إحضار الأطفال الصغار إلى المسجد
محمد بن صالح العثيمين
- التصنيفات: فقه الصلاة -
السؤال: يحضر بعض المصلون إلى المسجد ومعهم صبيانهم الذين لم يبلغوا سن
التمييز، وهم لا يحسنون الصلاة، ويصفون مع المصلين في الصف، وبعضهم
يعبث ويزعج من حوله، فما حكم ذلك؟ وما توجيهكم لأولياء أمور أولئك
الصبيان؟
الإجابة: الذي أرى أن إحضار الصبيان الذين يشوشون على المصلين لا يجوز، لأن في
ذلك أذية للمسلمين الذين يؤدون فريضة من فرائض الله، وقد سمع النبي
صلى الله عليه وسلم بعض أصحابه يصلون ويجهرون بالقراءة، فقال صلى الله
عليه وسلم: " "، وفي الحديث آخر قال صلى الله عليه وسلم: " "، فكل ما فيه أذية
للمصلين فإنه لا يحل للإنسان أن يفعله.
فنصيحتي لأولياء أمور هؤلاء الصبيان أن لا يحضروهم إلى المسجد، وأن يسترشدوا بما أرشد إليه النبي صلى الله عليه وسلم حيث قال: " ".
.. كما أنني أيضاً أوجه النصيحة لأهل المسجد بأن تتسع صدورهم للصبيان الذين يشرع مجيئهم إلى المسجد، وأن لا يشقوا عليهم، أو يقيموهم من أماكنهم التي سبقوا إليها، فإن من سبق إلى شيء فهو أحق به، سواء كان صبياً، أو بالغاً، فإقامة الصبيان من أماكنهم في الصف فيه:
- أولاً: إهدار لحقهم، لأن من سبق إلى ما لم يسبقه إليه أحد من المسلمين فهو أحق به.
- وثانياً: فيه تنفير لهم عن الحضور إلى المساجد.
- وثالثاً: فيه أن الصبي يحمل حقداً أو كراهية على الذي أقامه من المكان الذي سبق إليه.
- ورابعاً: أنه يؤدي إلى اجتماع الصبيان بعضهم إلى بعض فيحصل منهم من اللعب والتشويش على أهل المسجد، ما لم يكن ليحصل إذا كان الصبيان بين الرجال البالغين.
وأما ما ذكره بعض أهل العلم من أن الصبي يقام من مكانه حتى يكون الصبيان في آخر الصف، أو في آخر صف المسجد استدلالاً بقول النبي صلى الله عليه وسلم صلى الله عليه وسلم: " "، فإنه قول مرجوح معارض بقول النبي صلى الله عليه وسلم صلى الله عليه وسلم: " ".
والاستدلال بقول النبي صلى الله عليه وسلم: " "، لا يتم، لأن معنى الحديث: حث أولي الأحلام والنهى على التقدم حتى يلوا النبي صلى الله عليه وسلم لأنهم أقرب إلى الفقه من الصغار، وأتقن لوعي ما رأوه من النبي صلى الله عليه وسلم أو سمعوه، ولم يقل النبي صلى الله عليه وسلم: "لا يلني إلا أولو الأحلام والنهى"، ولو قال: "لا يلني إلا أولو الأحلام والنهى" لكان القول بإقامة الصبيان من أماكنهم في الصفوف المتقدمة وجيهاً.
لكن الصيغة التي جاء بها الحديث هي أمره لأولي الأحلام والنهى أن يتقدموا حتى يلوا رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مجموع فتاوى ورسائل الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله - المجلد الخامس عشر - باب صلاة الجماعة.
فنصيحتي لأولياء أمور هؤلاء الصبيان أن لا يحضروهم إلى المسجد، وأن يسترشدوا بما أرشد إليه النبي صلى الله عليه وسلم حيث قال: " ".
.. كما أنني أيضاً أوجه النصيحة لأهل المسجد بأن تتسع صدورهم للصبيان الذين يشرع مجيئهم إلى المسجد، وأن لا يشقوا عليهم، أو يقيموهم من أماكنهم التي سبقوا إليها، فإن من سبق إلى شيء فهو أحق به، سواء كان صبياً، أو بالغاً، فإقامة الصبيان من أماكنهم في الصف فيه:
- أولاً: إهدار لحقهم، لأن من سبق إلى ما لم يسبقه إليه أحد من المسلمين فهو أحق به.
- وثانياً: فيه تنفير لهم عن الحضور إلى المساجد.
- وثالثاً: فيه أن الصبي يحمل حقداً أو كراهية على الذي أقامه من المكان الذي سبق إليه.
- ورابعاً: أنه يؤدي إلى اجتماع الصبيان بعضهم إلى بعض فيحصل منهم من اللعب والتشويش على أهل المسجد، ما لم يكن ليحصل إذا كان الصبيان بين الرجال البالغين.
وأما ما ذكره بعض أهل العلم من أن الصبي يقام من مكانه حتى يكون الصبيان في آخر الصف، أو في آخر صف المسجد استدلالاً بقول النبي صلى الله عليه وسلم صلى الله عليه وسلم: " "، فإنه قول مرجوح معارض بقول النبي صلى الله عليه وسلم صلى الله عليه وسلم: " ".
والاستدلال بقول النبي صلى الله عليه وسلم: " "، لا يتم، لأن معنى الحديث: حث أولي الأحلام والنهى على التقدم حتى يلوا النبي صلى الله عليه وسلم لأنهم أقرب إلى الفقه من الصغار، وأتقن لوعي ما رأوه من النبي صلى الله عليه وسلم أو سمعوه، ولم يقل النبي صلى الله عليه وسلم: "لا يلني إلا أولو الأحلام والنهى"، ولو قال: "لا يلني إلا أولو الأحلام والنهى" لكان القول بإقامة الصبيان من أماكنهم في الصفوف المتقدمة وجيهاً.
لكن الصيغة التي جاء بها الحديث هي أمره لأولي الأحلام والنهى أن يتقدموا حتى يلوا رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مجموع فتاوى ورسائل الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله - المجلد الخامس عشر - باب صلاة الجماعة.