تكفير المسلمين وخطره
محمد الحسن الددو الشنقيطي
- التصنيفات: فتاوى وأحكام -
السؤال: بعض العلماء ينكرون على الدعاة ويكفرونهم -حسبنا الله ونعم الوكيل-
فما جواب ذلك؟
الإجابة: تكفير المسلم خطره عظيم جداً، قال فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"
وحذر رسول الله صلى الله عليه وسلم من التكفير تحذيراً بالغاً، ولذلك لا يحل تكفير المسلم، وعلى المسلم أن يتقي الله، وأن يعلم أنه إذا كفَّره وهو غير كافر في علم الله فقد رجعت عليه وحارت عليه، ويكون هو كافراً -نسأل الله السلامة والعافية-، ولهذا فالتكفير صعب جداً.
وتكفير المعين يشترط له سبعة شروط:
1 - أن لا يكون قال الكفر أو فعله مكرهاً عليه، لقوله تعالى: {من كفر بالله بعد إيمانه إلا من أكره وقلبه مطمئن بالإيمان}.
2 - أن لا يكون جاهلاً، لقول الله تعالى: {وجازونا ببني إسرائيل البحر فاتوا على قوم يعكفون على أصنام لهم قالوا يا موسى اجعل لنا إلهاً كما لهم آلهة قال إنكم قوم تجهلون}، ولم يقل: إنكم قوم تكفرون، وصح عن النبي صلى عليه وسلم أنه مر على شجرة كانت تدعى في الجاهلية ذات أنواط، فقالوا: اجعل لنا ذات أنواط كما لهم ذات أنواط، قال: " "، ولم يكفر أحداً منهم.
3 - أن لا يكون الإنسان مقلداً لما جرت عليه العادة في بلده، فإن وجد الناس على شيء لا ينكر ففعله ولو كان ذلك كفراً، فإنه لا يكفر به لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " "، وسمع عمر يحلف بأبيه فقال: " "، ومع ذلك لم يكفر أحداً بهذا الحلف.
4 - أن لا يكون مغطاً على عقله، مغلوباً عليه، فإن كان مغطاً على عقله مغلوباً عليه فإنه لا يكفر بذلك، لقصة الرجل التي قصَّ علينا النبي صلى الله عليه وسلم أن رجلاً كان عاصياً فلما دنا أجله جمع أولاده، وأخذ عليهم العهود والمواثيق إذا هو مات أن يحرقوا جثته وأن يقسموا رماده نصفين فيذروا نصفه في البر ونصفه في البحر، قال: فلئن قدر الله عليَّ ليعذبني عذاباً لا يعذبه أحداً من العالمين -يشك في قدرة الله- فلما مات فعلوا به ما أمر، فدعاه الله، فأمر البحر فجمع ما فيه وأمر البر فجمع ما فيه، فقام بشراً سوياً فقال: " " قال: خشيتك يا رب، فغفر له.
فهذا كان مغطاً على عقله بخشية الله وقت موته، فلذلك غفر له مع أن ما قاله كفر.
5 - أن لا يكون غالط اللسان، فإن غلط لسانه وقال الكفر من غير قصد فإنه لا يكفر بذلك، لما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم في الصحيحين أن آخر رجل يدخل الجنة يقول: اللهم أنت عبدي وأنا ربك أخطأ من شدة الفرح، وكذلك في الحديث الذي في الصحيح أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " " فهذا لا يكفر به.
6 - أن يكون الإنسان قد أقيمت عليه الحجة، فإذا لم تقم عليه الحجة فلا يكفر لقول الله تعالى: {وما كنا معذبين حتى نبعث رسولاً}.
7 - أن يثبت ذلك عليه، لأن التكفير حكم قضائي يحتاج إلى إثبات، فالمتأول الذي لا يقصد الكفر وإنما اجتهد فأخطأ لا يكفر بذلك، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: " "، ثم إن على الإنسان أن يتهم نفسه في من يعاديه ويواليه، فالعداء والولاء أمران من أمور العقيدة، والله سبحانه وتعالى بين للمسلمين من يحق لهم أن يوالوه ومن يحق لهم أن يعادوه، فقال: {إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آَمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ * وَمَنْ يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آَمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ}، وبين لهم من يعادونه، فقال: {يأيها الذين أمنوا لا تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء تلقون إليهم بالمودة} إلى آخر السورة، وكذلك قال: {لَا يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَلَيْسَ مِنَ اللَّهِ فِي شَيْءٍ إِلَّا أَنْ تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقَاةً وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ وَإِلَى اللَّهِ الْمَصِيرُ}، وقال: {يأيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم أولياء بعض}، وقال: {يأيها الذين آمنوا لا تتخذوا الكافرين أولياء من دون المؤمنين أتريدون أن تجعلوا لله عليكم سلطاناً مبيناً}، وقال: {لا تجد قوماً يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله ولو كانوا آبائهم أو أبنائهم أو إخوانهم أو عشيرتهم}، فإذن الذي يواليه الإنسان ويعاديه معروفٌ محصور، وعلى هذا فلا يحل لإنسان أن يعادي إنساناً آخر على أساس أنه يدعو إلى خير مثلاً، بل هذا حقه الولاء عليه أن يواليه وإذا أخطأ نصح له، كما أخرج مسلم في الصحيح من حديث أبي رقية تميم ابن أوس الداري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " "، قلنا: لمن؟ قال: " " فلا بد من تناصح المسلمين فيما بينهم.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
نقلاً عن موقع فضيلة الشيخ الددو على شبكة الإنترنت.
