خلق آدم على صورة الرحمن

عبد العزيز بن عبد الله الراجحي

  • التصنيفات: شرح الأحاديث وبيان فقهها -
السؤال: جاء في الحديث: "إن الله خلق آدم على صورته"، هل الضمير عائد على الله أم على آدم؟ وإذا كان عائداً على الله تعالى، كيف نوجِّه ذلك؟
الإجابة: نعم، عائد على الله، والصواب أنه عائد إلى الله، والناس اختلفوا في هذا على ثلاثة أقوال:

القول الأول: أنه عائد إلى آدم خلق الله آدم على صورته.
والثاني: أنه عائد إلى المضروب، لمّا ضرب شخص رجلاً قال: "لا تضرب الوجه، فإن الله خلق آدم على صورته"، يعني: على صورة المضروب.
والثالث: أنه عائد إلى الله، وهذا هو الصواب.

الصواب الذي عليه المحققون، وأهل السنة والجماعة كالإمام أحمد وغيره أنه يعود إلى الله، خلق آدم على صورته، ويدل على ذلك الرواية الأخرى، وهي صحيحة: "خلق الله آدم على صورة الرحمن".

أما القول بأنه خلق آدم على صورته، يفسد المعنى، كيف خلق الله آدم على صورة آدم؟! هل له صورة قبل ذلك؟ ما له صورة قبل ذلك، ولهذا لمّا سُئل الإمام أحمد قيل: أعلى صورته على آدم؟ قال: هذا قول الجهمية أي صورة لآدم قبل أن يخلقه الله؟! قال: هذا قول الجهمية ومعنى على صورته كما قرر هذا شيخ الإسلام أنه خلق الله آدم على صورته فيه إثبات الصورة لله عز وجلّ، وأن هذا يقتضي نوعاً من المشابهة، وهي المشابهة في مطلق الصورة، لا في الجنس، ولا في المقدار. نوعاً من المشابهة، يقتضي نوعاً من المشابهة، وهي مشابهة في مطلق الصورة، لا في الجنس، ولا في المقدار، وهذا هو الذي قرره شيخ الإسلام رحمه الله في نفي إثبات الجهمية وغيره.