قطرة العين والأنف والحقنة الشرجية للصائم
خالد عبد المنعم الرفاعي
- التصنيفات: فقه الصيام -
السؤال: هل قطرة العين وقطرة الأنف والحقنة الشرجية تفسد الصوم؟
الإجابة: الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه،
أما بعد:
فقد اختلف أهل العلم في حكم القطرة في منافذ الجسم عندما تصل إلى الحلق، فذهب المالكية والحنابلة والشافعية إلى أنها تبطل الصوم؛ لحديث لقيط بن صبرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " " (رواه أبو داود والترمذي).
وذهب الحنفية في الأصح عندهم إلى أنها لا تبطل الصوم، وهذا ما رجحه أبو محمد بن حزم، وشيخ الإسلام ابن تيمية؛ وحجته أن ذلك ليس أكلاً ولا شرباً، كما أنه ليس في الكتاب أو السنة ما يدل على أن مناط الحكم هو وصول شيء إلى الحلق أو الجوف.
وأظهر ما احتج به الجمهور قوله صلى الله عليه وسلم للقيط بن صبرة رضي الله عنه: " ".
- قال شيخ الإسلام: "وهو قياس ضعيف؛ وذلك لأن من نشق الماء بمنخره ينزل إلى حلقه وإلى جوفه، فحصل بذلك ما يحصل للشارب بفمه، ويغذي بدنه". انتهى.
وهذا غير متحقق في قطرة العين أو الأنف.
.. وعليه؛ فالراجح -والله أعلم- أن التقطير في العين أو الأنف لا يفسد الصوم على الصحيح من قولي العلماء، بشرط اجتناب بلع ما ينفذ إلى الحلق منها، وأما إذا وصلت إلى المعدة فإنها تفطر؛ لحديث لقيط بن صبرة السابق.
وإن كان الأولى أن تجتنب قطرة الأنف -خاصة- أثناء الصيام وهو ما قرره مجمع الفقه الإسلامي؛ حيث ذكر "أن قطرة العين، أو قطرة الأذن، أو غسول الأذن، أو قطرة الأنف، أو بخاخ الأنف، لا تعتبر من المفطرات إذا اجتنب ابتلاع ما نفذ إلى الحلق".
- وقال الشيخ العثيمين في الفتاوى: "لا يجوز للصائم أن يقطر في أنفه ما يصل إلى معدته، وأما ما لا يصل إلى ذلك من قطرة الأنف فإنها لا تفطر".
.. أما الحقن الشرجية؛ فأفسد الصوم بها الجمهور من الشافعية والحنابلة، والحنفية في المشهور عندهم، واشترط المالكية الاحتقان بمائع لإفساد الصيام.
واختارشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله أن احتقان الصائم في الدبر لا يفطر وليس عليه قضاء، وهو الراجح؛ لأن الأمة أجمعت على أنه يجب على الصائم الإمساك زمان الصوم عن المطعوم والمشروب والجماع؛ لقوله تعالى: {فالآن باشروهن وابتغوا ما كتب الله لكم وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر} [البقرة: 187]، والحقن في الشرج ليس طعاماً ولا في معناه؛ ولذلك كان الراجح أن الحقن التي تفطر الصائم هي الحقن المغذية فقط؛ لأنها في حكم الطعام، وإن يقصد منها التداوي لا تفطر الصائم، والله أعلم.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فقد اختلف أهل العلم في حكم القطرة في منافذ الجسم عندما تصل إلى الحلق، فذهب المالكية والحنابلة والشافعية إلى أنها تبطل الصوم؛ لحديث لقيط بن صبرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " " (رواه أبو داود والترمذي).
وذهب الحنفية في الأصح عندهم إلى أنها لا تبطل الصوم، وهذا ما رجحه أبو محمد بن حزم، وشيخ الإسلام ابن تيمية؛ وحجته أن ذلك ليس أكلاً ولا شرباً، كما أنه ليس في الكتاب أو السنة ما يدل على أن مناط الحكم هو وصول شيء إلى الحلق أو الجوف.
وأظهر ما احتج به الجمهور قوله صلى الله عليه وسلم للقيط بن صبرة رضي الله عنه: " ".
- قال شيخ الإسلام: "وهو قياس ضعيف؛ وذلك لأن من نشق الماء بمنخره ينزل إلى حلقه وإلى جوفه، فحصل بذلك ما يحصل للشارب بفمه، ويغذي بدنه". انتهى.
وهذا غير متحقق في قطرة العين أو الأنف.
.. وعليه؛ فالراجح -والله أعلم- أن التقطير في العين أو الأنف لا يفسد الصوم على الصحيح من قولي العلماء، بشرط اجتناب بلع ما ينفذ إلى الحلق منها، وأما إذا وصلت إلى المعدة فإنها تفطر؛ لحديث لقيط بن صبرة السابق.
وإن كان الأولى أن تجتنب قطرة الأنف -خاصة- أثناء الصيام وهو ما قرره مجمع الفقه الإسلامي؛ حيث ذكر "أن قطرة العين، أو قطرة الأذن، أو غسول الأذن، أو قطرة الأنف، أو بخاخ الأنف، لا تعتبر من المفطرات إذا اجتنب ابتلاع ما نفذ إلى الحلق".
- وقال الشيخ العثيمين في الفتاوى: "لا يجوز للصائم أن يقطر في أنفه ما يصل إلى معدته، وأما ما لا يصل إلى ذلك من قطرة الأنف فإنها لا تفطر".
.. أما الحقن الشرجية؛ فأفسد الصوم بها الجمهور من الشافعية والحنابلة، والحنفية في المشهور عندهم، واشترط المالكية الاحتقان بمائع لإفساد الصيام.
واختارشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله أن احتقان الصائم في الدبر لا يفطر وليس عليه قضاء، وهو الراجح؛ لأن الأمة أجمعت على أنه يجب على الصائم الإمساك زمان الصوم عن المطعوم والمشروب والجماع؛ لقوله تعالى: {فالآن باشروهن وابتغوا ما كتب الله لكم وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر} [البقرة: 187]، والحقن في الشرج ليس طعاماً ولا في معناه؛ ولذلك كان الراجح أن الحقن التي تفطر الصائم هي الحقن المغذية فقط؛ لأنها في حكم الطعام، وإن يقصد منها التداوي لا تفطر الصائم، والله أعلم.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
نقلاً عن موقع الآلوكة.