"، وقال: " "، وقال: " ".وحذر رسول الله صلى الله عليه وسلم من التكفير تحذيراً بالغاً، ولذلك لا يحل تكفير المسلم، وعلى المسلم أن يتقي الله، وأن يعلم أنه إذا كفَّره وهو غير كافر في علم الله فقد رجعت عليه وحارت عليه، ويكون هو كافراً -نسأل الله السلامة والعافية-، ولهذا فالتكفير صعب جداً.
وتكفير المعين يشترط له سبعة شروط:
1 - أن لا يكون قال الكفر أو فعله مكرهاً عليه، لقوله تعالى: {من كفر بالله بعد إيمانه إلا من أكره وقلبه مطمئن بالإيمان}.
2 - أن لا يكون جاهلاً، لقول الله تعالى: {وجازونا ببني إسرائيل البحر فاتوا على قوم يعكفون على أصنام لهم قالوا يا موسى اجعل لنا إلهاً كما لهم آلهة قال إنكم قوم تجهلون}، ولم يقل: إنكم قوم تكفرون، وصح عن النبي صلى عليه وسلم أنه مر على شجرة كانت تدعى في الجاهلية ذات أنواط، فقالوا: اجعل لنا ذات أنواط كما لهم ذات أنواط، قال: " "، ولم يكفر أحداً منهم.
3 - أن لا يكون الإنسان مقلداً لما جرت عليه العادة في بلده، فإن وجد الناس على شيء لا ينكر ففعله ولو كان ذلك كفراً، فإنه لا يكفر به لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " "، وسمع عمر يحلف بأبيه فقال: " "، ومع ذلك لم يكفر أحداً بهذا الحلف.
4 - أن لا يكون مغطاً على عقله، مغلوباً عليه، فإن كان مغطاً على عقله مغلوباً عليه فإنه لا يكفر بذلك، لقصة الرجل التي قصَّ علينا النبي صلى الله عليه وسلم أن رجلاً كان عاصياً فلما دنا أجله جمع أولاده، وأخذ عليهم العهود والمواثيق إذا هو مات أن يحرقوا جثته وأن يقسموا رماده نصفين فيذروا نصفه في البر ونصفه في البحر، قال: فلئن قدر الله عليَّ ليعذبني عذاباً لا يعذبه أحداً من العالمين -يشك في قدرة الله- فلما مات فعلوا به ما أمر، فدعاه الله، فأمر البحر فجمع ما فيه وأمر البر فجمع ما فيه، فقام بشراً سوياً فقال: " " قال: خشيتك يا رب، فغفر له.
فهذا كان مغطاً على عقله بخشية الله وقت موته، فلذلك غفر له مع أن ما قاله كفر.
5 - أن لا يكون غالط اللسان، فإن غلط لسانه وقال الكفر من غير قصد فإنه لا يكفر بذلك، لما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم في الصحيحين أن آخر رجل يدخل الجنة يقول: اللهم أنت عبدي وأنا ربك أخطأ من شدة الفرح، وكذلك في الحديث الذي في الصحيح أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " " فهذا لا يكفر به.
6 - أن يكون الإنسان قد أقيمت عليه الحجة، فإذا لم تقم عليه الحجة فلا يكفر لقول الله تعالى: {وما كنا معذبين حتى نبعث رسولاً}.
7 - أن يثبت ذلك عليه، لأن التكفير حكم قضائي يحتاج إلى إثبات، فالمتأول الذي لا يقصد الكفر وإنما اجتهد فأخطأ لا يكفر بذلك، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: " "، ثم إن على الإنسان أن يتهم نفسه في من يعاديه ويواليه، فالعداء والولاء أمران من أمور العقيدة، والله سبحانه وتعالى بين للمسلمين من يحق لهم أن يوالوه ومن يحق لهم أن يعادوه، فقال: {إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آَمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ * وَمَنْ يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آَمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ}، وبين لهم من يعادونه، فقال: {يأيها الذين أمنوا لا تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء تلقون إليهم بالمودة} إلى آخر السورة، وكذلك قال: {لَا يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَلَيْسَ مِنَ اللَّهِ فِي شَيْءٍ إِلَّا أَنْ تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقَاةً وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ وَإِلَى اللَّهِ الْمَصِيرُ}، وقال: {يأيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم أولياء بعض}، وقال: {يأيها الذين آمنوا لا تتخذوا الكافرين أولياء من دون المؤمنين أتريدون أن تجعلوا لله عليكم سلطاناً مبيناً}، وقال: {لا تجد قوماً يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله ولو كانوا آبائهم أو أبنائهم أو إخوانهم أو عشيرتهم}، فإذن الذي يواليه الإنسان ويعاديه معروفٌ محصور، وعلى هذا فلا يحل لإنسان أن يعادي إنساناً آخر على أساس أنه يدعو إلى خير مثلاً، بل هذا حقه الولاء عليه أن يواليه وإذا أخطأ نصح له، كما أخرج مسلم في الصحيح من حديث أبي رقية تميم ابن أوس الداري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " "، قلنا: لمن؟ قال: " " فلا بد من تناصح المسلمين فيما بينهم.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
نقلاً عن موقع فضيلة الشيخ الددو على شبكة الإنترنت.