آية العز وما ورد في فضلها
عبد الله بن عبد العزيز العقيل
- التصنيفات: التفسير -
سائل يسأل عن آية العز وما ورد فيها.
آية العز هي الآية الأخيرة من سورة: (سبحان) (الإسراء). وهي قوله تعالى: {وَقُلِ الْحَمْدُ لله الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا وَلَمْ يَكُن لَّهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَلَمْ يَكُن لَّهُ وَلِيٌّ مِّنَ الذُّلِّ وَكَبِّرْهُ تَكْبِيرًا} (1).
روى الإمام أحمد (2) بسند ضعيف عن معاذ الجهني، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم شأنه كان يقول: " ".
وفي (حاشية الجمل على الجلالين): أنها سميت آية العز؛ لما يترتب على قراءتها من عز القارئ ورفعته إذا واظب عليها.
وقال القرطبي في (تفسيره) (3) وهذه الآية هي خاتمة التوراة.
روى مطرف عن عبد الله بن كعب قال: افتتحت التوراة بفاتحة سورة الأنعام، وختمت بخاتمة هذه السورة. وفي الخبر أنها آية العز، رواه معاذ بن جبل (4) عن النبي صلى الله عليه وسلم ... وجاء في الخبر أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر رجلا شكا إليه الدَّيْن بأن يقرأ: {قُلِ ادْعُوا الله أَوِ ادْعُوا الرَّحْمَنَ أَيًّا مَّا تَدْعُوا فَلَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى وَلاَ تَجْهَرْ بِصَلاَتِكَ وَلاَ تُخَافِتْ بِهَا وَابْتَغِ بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلاً * وَقُلِ الْحَمْدُ لله الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا} إلى آخر السورة، ثم يقول: " " (ثلاث مرات).
وعن قتادة قال ذكر لنا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يعلم أهله -الصغير منهم والكبير- هذه الآية: {الْحَمْدُ لله الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا} أخرجه ابن جرير (5)، وقال ابن كثير في تفسيره (6): قلت: وقد جاء في حديثٍ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سمى هذه الآية آية العز. وفي بعض الآثار أنها ما قرئت في بيت في ليلة فيصيبه سَرِقٌ، أو آفة. وروى الحافظ أبو يعلى أبو يعلى (7)، وعن أبي هريرة قال: خرجت أنا ورسول الله صلى الله عليه وسلم ويده في يدي -أو يدي في يده- فأتى على رجل رث الهيئة. فقال: " " قال: السقم والضر يا رسول الله. قال: " " قال: لا، قال: ما يسرني أني شهدت بها معك بدرا أو أحدا. قال: فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقال: " " قال: فقال أبو هريرة: يا رسول الله، إياي فعلمني. قال: " "، قال: فأتى علي رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد حسنت حالي، قال: فقال لي: " "، قال: فقلت: يا رسول الله، لم أزل أقول الكلمات التي علمتني. إسناده ضعيف، وفي متنه نكارة. انتهى.
وحكى الطبري (8) أن في قوله تعالى: {لَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا} رد على النصارى واليهود وغيرهم الذين نسبوا لله ولدا، وفي قوله: {وَلَمْ يَكُن لَّهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ} ردٌّ على المشركين، وفي قوله: {وَلَمْ يَكُن لَّهُ وَلِيٌّ مِّنَ الذُّلِّ} ردٌّ على الصابئين في قولهم لولا أولياء الله لذل الله. تعالى الله عن قولهم علوا كبيرا. انتهى.
___________________________________________
1 - سورة الإسراء: الآية (111).
2 - (3/ 439) وفيه رشدين بن سعد وزبان بن فائد وكلاهما واهٍ.
3 - (10/ 345).
4 - والصحيح أنه: معاذ بن أنس الجهني.
5 - تفسير الطبري (15/ 189) وهذا معضل.
6 - (5/ 129) ط. دار الشعب.
7 - (6671)، وابن السني (546) عن أبي هريرة، وفي إسناده موسى بن عبيدة، وهو ضعيف جدا، وضعفه الحافظ في (المطالب العالية) (2/ 335).
8 - (التفسير) (9/ 189) .