معنى من كان آخر كلامه"لا إله إلا الله" دخل الجنة
خالد عبد المنعم الرفاعي
- التصنيفات: أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة -
السؤال: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، هل من كان آخر كلامه قبل الموت "لا
إله إلا الله" دخل الجنة، حتى لو كان على أعمال تقدح بالتوحيد؟
الإجابة: الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
فقد تظاهرت الأدلة من الكتاب والسنة وإجماع السلف على أن من وفق لكلمة التوحيد عند الموت دخل الجنة، وإن كان قبلها من أئمة الكفر؛ لأن الأحكام في الدنيا تُبنى على الظاهر، قال الله تعالى: {وَلا تَقُولُوا لِمَنْ أَلْقَى إِلَيْكُمُ السَّلامَ لَسْتَ مُؤْمِناً تَبْتَغُونَ عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا} [النساء:94]، وفي (الصحيحين) عن أبي ذر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " " و(روى مسلم) عن عثمان رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ".
والأحاديث في هذا المعنى متواترة، وأكثر من أن تحصر في فتوى، وهذه الأحاديث تشمل المسلم، والكافر الذي وفق للنطق بالشهادتين؛ وقد وردت أحاديث كثيرة خاصة بالكافر منها:
1) ما (رواه البخاري ومسلم) عن سَعِيدِ بن الْمُسَيَّبِ عن أبيه قال: " ".
2) وروى (البخاري) عن أنس رضي الله عنه قال: " ".
3) وقال صلى الله عليه وسلم: " " (رواه مسلم).
4) وقال لأسامة في الرجل الذي قتله بعد أن قال "لا إله إلا الله": " " (رواه مسلم).
5) و(روى أحمد) عن المقداد بن عمرو قال: " ".
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في (الصارم المسلول): "ولا خلاف بين المسلمين أن الحربي إذا أسلم عند رؤية السيف وهو مُطلَق أو مُقيد، يصح إسلامه، وتُقبل توبته من الكفر، وإن كانت دلالة الحال تقتضي أن باطنه خلاف ظاهره، فعلم أن من أظهر الإسلام والتوبة من الكفر قُبِل ذلك منه".
واعتبر -رحمك الله- بحال صاحب البطاقة الذي أخبرنا عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قال: " " (أخرجه الترمذي).
وقال صلى الله عليه وسلم: " " (متفق عليه)، فالعبرة بما يُختم به نسأل الله الثبات وحسن الختام.
وهذا كلُّه فيما يتعلَّق بالحكم عليه من جهتنا؛ لأن صحة نطقه بالشهادة أمر قلبي لايطلع عليه إلا رب العالمين، أما إن كان نطقه بها ليدرأ عن نفسه قتلاً، أو نطق بها مع إصراره على مايناقضها، وقد انتفت موانع الكفر في حقِّه: فلا ينفعه نطقه بها، وهذا في الغالب لا يمكن معرفته، بل يتولاَّه الله.
تنبيه: قد يظن كثير من الناس أن التوفيق للنطق بالشهادتين عند الموت يستطيعه كل أحد، وهذا من الوهم والغرور؛ فالتوفيق عند الموت بيد الله وحده، والناجي مَن وفقه الله، والخواتيم ميراث السوابق -في الأغلب- قال عبد العزيز بن أبي رواد: "حضرت رجلا عند الموت يلقن الشهادة "لا إله إلا الله"، فقال في آخر ما قال: هو كافر بما تقول ومات"؛ ذكره ابن رجب في (جامع العلوم والحكم)، وقال: "وكذلك قد يعمل الرجل عمل أهل النار، وفي باطنه خصلة خفيه من خصال الخير؛ فتغلب عليه تلك الخصلة في آخر عمره؛ فتوجب له حسن الخاتمة".
فكم من عامل يعمل في ظاهره، بما يتناقض مع ما في باطنه! وكم من عامل يعمل عمل الخير في الظاهر، ومن وراء ذلك دسيسة سوء، تكون سبباً لسوء خاتمته، والعياذ بالله تعالى، وكم من عامل يعمل عمل الشر في الظاهر، وفيه خصلة خفية حميدة، يتداركه الله بسببها برحمة منه وفضل؛ فيختم له بخير، وبالجملة فإن الانقلاب من الشر إلى الخير كثير، ولله الحمد، وأما الانقلاب من الخير إلى الشر؛ فقليل. والله أعلم.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
منقول من موقع الآلوكة.
