هل يُعذر الجاهل بجهله؟
محمد الحسن الددو الشنقيطي
- التصنيفات: طلب العلم -
السؤال: هل يُعذر الجاهل بجهله؟
الإجابة: هذا ليس على إطلاقه، فالجهل أنواع:
منه جهل بالمعلوم من الدين بالضرورة، كالجهل بأركان الإيمان وأركان الإسلام وبالأمور المحرمة الكبرى، كالجهل بحرمة الزنا أو شرب الخمر أو نحو ذلك، فهذا لا يُعذر به أحد، لأن الإسلام لا يعرف إلا بهذه الأمور، إنسانٌ يقول إنه مسلم وهو لا يعلم بوجوب الصلاة، هل هو مسلم؟ إنسانٌ لا يعلم بوجوب الزكاة، أو لا يعلم بحرمة الزنا، أو لا يعلم بحرمة النفس التي حرم الله إلا بالحق حرمة القتل، هذا لا يعرف الإسلام أصلاً، فهذا النوع من الأمور الكبرى في الإسلام لا يُعذر الإنسان بجهله.
أما ما سوى ذلك من الأمور التفصيلية فهي مما يُعذر بجهله، كما يتعلق بتفصيلات العقائد والأحكام، ففروعها وتفصيلاتها هي من هذا القبيل يعذر فيها الإنسان بجهله، وقد صح عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: "دخل عليَّ عجوزان من اليهود، فذكرتا عذاب القبر، فكذَّبتُهما ولم أنعم أن أصدقهما، فلما خرجتا دخل عليَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم فسألته عن عذاب القبر، فقال: " "، ثم لم أزل بعد أسمعه يستعيذ بالله من عذاب القبر"، فهذا الحديث صريح في أن عائشة لم تكن تعلم عقيدة عذاب القبر، وهي من تفصيلات العقيدة، من الإيمان باليوم الآخر وهي القيامة الصغرى، ومع ذلك فإن النبي صلى الله عليه وسلم لم يأمرها بتجديد الإيمان ولم يجدد نكاحها وعذرها بجهلها في ذلك.
ومثل هذا حديث ذات أنواط، وهو ما أخرجه أصحاب السنن وأحمد في المسند عن أبي واقد الليثي قال: مررنا بشجرة كانت تدعى في الجاهلية ذات أنواط، فقلنا يا رسول الله: اجعل لنا ذات أنواط كما لهم ذات أنواط، فقال: " "، فجعل هذا كفراً، ولكن لم يكفرهم به معذرة لهم بالجهل لأنه من الأمور التفصيلية، فهم يرون أن هذه الشجرة تعظم تعظيماً أقل من تعظيم الإلهية، فلم يروا ذلك شركاً، وهو شرك في الواقع، لكن لأنهم جهلوا وكانوا حدثاء عهد بالإسلام عذرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بذلك، وذات أنواط شجرة كان أهل الجاهلية ينوطون فيها أسلحتهم، أي كانوا يشدون فيها أسلحتهم يعلقونها فيها تعظيماً لها وتبركاً بها، ولهذا قال كثير من أهل العلم: ما كان من عمل الجاهلية من التعوذ بالحجارة والأشجار والتبرك بها هو من الشرك لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " ".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
نقلاً عن موقع فضيلة الشيخ الددو على شبكة الإنترنت.
منه جهل بالمعلوم من الدين بالضرورة، كالجهل بأركان الإيمان وأركان الإسلام وبالأمور المحرمة الكبرى، كالجهل بحرمة الزنا أو شرب الخمر أو نحو ذلك، فهذا لا يُعذر به أحد، لأن الإسلام لا يعرف إلا بهذه الأمور، إنسانٌ يقول إنه مسلم وهو لا يعلم بوجوب الصلاة، هل هو مسلم؟ إنسانٌ لا يعلم بوجوب الزكاة، أو لا يعلم بحرمة الزنا، أو لا يعلم بحرمة النفس التي حرم الله إلا بالحق حرمة القتل، هذا لا يعرف الإسلام أصلاً، فهذا النوع من الأمور الكبرى في الإسلام لا يُعذر الإنسان بجهله.
أما ما سوى ذلك من الأمور التفصيلية فهي مما يُعذر بجهله، كما يتعلق بتفصيلات العقائد والأحكام، ففروعها وتفصيلاتها هي من هذا القبيل يعذر فيها الإنسان بجهله، وقد صح عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: "دخل عليَّ عجوزان من اليهود، فذكرتا عذاب القبر، فكذَّبتُهما ولم أنعم أن أصدقهما، فلما خرجتا دخل عليَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم فسألته عن عذاب القبر، فقال: " "، ثم لم أزل بعد أسمعه يستعيذ بالله من عذاب القبر"، فهذا الحديث صريح في أن عائشة لم تكن تعلم عقيدة عذاب القبر، وهي من تفصيلات العقيدة، من الإيمان باليوم الآخر وهي القيامة الصغرى، ومع ذلك فإن النبي صلى الله عليه وسلم لم يأمرها بتجديد الإيمان ولم يجدد نكاحها وعذرها بجهلها في ذلك.
ومثل هذا حديث ذات أنواط، وهو ما أخرجه أصحاب السنن وأحمد في المسند عن أبي واقد الليثي قال: مررنا بشجرة كانت تدعى في الجاهلية ذات أنواط، فقلنا يا رسول الله: اجعل لنا ذات أنواط كما لهم ذات أنواط، فقال: " "، فجعل هذا كفراً، ولكن لم يكفرهم به معذرة لهم بالجهل لأنه من الأمور التفصيلية، فهم يرون أن هذه الشجرة تعظم تعظيماً أقل من تعظيم الإلهية، فلم يروا ذلك شركاً، وهو شرك في الواقع، لكن لأنهم جهلوا وكانوا حدثاء عهد بالإسلام عذرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بذلك، وذات أنواط شجرة كان أهل الجاهلية ينوطون فيها أسلحتهم، أي كانوا يشدون فيها أسلحتهم يعلقونها فيها تعظيماً لها وتبركاً بها، ولهذا قال كثير من أهل العلم: ما كان من عمل الجاهلية من التعوذ بالحجارة والأشجار والتبرك بها هو من الشرك لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " ".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
نقلاً عن موقع فضيلة الشيخ الددو على شبكة الإنترنت.