صلى الله عليه وسلم لهم، وكان تكبيته لهم من باب عذاب القبر، ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم: " "، فخاطبهم بما يكبتهم فقال: " "، فكان ذلك تكبيتاً لهم كسؤال الملكين أصلاً، فهذا من عند الله لا يسمعه إلا الله تعالى.
وأما قوله صلى الله عليه وسلم في حديث السؤال: " " فقد فسره كثير من أهل العلم بمعنى أنهم ما زالوا على قرب منه بحيث يسمع من عنده قرع نعالهم لو بقي عنده أحد.
ومع ذلك: فعلى ضعف حديث التلقين بعد الموت فقد عمل به عدد من العلماء، والعمل بالضعيف في مثل هذا النوع مختلف فيه، ولذلك إذا فعله الإنسان فالأصل أن يكثر من الدعاء للميت، وقد جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم الدعاء عند القبر بعد أن يوارى الميت فيه بالثبات والأمر بذلك، فكان يقول: " "، وفي بعض الأحاديث: " "، فكان عدد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يتحلقون حول القبر فيدعون لصاحبه، وأخرج مسلم في الصحيح أن عمرو بن العاص رضي الله عنه أوصى ولده إذا هو مات أن يقفوا عند قبره قدر ما تنحر جزور ويوزع لحمها، ولعله يقصد بذلك دعاءهم له في تلك اللحظات بالقدر الذي لا يشق عليهم.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
نقلاً عن موقع فضيلة الشيخ الددو على شبكة الإنترنت.