لماذا ترد قصص الأنبياء في القرآن بصيغ مختلفة عن بعضها؟
ناصر بن سليمان العمر
- التصنيفات: التفسير -
السؤال: إنني عندما أقرأ القرآن الكريم، وخصوصاً عندما أمر على قصص القرآن يرد
في ذهني إشكال، وهو: أن قصة موسى مثلاً وقعت مرة واحدة وأجد التعبيرات
القرآنية مختلفة مما يُشكل علي أنها على أي الألفاظ قيلت؟ مع أن
المعنى واحد، مثلاً: يقول الله تعالى عن موسى: {إذ رءا ناراً فقال لأهله إني آنست ناراً لعلي
آتيكم منها بقبس أو أجد على النار هدى} [طه 10]، بينما يقول في
سورة النمل: {إني آنست ناراً سآتيكم منها
بخبر أو آتيكم بشهاب قبس لعلكم تصطلون}، وقال في سورة القصص:
{آتيكم منها بخبر أو جذوة من
النار}، وهذا مثال آخر: أيضاً في قصة موسى عليه السلام مع
السحرة، ففي بعض الآيات هو الذي يعرض عليهم الإلقاء والبعض الآخر هم
الذين يعرضون عليه الإلقاء، مع أن الحادثة واحدة، ومن الأمثلة كذلك:
ما قاله فرعون عليه لعنة الله لمَّا أسلم السحرة تجد اختلافاً في
الألفاظ في الآيات القرآنية مع أنه فيما يظهر لم يقل ذلك إلا مرة
واحدة.
والأمثلة على هذا كثير ولا يخفاكم، فهل هذا من المتشابه الذي يجب الإمساك عنه، أم أن الله تقدس وعلا يروي ذلك بالمعنى، أم ماذا؟ أفيدونا مأجورين، وبارك الله في علمكم ونفع بكم، آمين.
والأمثلة على هذا كثير ولا يخفاكم، فهل هذا من المتشابه الذي يجب الإمساك عنه، أم أن الله تقدس وعلا يروي ذلك بالمعنى، أم ماذا؟ أفيدونا مأجورين، وبارك الله في علمكم ونفع بكم، آمين.
الإجابة: الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
لا إشكال في ذلك والحمد لله، وذلك أن ما ذكره الله عن موسى عليه السلام لم يتكلم فيه موسى باللغة العربية، وورد في القرآن بلسان عربي، ومعنى الآيات الثلاث واحد، ولا اختلاف بينها عند التأمل، وكذلك قصة السحرة نجد أحياناً ذكر السحرة وجواب موسى، وأحياناً ما قاله موسى عليه السلام دون ذكر كلام السحرة، ولا يعني أنهم لم يقولوه، فعدم ذكره ليس دليلاً على عدمه، وهكذا.
وخلاصة الأمر: أنه ليس في القرآن أي تعارض أبداً، وهذه قاعدة متينة، والإيمان بها يُذهب عنك ما قد تجد، وما ذكرته وأمثاله ليس من المتشابه بل هو بيّن واضح جلي، وأوصيك بقراءة كتاب للشيخ محمد الشنقيطي رحمه الله: (دفع إيهام الاضطراب عن آي الكتاب) فستجد فيه ما يشفي غليلك، وفقك الله وسددك.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
نقلاً عن موقع فضيلة الشيخ ناصر العمر على شبكة الإنترنت.
لا إشكال في ذلك والحمد لله، وذلك أن ما ذكره الله عن موسى عليه السلام لم يتكلم فيه موسى باللغة العربية، وورد في القرآن بلسان عربي، ومعنى الآيات الثلاث واحد، ولا اختلاف بينها عند التأمل، وكذلك قصة السحرة نجد أحياناً ذكر السحرة وجواب موسى، وأحياناً ما قاله موسى عليه السلام دون ذكر كلام السحرة، ولا يعني أنهم لم يقولوه، فعدم ذكره ليس دليلاً على عدمه، وهكذا.
وخلاصة الأمر: أنه ليس في القرآن أي تعارض أبداً، وهذه قاعدة متينة، والإيمان بها يُذهب عنك ما قد تجد، وما ذكرته وأمثاله ليس من المتشابه بل هو بيّن واضح جلي، وأوصيك بقراءة كتاب للشيخ محمد الشنقيطي رحمه الله: (دفع إيهام الاضطراب عن آي الكتاب) فستجد فيه ما يشفي غليلك، وفقك الله وسددك.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
نقلاً عن موقع فضيلة الشيخ ناصر العمر على شبكة الإنترنت.