النهي عن سب الديك
عبد الله بن عبد العزيز العقيل
- التصنيفات: النهي عن البدع والمنكرات -
السؤال: كنت جالسا أذاكر وقت الاختبار، وكان بجانبي حظيرة دجاج، فجعل الديك
يؤذن، ويتابع الأذان، فضجرت منه، وسببته، ودعوت عليه، فنهاني والدي عن
ذلك. وقال: إن الديك لا يجوز سبه، فسألته الدليل، فلم يعرف دليلا؛
لأنه رجل عامي، فأرجوكم إذا كان فيه دليل على ذلك، أن تفيدونا جزاكم
الله خيرا.
الإجابة: الديك فيه خصال حميدة، وهو يوقظ للصلاة، وقد ألهم معرفة الأوقات في
الليل والنهار، ولاسيما في الليل، فهو يقسط أصواته تقسيطا منظما، لا
يكاد يختلف، سواء أطال الليل أو قصر، ثم يوالي صياحه قبل الفجر وبعده،
فسبحان من هداه لذلك، ذكره في (حياة الحيوان)، وقال: وكان الصحابة رضي
الله تعالى عنهم يسافرون بالديكة؛ لتعرفهم أوقات الصلاة.
وفي الصحيحين، وسنن أبي داود والترمذي والنسائي عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " " (1).
قال القاضي عياض: سببه رجاء تأمين الملائكة على الدعاء، واستغفارهم، وشهادتهم له بالإخلاص، والتضرع، والابتهال، وفيه استحباب الدعاء عند حضور الصالحين، والتبرك بهم، وإنما أمرنا بالتعوذ من الشيطان عند نهيق الحمير؛ لأن الشيطان يُخاف من شره عند حضوره، فينبغي أن يُتعوذ منه. انتهى.
ثم قال في (حياة الحيوان): وروى الإمام أحمد، وأبو داود، وابن ماجه عن زيد ابن خالد الجهني رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " " (2). إسناده جيد، وفي لفظ: " "، قال الإمام الحليمي في قوله صلى الله عليه وسلم: " ": معناه: أن العادة قد جرت بأنه يصرخ صرخات متتابعة عند طلوع الفجر، وعند الزوال، فطرة فطره الله عليها، فيتذكر الناس بصراخه الصلاة. قال أصبغ بن زيد الواسطي: كان لسعيد بن جبير ديك، يقوم في الليل بصياحه، فلم يَصِحْ ليلة، حتى أصبح، فلم يُصَلِّ سعيد تلك الليلة، فشق ذلك عليه، فقال: ما له، قطع الله صوته، فلم يُسمع له صوت بعد ذلك. انتهى من (حياة الحيوان).
وذكر الحافظ المنذري في (الترغيب والترهيب) (3) عن زيد بن خالد الجهني رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " " (رواه أبو داود)، وابن حبان في (صحيحه) إلا أنه قال: " " (رواه النسائي مسندا ومرسلا).
وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: أن ديكا صرخ عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، فسبه رجل، فنهى عن سب الديك (4). رواه البزار بإسناد لا بأس به، والطبراني، إلا أنه قال فيه، قال: " "، وعن عبد الله ابن عباس رضي الله عنهما أن ديكا صرخ قريبا من النبي صلى الله عليه وسلم. فقال رجل: اللهم العنه. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم له: " " (5) (رواه البزار، ورواته رواة الصحيح إلا عباد بن منصور)، والله أعلم.
___________________________________________
1 - البخاري (3303)، ومسلم (2729)، وأبو داود (5102)، والترمذي (2459)، والنسائي في (عمل اليوم والليلة) (943).
2 - أبو داود (5101)، وأحمد (4/ 115)، وعبد بن حميد (278)، والنسائي في (عمل اليوم والليلة) (945)، وابن حبان (5731).
3 - (3/474).
4 - البزار (كشف الأستار) (2040)، والطبراني (10/ 18،19).
5 - البزار (كشف الأستار) (2041).
وفي الصحيحين، وسنن أبي داود والترمذي والنسائي عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " " (1).
قال القاضي عياض: سببه رجاء تأمين الملائكة على الدعاء، واستغفارهم، وشهادتهم له بالإخلاص، والتضرع، والابتهال، وفيه استحباب الدعاء عند حضور الصالحين، والتبرك بهم، وإنما أمرنا بالتعوذ من الشيطان عند نهيق الحمير؛ لأن الشيطان يُخاف من شره عند حضوره، فينبغي أن يُتعوذ منه. انتهى.
ثم قال في (حياة الحيوان): وروى الإمام أحمد، وأبو داود، وابن ماجه عن زيد ابن خالد الجهني رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " " (2). إسناده جيد، وفي لفظ: " "، قال الإمام الحليمي في قوله صلى الله عليه وسلم: " ": معناه: أن العادة قد جرت بأنه يصرخ صرخات متتابعة عند طلوع الفجر، وعند الزوال، فطرة فطره الله عليها، فيتذكر الناس بصراخه الصلاة. قال أصبغ بن زيد الواسطي: كان لسعيد بن جبير ديك، يقوم في الليل بصياحه، فلم يَصِحْ ليلة، حتى أصبح، فلم يُصَلِّ سعيد تلك الليلة، فشق ذلك عليه، فقال: ما له، قطع الله صوته، فلم يُسمع له صوت بعد ذلك. انتهى من (حياة الحيوان).
وذكر الحافظ المنذري في (الترغيب والترهيب) (3) عن زيد بن خالد الجهني رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " " (رواه أبو داود)، وابن حبان في (صحيحه) إلا أنه قال: " " (رواه النسائي مسندا ومرسلا).
وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: أن ديكا صرخ عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، فسبه رجل، فنهى عن سب الديك (4). رواه البزار بإسناد لا بأس به، والطبراني، إلا أنه قال فيه، قال: " "، وعن عبد الله ابن عباس رضي الله عنهما أن ديكا صرخ قريبا من النبي صلى الله عليه وسلم. فقال رجل: اللهم العنه. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم له: " " (5) (رواه البزار، ورواته رواة الصحيح إلا عباد بن منصور)، والله أعلم.
___________________________________________
1 - البخاري (3303)، ومسلم (2729)، وأبو داود (5102)، والترمذي (2459)، والنسائي في (عمل اليوم والليلة) (943).
2 - أبو داود (5101)، وأحمد (4/ 115)، وعبد بن حميد (278)، والنسائي في (عمل اليوم والليلة) (945)، وابن حبان (5731).
3 - (3/474).
4 - البزار (كشف الأستار) (2040)، والطبراني (10/ 18،19).
5 - البزار (كشف الأستار) (2041).