حكم من لا يدري في أمور الإسلام إلا قليلاً

عبد العزيز بن باز

  • التصنيفات: فتاوى وأحكام -
السؤال: يوجد كثير من المسلمين خاصة في الدول التي كانت فيها الشيوعية، وهؤلاء كما ذكر عدد ممن زارهم لا يعرفون من الإسلام إلا اسمه وقد يصلي بعضهم الظهر خمس ركعات، أو لا يدري أن من بين فرائض الإسلام صوم أو حج، فما حكم هؤلاء، وكيف يحاسبون؟
الإجابة: الواجب على أهل العلم والدعاة إلى الله سبحانه أن يعلموهم ويرشدوهم؛ لقول الله عز وجل: {ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ} [سورة النحل: الآية 125].
وقوله سبحانه: {وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا} [سورة فصلت: الآية 33].
وقول النبي صلى الله عليه وسلم: "من دل على خير فله مثل أجر فاعله".
والواجب عليهم أن يتعلموا ويتفقهوا في الدين، وأن يسألوا أهل العلم، كما قال الله سبحانه: {فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ} [سورة النحل: الآية 43].

وبذلك تحصل لهم البصيرة والفقه في الإسلام إن شاء الله، نسأل الله أن يفقههم في الدين، وأن ييسر لهم دعاة الهدى إنه جواد كريم. أما لو ماتوا على حالهم لم تبلغهم الدعوة فهم كغيرهم من أهل الفترة أمرهم إلى الله سبحانه، وقد صحت الأحاديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فيمن لم تبلغهم الدعوة، أنهم يمتحنون يوم القيامة، فمن نجح دخل الجنة ومن لم ينجح دخل النار، نسأل الله لنا ولهم ولجميع المسلمين التوفيق لما يرضيه والسلامة من أسباب غضبه إنه سميع قريب.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

مجموع فتاوى و رسائل الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن باز - المجلد التاسع.