المعاكسات والتصرفات السيئة بجوار بيت الله الحرام
عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين
- التصنيفات: فقه الحج والعمرة -
فإن من الأمور المؤسفة التي يتكرر حصولها جوار بيت الله الحرام في رمضان وغيره: ما يجري بين بعض الشباب والشابات من المعاكسات والتصرفات السيئة، وكل ذلك في غفلة من آبائهم وأمهاتهم الذين هم منشغلون بالعبادة، ويحسنون الظن ببنيهم وبناتهم؟ فما توجيهكم حفظكم الله وسدَّدَكم حيال ذلك؟
وبعد فما ذكر في هذا السؤال صحيح واقع، والواجب على الآباء والأمهات أن ينتبهوا لأولادهم ذكورًا وإناثًا، وأن يحرصوا على تفقدهم، وأن يتابعوا أحوالهم وأخبارهم وأهم ذلك استصحابهم إلى المسجد الحرام وتأكدهم من الصلاة إلى جانب آبائهم، وشغل فراغهم بقراءة القرآن والذكر والطواف والعمل الصالح، والتأكيد عليهم في أن يقوموا مع الإمام في صلاة التراويح إلى آخرها، وإذا فقدوا أحدًا منهم أدَّبوه ووبَّخوه ولامُوه على فعله، وهو الانفراد والاختفاء عنهم في تلك المدة ولو قصيرة وتحذير الأولاد ذكورًا وإناثًا عن دخول الأسواق التي يكثر فيها ازدحام الرجال والنساء، وحصول بعض المنكرات. حيث إن الذين يدخلون تلك الأسواق ليس قصدهم غالبًا أن يشتروا أو أن يبيعوا، وإنما القصد مجرد التمشية وقضاء وقت الفراغ، فيحصل من آثار ذلك احتكاك الشباب بالشابات،
ولذلك نتائج سيئة، من أشنعها: وقوع الفواحش بحصول المواعيد ومبادلة الهواتف والاتصالات بين الفتيان والفتيات والمعاكسات والمكالمات المشبوهة، وأقل شيء حصول الفتنة، وثوران الشهوة، وإطلاق النظر في العورات وفي النساء المتبرجات، وكل ذلك من إهمال الآباء والأمهات وغفلتهم عن أولادهم، بحيث إنهم يهتبلون غفلة أولياء أمورهم، أو وقت دخولهم إلى المسجد لصلاة التراويح التي قد تزيد على الساعة فيدخلون الأسواق، وقصدهم إشباع غرائزهم، ودعوة من رأوه أو رآهم إلى فعل الفواحش من غير مبالاة بشرف الزمان ولا بشرف المكان.
ولا شك أن انتشار الفواحش في البلد الحرام أعظم جرمًا وأكبر إثمًا من انتشارها خارج البلد الحرام، فنوصي أولياء الأمور أن يهتموا بأولادهم، وأن يسعوا في حفظهم وصيانتهم، حتى يكونوا قدوة صالحة وقرة عين لأهليهم، فيصلحهم الله بسبب التربية الحسنة والعناية الصالحة. والله الموفق.