حكم السفر لزيارة القبور
محمد الحسن الددو الشنقيطي
- التصنيفات: فتاوى وأحكام -
السؤال: هل يسافر لزيارة القبور ولو كانوا آباء الإنسان أو كانوا علماء يعرفهم
أو صالحين مقبورين بأرض بعيدة واشتاق بعض الناس لزيارتهم؟
الإجابة: إن الزيارة مباحة، لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " "، وكل عمل مباح فالأصل جواز السفر إليه لأن الوسيلة
حكمها حكم المقصد ما لم يرد نهي عنها، فالزيارة مندوبة والسفر وسيلة
لها، فلذلك يجوز السفر أو يندب لقصد الزيارة.
لكن بالضوابط الشرعية، وهي أن تكون لقصد تذكر الآخرة، ولذلك فالزيارة من أجل الاشتياق كما هنا -قال: مع أن بعض الناس يشتاق إليهم وبعضهم علماء وبعضهم آباء- لا فرق في الزيارة بين أولئك جميعاً إلا إذا كانت زيارة الآباء والأقارب ومن يعرفهم الإنسان أبلغ تأثيراً عليه، وهذا الواقع فزيارة الإنسان لأبويه أو لأولاده أو لمن يعرفهم معرفة العين أبلغ تأثيراً عليه وموعظة له من زيارته لقبر من لا يعرف، ومع ذلك فقد يكون الإنسان حي القلب فيتعظ بزيارة قبر ولو كان لا يعرف صاحبه، ولهذا فقول الشاعر:
هو دليل على أن الإنسان قد يتعظ بالمقبور الذي لا يعرفه بحال.
ومن هنا فمجرد الاشتياق ليس محققاً للحكمة الشرعية التي هي قصد تذكر الآخرة، والاشتياق إنما هو من نظير الاشتياق إلى البلدان أن يشتاق الإنسان إلى بلد يعرفه فيسافر إليه سياحة فهذا النوع من الأمور الجائزة أيضاً، إذا اشتاق الإنسان إلى بلد لا لأنه قبر فيه فلان بل لأنه بلد يعرفه ويشتاق إليه كما قال أبو عمر بن عبد البر:
فهذا من الأمور الجائزة وهو من المشي في مناكب الأرض.
لكن لا بد من التفريق بين ما هو عبادة وبين ما هو عادة، فالسفر من أجل الاشتياق إلى بلد من البلدان هذا عادة وليس عبادة، والسفر من أجل الزيارة أي تذكر الآخرة هذا عبادة ولا بد أن يضبط بضوابط العبادة الشرعية، ولذلك لا يكون عملاً صالحاً يبتغى به وجه الله إلا إذا جمع بين أمرين، أحدهما: الإخلاص لله فيه، والثاني: المتابعة لرسول الله صلى الله عليه وسلم فيه، وقد ذكرنا أوجه الاتعاظ بالمقبورين، فالوجه الأول: الاتعاظ بالميت نفسه وحاله، والوجه الثاني: الاتعاظ بحال أهله بعد موته، والوجه الثالث: الاتعاظ بحالك أنت فمصيرك مصيره لا محالة:
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
نقلاً عن موقع فضيلة الشيخ الددو على شبكة الإنترنت.
لكن بالضوابط الشرعية، وهي أن تكون لقصد تذكر الآخرة، ولذلك فالزيارة من أجل الاشتياق كما هنا -قال: مع أن بعض الناس يشتاق إليهم وبعضهم علماء وبعضهم آباء- لا فرق في الزيارة بين أولئك جميعاً إلا إذا كانت زيارة الآباء والأقارب ومن يعرفهم الإنسان أبلغ تأثيراً عليه، وهذا الواقع فزيارة الإنسان لأبويه أو لأولاده أو لمن يعرفهم معرفة العين أبلغ تأثيراً عليه وموعظة له من زيارته لقبر من لا يعرف، ومع ذلك فقد يكون الإنسان حي القلب فيتعظ بزيارة قبر ولو كان لا يعرف صاحبه، ولهذا فقول الشاعر:
يا قلب إنك من أسماء مغرور *** فاذكر
فهل ينفعنك اليوم تذكير
فبينما المرء في الأحياء مغتبط ***
إذا هو الرمس تعفوه الأعاصير
يبكي عليه غريب ليس يعرفه *** وذو
قرابته في الحي مسرور
هو دليل على أن الإنسان قد يتعظ بالمقبور الذي لا يعرفه بحال.
ومن هنا فمجرد الاشتياق ليس محققاً للحكمة الشرعية التي هي قصد تذكر الآخرة، والاشتياق إنما هو من نظير الاشتياق إلى البلدان أن يشتاق الإنسان إلى بلد يعرفه فيسافر إليه سياحة فهذا النوع من الأمور الجائزة أيضاً، إذا اشتاق الإنسان إلى بلد لا لأنه قبر فيه فلان بل لأنه بلد يعرفه ويشتاق إليه كما قال أبو عمر بن عبد البر:
وحبب أوطان الرجال إليهمُ *** مئارب
قضاها الشباب هنالكَ
إذا ذكروا أوطانهم ذكرتهمُ ***
عهوداً مضت فيها فحنوا لذلكَ
فهذا من الأمور الجائزة وهو من المشي في مناكب الأرض.
لكن لا بد من التفريق بين ما هو عبادة وبين ما هو عادة، فالسفر من أجل الاشتياق إلى بلد من البلدان هذا عادة وليس عبادة، والسفر من أجل الزيارة أي تذكر الآخرة هذا عبادة ولا بد أن يضبط بضوابط العبادة الشرعية، ولذلك لا يكون عملاً صالحاً يبتغى به وجه الله إلا إذا جمع بين أمرين، أحدهما: الإخلاص لله فيه، والثاني: المتابعة لرسول الله صلى الله عليه وسلم فيه، وقد ذكرنا أوجه الاتعاظ بالمقبورين، فالوجه الأول: الاتعاظ بالميت نفسه وحاله، والوجه الثاني: الاتعاظ بحال أهله بعد موته، والوجه الثالث: الاتعاظ بحالك أنت فمصيرك مصيره لا محالة:
تنفكُّ تسمع ما حَيِي *** تَ بهالك
حتى تكونهْ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
نقلاً عن موقع فضيلة الشيخ الددو على شبكة الإنترنت.