أولويات طالب العلم
محمد الحسن الددو الشنقيطي
- التصنيفات: طلب العلم -
السؤال: هل الأولى لطالب العلم أن يبدأ بعد الألفية بقراءة الفقه، أو الأولى
أن يقرأ العربية كالدواوين وغيرها؟ وهل تجد من الضروري قراءة
الاحمرار؟
الإجابة: إن طالب العلم الذي يريد أن يكون من أهله وحملته لابد أن يتحلى
بالصبر، ولابد أن يجدَّ في الطلب وأن لا يرضى بالقليل، طالب العلم من
المنهومين اللذين لا يشبعان أبداً، طالب الدنيا وطالب العلم، فلذلك لا
يغنيه منه شيء، ومن هنا عليه أن يصبر على الطلب وأن يجد فيه، أما من
هو طالب لقدر المعاش من العلم فقط، يريد من العلم معاشاً فقط، فهذا
يكفيه أن يأخذ من كل فن بكتاب أو بطرف، وهذا كاف.
أما طالب العلم الذي يريد الوصف بالطلب فلابد أن يكون ذا همة عالية، وأن يدرس ما استطاع من العلوم، ولذلك من المفضل في ترتيبه للعلوم أن يستعين بشيخ مجرب، كما ذكر أهل الحديث أنه يندب لطالب الحديث أن يستعين بالشيخ في انتخابه وترتيبه للكتب وقراءته، فكذلك هو ينبغي أن يعتمد على انتخاب الشيخ واقتراحه، فيأخذ بترتيبه للعلوم، وقد ذكر عدد من أهل العلم، ترتيباً معيناً اقترحوه لدراسة بعض العلوم، وكان ذلك في الزمان الأول والعلم يتشقق دائماً، في كل عصر من العصور تظهر علوم جديدة وينقسم العلم الواحد إلى علوم، فمثلاً في أيام الصحابة والتابعين، كان العلم الأول الذي يدرسه الناس علم الحديث علم السنة، لكن هذا العلم انفرد عنه فيما بعد علم التفسير، وقد كان علم التفسير باباً من أبواب علم الحديث، وتجدونه مبوباً له في الصحيحين وغيرهما، فكتاب التفسير في صحيح البخاري، وكتاب التفسير في آخر صحيح مسلم هو آخر كتاب في صحيح مسلم، كان في الأصل من علم الحديث، ومثل ذلك المصطلح كان من علم الحديث، ومثل ذلك الفضائل والمناقب والآداب الشرعية كل ذلك كان من علم الحديث، ثم انفصل عنه، فمثلاً ما تقرؤونه في منظومة ابن هلال في آداب طالب العلم وهو يقول فيها:
فما ذكره من الترتيب هو باقتراحه هو ورأيه في ذلك الوقت، والذي أراه أن الطالب الآن إذا أخذ من اللغة قسطاً يفهم به القرآن والسنة فعليه أن يبدأ بما كان العصر الذي قبلنا يؤخره، فقد استدار الزمان الآن، فالعصر الذي قبلنا والعصر الذي قبله كانوا لا يقرؤون التفسير والحديث إلا عند نهاية الطلب، بعد أن يدرس الإنسان علوم الآلات، وبعد أن يتمهر بالفقه والأصول وغير ذلك يدرس الأدلة في آخر ما يقرأ، والزمان الآن قد استدار فضاق فلذلك على الإنسان أن يبدأ بما كانوا يؤخرونه، فيأخذ في البداية ما يفهم به الكتاب والسنة من علوم اللغة، شيئاً يسيراً يفهم به، وما يحتاج إليه في طهارته وصلاته وأموره الخصوصية من الفقه، كمختصر الأخضري ثم يبدأ بالحديث والتفسير، وعلوم الأدلة، ثم بعد ذلك يرجع إلى العلوم الأخرى بالتقسيط وبحسب الوقت. فلابد من ترتيب جديد.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
نقلاً عن موقع فضيلة الشيخ حفظه الله.
أما طالب العلم الذي يريد الوصف بالطلب فلابد أن يكون ذا همة عالية، وأن يدرس ما استطاع من العلوم، ولذلك من المفضل في ترتيبه للعلوم أن يستعين بشيخ مجرب، كما ذكر أهل الحديث أنه يندب لطالب الحديث أن يستعين بالشيخ في انتخابه وترتيبه للكتب وقراءته، فكذلك هو ينبغي أن يعتمد على انتخاب الشيخ واقتراحه، فيأخذ بترتيبه للعلوم، وقد ذكر عدد من أهل العلم، ترتيباً معيناً اقترحوه لدراسة بعض العلوم، وكان ذلك في الزمان الأول والعلم يتشقق دائماً، في كل عصر من العصور تظهر علوم جديدة وينقسم العلم الواحد إلى علوم، فمثلاً في أيام الصحابة والتابعين، كان العلم الأول الذي يدرسه الناس علم الحديث علم السنة، لكن هذا العلم انفرد عنه فيما بعد علم التفسير، وقد كان علم التفسير باباً من أبواب علم الحديث، وتجدونه مبوباً له في الصحيحين وغيرهما، فكتاب التفسير في صحيح البخاري، وكتاب التفسير في آخر صحيح مسلم هو آخر كتاب في صحيح مسلم، كان في الأصل من علم الحديث، ومثل ذلك المصطلح كان من علم الحديث، ومثل ذلك الفضائل والمناقب والآداب الشرعية كل ذلك كان من علم الحديث، ثم انفصل عنه، فمثلاً ما تقرؤونه في منظومة ابن هلال في آداب طالب العلم وهو يقول فيها:
وقدم الأهم إن العلم جم *** والعمر
ضيف زار أو طيف ألم
أهمه عقائد ثم فروع
فما ذكره من الترتيب هو باقتراحه هو ورأيه في ذلك الوقت، والذي أراه أن الطالب الآن إذا أخذ من اللغة قسطاً يفهم به القرآن والسنة فعليه أن يبدأ بما كان العصر الذي قبلنا يؤخره، فقد استدار الزمان الآن، فالعصر الذي قبلنا والعصر الذي قبله كانوا لا يقرؤون التفسير والحديث إلا عند نهاية الطلب، بعد أن يدرس الإنسان علوم الآلات، وبعد أن يتمهر بالفقه والأصول وغير ذلك يدرس الأدلة في آخر ما يقرأ، والزمان الآن قد استدار فضاق فلذلك على الإنسان أن يبدأ بما كانوا يؤخرونه، فيأخذ في البداية ما يفهم به الكتاب والسنة من علوم اللغة، شيئاً يسيراً يفهم به، وما يحتاج إليه في طهارته وصلاته وأموره الخصوصية من الفقه، كمختصر الأخضري ثم يبدأ بالحديث والتفسير، وعلوم الأدلة، ثم بعد ذلك يرجع إلى العلوم الأخرى بالتقسيط وبحسب الوقت. فلابد من ترتيب جديد.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
نقلاً عن موقع فضيلة الشيخ حفظه الله.