ترتيب جوانب الاعتقاد حسب أهميتها في واقع الناس اليوم

عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين

  • التصنيفات: الدعوة إلى الله -
السؤال:

لا شك في ضرورة تصحيح عقائد الناس بكل جوانبها، حبذا لو ذكرتم لنا جوانب الاعتقاد مرتبة حسب أهميتها في واقع الناس اليوم؟

 

الإجابة:

معنى ذلك أن الدعوة إلى الله تعالى تحتاج فيها إلى البدء بتصحيح العقيدة، فإن الأعمال الصالحة يتوقف قبولها على صحة المعتقد، ومعلوم أن عامة الناس وأكثريتهم لا يحسن خطابهم بأدلة وجود الله تعالى، ولا بالخوض في إثبات الصفات الذاتية والصفات الفعلية ونحو ذلك، وإنما يسلك الداعي معهم تصحيح مفهوم العبادة، وإخلاص الدين لله تعالى، وذكر أنواع العبادة، وأدلة التوحيد العلمي، كالدعاء، والخوف، والرجاء، والتوكل، ونحو ذلك، وقد كتب في ذلك الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله ثلاثة الأصول، وكتاب التوحيد، وكشف الشبهات، ونحوها مما كتبه في هذا التوحيد، فهو المناسب للعامة الذين يقعون في شرك العبادة،  {وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا} والعلماء منهم يناقشون فيما لديهم من الشبهات، وما قد يعرض لهم من الاعتقاد في المخلوقات، حيث تلقوه عن أسلافهم، وعلمائهم الذين انخدعوا بالعامة والخاصة، وأكبوا على الشركيات، وسموا ذلك توسلا واستشفاعًا، وتبركًا، وتوسلا بالأولياء ونحوهم.

وأما علماء الضلال فإن الداعية يناقشهم في البدع التي ينتحلونها، ويحتجون بسنة الآباء والأجداد، ويقول في حجتهم:  {بَلْ وَجَدْنَا آبَاءَنَا كَذَلِكَ يَفْعَلُونَ} ويدخل في البدع ما يخالف الأدلة اليقينية، من العقائد المتعلقة بالأسماء والصفات، والقضاء والقدر، والأمر والنهي، والإسلام والإيمان، والصحابة، وأهل القبلة، من المعتزلة، والمعطلة، والجهمية، والجبرية، والمرجئة، والقدرية، والخوارج، والروافض، والمتصوفة، ونحوهم، وقد أكثر العلماء من أهل السنة في مناقشة عقائدهم، والرد على شبهاتهم العقلية والنقلية، وبيان الصواب والخطأ في معتقداتهم وأدلتهم، فلذلك على الداعي أن يسلك معهم المجادلة بالتي هي أحسن، ويرجع في ذلك إلى ما كتبه علماء صدر هذه الأمة، مما يتعلق بالسنة، والإيمان، والتوحيد، فقد أكثروا من التأليف فيما يتعلق بالاعتقاد، كالإمام أحمد بن حنبلوابنه عبد الله وأبي بكر الخلال وأبي بكر بن أبي شيبة والبخاري وابن خزيمة وعثمان الدارمي والآجري واللالكائي وابن بطةوالبيهقي والطحاوي وابن أبي عاصم وغيرهم، وقد يسر الله طبع كتبهم ونشرها، وتوفرت لدي كل طالب علم، وتبين بواسطتها ما كان عليه السلف والأئمة المقتدى بهم، والله أعلم.