الحج والعلم والجهاد
عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين
- التصنيفات: فقه الحج والعمرة -
نرغب منكم الفتوى في هذا الموضوع لأنه كان سيقع اليوم شجار كبير بين إخوتكم في الله أحدهم يقول: قول الرسول صلى الله عليه وسلم: «الحج قبل الجهاد في سبيل الله المقصود بها الذهاب إلى باكستان من أجل العلم والمعرفة في أمور الدين، والثاني يقول: الجهاد في سبيل الله قبل الحج إلى البيت الحرام والرجاء منكم أن توضحوا لنا ذلك. الحج الأول، أم الذهاب إلى باكستان من أجل العلم والمعرفة بدلائل قاطعة مقنعة.
»، يعني بها: الذهاب إلىفالحديث الصحيح ورد بلفظ: «
» (متفق عليه).ومعناه: أن هذه المساجد لها فضل وشرف فتضاعف العبادة فيها أما غيرها من مساجد الدنيا فكلها سواء فلا حاجة إلى السفر لشيء منها؛ لأجل صلاة فيه أو اعتكاف أو تعبد أو ذكر أو قراءة فإن بعضها يكفي عن البعض فيفعل هذه العبادة في مسجد بلده القريب ثم يعم الحديث النهي عن السفر إلى أي بقعة للتبرك بها أو التعبد فيها فيدخل في ذلك شد الرحال إلى القبور للزيارة والدعاء لها، فإن الحكمة هي تذكر الآخرة وذلك يحصل بأدنى مقبرة في البلد، أما الصلاة على النبي - صلى الله عليه وسلم- فتبلغه حيثما كان المصلي.
أما السفر لطلب العلم فلا يدخل في النهي بل يلزم الجاهل أن يسافر للتعلم والتفقه في الدين حيث يوجد العلم الصحيح ولا يختص ذلك بالباكستان ولا غيرها بل يسافر للتعلم ومعرفة الواجبات التي تلزم المسلم في أمر دينه إذا لم تتوفر في بلد الإنسان فإن العلم قبل القول والعمل وذلك مقدم على الجهاد في سبيل الله وغيره من الأعمال، وذلك كتعلم الطهارة والصلاة والصوم والحج وشروطها وأركانها ومكملاتها حتى يفعلها على بصيرة لتقع مجزئة مبرئة للذمة وقد ورد في الحديث طلب العلم فريضة على كل مسلم أي: واجب عليه أن يتعلم ما أوجب الله عليه عن طريق السؤال والبحث لقول الله تعالى: {فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ} وفي الحديث: « » وقد أخبر الله تعالى أنه أخرجنا إلى الدنيا لا نعلم شيئًا وأعطانا من الجوارح ما نتعلم بواسطته ما يلزمنا من العبادات وحقوق الرب تعالى وحقوق عباده. والله أعلم. وصلى الله على محمد وآله وصحبه وسلم.