كيفية صلاة الاستخارة ودعائها
عبد الله بن عبد العزيز العقيل
- التصنيفات: فقه الصلاة -
تسأل امرأة عن صفة صلاة الاستخارة، والدعاء الذي يدعى به فيها، وهل يدعى به في نفس الصلاة أم بعد السلام منها؟
صلاة الاستخارة ركعتان يفعلهما في غير وقت النهي. وهي سنة مؤكدة.
فإذا هَمّ الإنسان بالأمر، ولم يعزم على شيء معين، فيسن له أن يصلي صلاة الاستخارة؛ لحديث جابر بن عبد الله، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلمنا الاستخارة في الأمور كلها، كما يعلمنا السورة من القرآن، يقول: " ".
وقال: " " (رواه الجماعة إلا مسلما) (1).
قال في (نيل الأوطار) (2): في قوله: " " دليل على العموم، وأن المرء لا يحتقر أمراً لصغره وعدم الاهتمام به؛ فيترك الاستخارة فيه. فرب أمر يستخف به فيكون في الإقدام عليه ضرر عظيم.
قال النووي: ينبغي أن يفعل بعد الاستخارة ما ينشرح له، فلا ينبغي أن يعتمد على انشراح كان له فيه هوى قبل الاستخارة، بل ينبغي للمستخير ترك اختياره رأساً، وإلا فلا يكون مستخيرا لله، بل يكون مستخيرا لهواه، وقد يكون غير صادق في طلب الخيرة وفي التبرؤ من العلم والقدرة وإثباتهما لله تعالى، فإذا صدق في ذلك تبرأ من الحول والقوة ومن اختياره لنفسه.أ.هـ.
وأما عن السؤال: هل يدعى به في نفس الصلاة أم بعد السلام منها؟ فالمشهور من المذهب أنه يدعى به بعد السلام.
قال في (غاية المنتهى) و(شرحها) للشيخ مرعي الكرمي: وتسن صلاة الاستخارة إذا هم بأمر، وهي ركعتان يركعهما، ثم يقول بعدهما: " " الحديث. ولا يكون مع الاستخارة عازما على الأمر الذي يستخير فيه أو على عدمه؛ فإنه خيانة في التوكل. ثم يستشير، فإذا ظهرت المصلحة في شيء فعله؛ فينجح مطلوبه بإذن الله، وبالله التوفيق.
___________________________________________
1 - أحمد (3/ 344)، والبخاري (1162)، والترمذي (480) وقال: حسن صحيح غريب، وأبو داود (1538) والنسائي (6/ 80)، وابن ماجه (1383)، وغيرهم.
2 - (3/ 69 - 71).