بطاقة إبليس الشخصية

خالد عبد المنعم الرفاعي

  • التصنيفات: فتاوى وأحكام -
السؤال: انتشر في كثير من المنتديات ما يعرف ببطاقة إبليس الشخصية! وسؤالي: ما حكم عرض هذه البطاقة في المنتديات على سبيل الوعظ، وتحذير الناس منه؟
وإليكم ما ورد فيها:
"تم العثور على بطاقة إبليس الشخصية... حيث تم نشر هذه البطاقة على الناس... حتى يحذروه ويبتعدوا عنه:
* الدرجة: كافر، ظالم، فاسق من الدرجة الأولى.
* المكان الدائم: جهنم وبئس المصير.
* العشيرة: الطواغيت.
* البلدة: قلوب الغافلين.
* الاسم: إبليس.
* أعداء الرحلة: المسلمون.
* المرافقون: ضعاف الدين والقلوب، غير متبعي شرع الله.
* المجلس: الأسواق والخلوات.
* رأس المال: الأماني الكاذبة.
* طريق الرحلة: المسارات العوجاء، ودروب الزلل.
* محطة الوصول: الأقطار التي لا يذكر فيها اسم الله تعالى.
* يحب من؟: الغافلين عن ذكر الله تعالى.
* زوجاته في الدنيا: الكاسيات العاريات.
* لباس العمل أو الزي: جميع الألوان؛ كالحرباء، فلكل مكان لون.
* شعاره ومبدؤه في العمل: النفاق سيد الأخلاق.
* الدليل المرشد: السراب.
* بداية ظهوره: يوم أن رفض السجود لآدم.
* صفته: متذبذب حسب المصلحة.
* بيته: الخلاء والحمام.
* شعاره: الوشم.
* مصدر إزعاجه: الاستغفار.
* أوامره: يأمر بالفحشاء.
* خدماته ونصائحه: يأمر بالمنكر، ويرغب فيه.
* غرفة عملياته: الأماكن النجسة، وأماكن المعاصي.
* مصدر رزقه: المال الحرام.
* زملاؤه: المنافقون.
* أرباح التجارة: الهباء المنثور.
* جهة السفر النهائي: صراط الجحيم.
* مدة الخدمة: إلى يوم القيامة.
* الوظيفة: مدير عام المغضوب عليهم والضالين.
* الديانة: الكفر.
* الطعام المفضل: لحم الأموات (الغيبة).
* جهاز الاتصال: الغيبة، والنميمة، والتجسس.
* الأجرة: البوء بغضب الله.
* المكافأة: جهنم وبئس المصير.
* نوع الركوبة: الكذب.
* رفيق الرحلة: شياطين الجن والإنس.
* هوايته: الغواية، والضلالة، وإفساد القلوب.
* مصائده وطعمه الذي يغري به: النساء.
* محامي الدفاع: إن كيد الشيطان كان ضعيفاً.
* يكره من؟: الذاكرين الله والذاكرات.
* يخاف ممن؟: من المؤمن التقي.
* من مطربوه؟: الفنانون والفنانات.
* كلمة السر لأتباعه: أنا "كلمة المتكبرين".
* أفضل عمل له: اللواط، والسحاق، والزنا.
* موعد نهايته: يوم الوقت المعلوم.
* أمنيته وهدفه الأسمى: أن يكفر الناس جميعاً.
* ما يبكيه؟: كثرة السجود.
* وعوده: يعدكم الفقر.
على الجميع الحذر من هذا الشيطان الخطر".
الإجابة: الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:

فالأوصاف الواردة في الكلام السابق منها ما هو صحيح، وتشهد له نصوص الوحي، ومنها ما لم يثبت، قال الإمام ابن القيم في (إغاثة اللهفان): "وقد روي في حديث مرفوع، قال قتادة: "لما أهبط إبليس قال: يا رب لعنتني، فما عملي؟ قال: السحر. قال: فما قرآني؟ قال: الشعر. قال: فما كتابي؟ قال: الوشم. قال: فما طعامي؟ قال: كل ميتة، وما لم يذكر اسم الله عليه. قال: فما شرابي؟ قال: كل مسكر. قال: فأين مسكني؟ قال: الأسواق. قال: فما صوتي؟ قال: المزامير. قال: فما مصايدي؟ قال: النساء".

هذا والمعروف في هذا وقفه، وقد رواه الطبراني في معجمه من حديث أبي أمامة مرفوعاً إلى النبي.

وقال ابن أبي الدنيا في كتاب (مكايد الشيطان وحيله): حدثنا أبو بكر التميمي حدثنا ابن أبي مريم حدثنا يحيى بن أيوب قال حدثنا ابن زحر عن علي بن يزيد عن القاسم عن أبي أمامة عن رسول الله قال: "إن إبليس لما أنزل إلى الأرض قال: يا رب أنزلتني إلى الأرض، وجعلتني رجيماً، فاجعل لي بيتاً، قال: الحمام. قال: فاجعل لي مجلساً، قال: الأسواق، ومجامع الطرقات. قال: فاجعل لي طعاماً، قال: كل ما لم يذكر اسم الله عليه. قال: فاجعل لي شراباً، قال: كل مسكر. قال: فاجعل لي مؤذناً، قال: المزمار. قال: فاجعل لي قرآناً، قال: الشعر. قال: فاجعل لي كتاباً، قال: الوشم. قال: فاجعل لي حديثاً، قال: الكذب. قال: فاجعل لي رسلاً، قال: الكهنة. قال: فاجعل لي مصايد، قال: النساء"، وشواهد هذا الأثر كثيرة فكل جملة منه لها شواهد من السنة أو من القرآن".أ.هـ.

ولكن ننبه إلى أن بعض ألفاظ هذه الرسالة فيه نظر:

- كقولهم: "المكان الدائم: جهنم"؛ فالثابت أن عرشه الآن على الماء، إلا إن كان يقصد مكانه يوم القيامة.

- وكقولهم: "أفضل عمل له: اللواط والسحاق والزنا"؛ فالشرك بالله أعظم من ذلك.

.. أما استخدام تلك البطاقة لتحذير الناس، فالأولى الاقتصار على طريقة القرآن والسنة، وما كتبه الأئمة الأعلام في هذا الشأن، مثل كتاب (تلبيس إبليس) لابن الجوزي، و(إغاثة اللهفان من مصائد الشيطان) لابن القيم؛ بل يخشى أن يكون لتلك البطاقة تأثيراً عكسياً؛ إذ يتحول التحذير من الشيطان الرجيم إلى طرفة يتفكه بها، والله أعلم.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

نقلاً عن موقع الآلوكة.