يقول: كون الدجال أعور لا يثبت العين لله
محمد بن صالح العثيمين
- التصنيفات: العقيدة الإسلامية -
السؤال: ما رأي فضيلتكم فيمن يقول: إن كون الدجال أعور لا يثبت أن الله ذو
عينين، وإنما يثبت أنه يرى كل شيء يمر؟
الإجابة: فأجاب حفظه الله بقوله: لو تأمل القائل حديث الدجال لرأى أنه يدل
دلالة واضحة على أن الله تعالى له عينان اثنتان فقط، ففي صحيح البخاري
عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال
في الدجال: " "، وفي صحيح مسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم ذكر الدجال
فقال: " ".
وجه الدلالة من الحديث أنه لو كان لله تعالى أكثر من عينين لكان الزائد كمالاً بلا شك، لأنه لا يمكن أن يتصف الله تعالى بما ليس بكمال، وهذا الكمال يحصل به التمييز فيقول: إن الله له أعين، فلو كان ثابتاً لكان ذكره هو الواجب، لأنه أبلغ في وصف الرب بالكمال مع التمييز.
وقد نقل أبو الحسن الأشعري وغيره أن هذا هو ما عليه أهل السنة، أعني إثبات أن الله تعالى له عينان فقط، وإنما جمعت في قوله تعالى: {تجري بأعيننا} لأنها أضيفت إلى اسم جمع، فكان جمعها أولى من أجل التناسب بين المتضايفين كما جمعت اليد في قوله تعالى: {أولم يروا أنا خلقنا لهم مما عملت أيدينا أنعاماً} من أجل التناسب بين المتضايفين.
قال ابن القيم رحمه الله في الصواعق 1/254: "إن دعوى الجهمي أن ظاهر القرآن يدل على أن لله تعالى أيدياً كثيرة على جنب واحد وأعيناً كثيرة على وجه واحد عضن للقرآن، وتنقص له وذم، ولا يدل ظاهر القرآن ولا باطنه على ذلك بوجه ما، ولا فهمه من له عقل".
إلى أن قال: "فهذا الأشعري والناس قبله وبعده ومعه لم يفهموا من الأعين أعيناً كثيرة على وجه، ولا أيدياً كثيرة على شق واحد، حتى جاء هذا الجهمي فعضن القرآن وادعى أن هذا ظاهره وإنما قصد هذا وأمثاله التشنيع على من بدعه وضلله من أهل السنة والحديث". أ.هـ.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مجموع فتاوى و رسائل الشيخ محمد صالح العثيمين المجلد الأول - باب الأسماء والصفات.
وجه الدلالة من الحديث أنه لو كان لله تعالى أكثر من عينين لكان الزائد كمالاً بلا شك، لأنه لا يمكن أن يتصف الله تعالى بما ليس بكمال، وهذا الكمال يحصل به التمييز فيقول: إن الله له أعين، فلو كان ثابتاً لكان ذكره هو الواجب، لأنه أبلغ في وصف الرب بالكمال مع التمييز.
وقد نقل أبو الحسن الأشعري وغيره أن هذا هو ما عليه أهل السنة، أعني إثبات أن الله تعالى له عينان فقط، وإنما جمعت في قوله تعالى: {تجري بأعيننا} لأنها أضيفت إلى اسم جمع، فكان جمعها أولى من أجل التناسب بين المتضايفين كما جمعت اليد في قوله تعالى: {أولم يروا أنا خلقنا لهم مما عملت أيدينا أنعاماً} من أجل التناسب بين المتضايفين.
قال ابن القيم رحمه الله في الصواعق 1/254: "إن دعوى الجهمي أن ظاهر القرآن يدل على أن لله تعالى أيدياً كثيرة على جنب واحد وأعيناً كثيرة على وجه واحد عضن للقرآن، وتنقص له وذم، ولا يدل ظاهر القرآن ولا باطنه على ذلك بوجه ما، ولا فهمه من له عقل".
إلى أن قال: "فهذا الأشعري والناس قبله وبعده ومعه لم يفهموا من الأعين أعيناً كثيرة على وجه، ولا أيدياً كثيرة على شق واحد، حتى جاء هذا الجهمي فعضن القرآن وادعى أن هذا ظاهره وإنما قصد هذا وأمثاله التشنيع على من بدعه وضلله من أهل السنة والحديث". أ.هـ.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مجموع فتاوى و رسائل الشيخ محمد صالح العثيمين المجلد الأول - باب الأسماء والصفات.