فقد تظاهرت الأدلة من الكتاب والسنة وإجماع السلف على أن من وفق لكلمة التوحيد عند الموت دخل الجنة، وإن كان قبلها من أئمة الكفر؛ لأن الأحكام في الدنيا تُبنى على الظاهر، قال الله تعالى: {وَلا تَقُولُوا لِمَنْ أَلْقَى إِلَيْكُمُ السَّلامَ لَسْتَ مُؤْمِناً تَبْتَغُونَ عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا} [النساء:94]، وفي (الصحيحين) عن أبي ذر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " " و(روى مسلم) عن عثمان رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ".
والأحاديث في هذا المعنى متواترة، وأكثر من أن تحصر في فتوى، وهذه الأحاديث تشمل المسلم، والكافر الذي وفق للنطق بالشهادتين؛ وقد وردت أحاديث كثيرة خاصة بالكافر منها:
1) ما (رواه البخاري ومسلم) عن سَعِيدِ بن الْمُسَيَّبِ عن أبيه قال: " ".
2) وروى (البخاري) عن أنس رضي الله عنه قال: " ".
3) وقال صلى الله عليه وسلم: " " (رواه مسلم).
4) وقال لأسامة في الرجل الذي قتله بعد أن قال "لا إله إلا الله": " " (رواه مسلم).
5) و(روى أحمد) عن المقداد بن عمرو قال: " ".
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في (الصارم المسلول): "ولا خلاف بين المسلمين أن الحربي إذا أسلم عند رؤية السيف وهو مُطلَق أو مُقيد، يصح إسلامه، وتُقبل توبته من الكفر، وإن كانت دلالة الحال تقتضي أن باطنه خلاف ظاهره، فعلم أن من أظهر الإسلام والتوبة من الكفر قُبِل ذلك منه".
واعتبر -رحمك الله- بحال صاحب البطاقة الذي أخبرنا عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قال: " " (أخرجه الترمذي).
وقال صلى الله عليه وسلم: " " (متفق عليه)، فالعبرة بما يُختم به نسأل الله الثبات وحسن الختام.
وهذا كلُّه فيما يتعلَّق بالحكم عليه من جهتنا؛ لأن صحة نطقه بالشهادة أمر قلبي لايطلع عليه إلا رب العالمين، أما إن كان نطقه بها ليدرأ عن نفسه قتلاً، أو نطق بها مع إصراره على مايناقضها، وقد انتفت موانع الكفر في حقِّه: فلا ينفعه نطقه بها، وهذا في الغالب لا يمكن معرفته، بل يتولاَّه الله.
تنبيه: قد يظن كثير من الناس أن التوفيق للنطق بالشهادتين عند الموت يستطيعه كل أحد، وهذا من الوهم والغرور؛ فالتوفيق عند الموت بيد الله وحده، والناجي مَن وفقه الله، والخواتيم ميراث السوابق -في الأغلب- قال عبد العزيز بن أبي رواد: "حضرت رجلا عند الموت يلقن الشهادة "لا إله إلا الله"، فقال في آخر ما قال: هو كافر بما تقول ومات"؛ ذكره ابن رجب في (جامع العلوم والحكم)، وقال: "وكذلك قد يعمل الرجل عمل أهل النار، وفي باطنه خصلة خفيه من خصال الخير؛ فتغلب عليه تلك الخصلة في آخر عمره؛ فتوجب له حسن الخاتمة".
فكم من عامل يعمل في ظاهره، بما يتناقض مع ما في باطنه! وكم من عامل يعمل عمل الخير في الظاهر، ومن وراء ذلك دسيسة سوء، تكون سبباً لسوء خاتمته، والعياذ بالله تعالى، وكم من عامل يعمل عمل الشر في الظاهر، وفيه خصلة خفية حميدة، يتداركه الله بسببها برحمة منه وفضل؛ فيختم له بخير، وبالجملة فإن الانقلاب من الشر إلى الخير كثير، ولله الحمد، وأما الانقلاب من الخير إلى الشر؛ فقليل. والله أعلم.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
منقول من موقع الآلوكة.