هل من السنة لعق اليدين والقصعة بعد الأكل؟
حامد بن عبد الله العلي
- التصنيفات: فقه الأطعمة والأشربة -
السؤال: هل من السنة لعق اليدين والقصعة بعد الأكل؟
الإجابة: ورد هذا ـ لعق اليد والقصعة ـ في الصحيحين وغيرهما ، ولكن علل في بعض
الرويات ( فإنه لايدري في أيتهن البركة ) ـ
قال النووي : ( معناه أن الطعام الذي يحضر الإنسان فيه بركة ولا يدري أن تلك البركة فيما أكله أو فيما بقي على أصابعه أو فيما بقي في أسفل القصعة أو في اللقمة الساقطة , فينبغي أن يحافظ على هذا كله لتحصل البركة )
فدل هذا على أن المقصود إذا لم يبق من الطعام شيء بل أكل كله ، وبقي منه آثار في الصحن أو على اليد ، فإن الآكل لاينبغي أن يرمي هذه الاثار ، لأنه قد يكون فيها البركة وهو لايدري ، أما إن كانت بقايا الأكل لازالت كثيرة أكثر من أن تلعق ، فلا ينطبق الحديث ، خلافا لمن يظن أن اللعق بمجرده سنة ، كلا ، بل المقصود به هو أن لايدع شيئا من الطعام يرمى ، خشية أن يكون فيه البركة ، ولا طريق إلى التأكد من الحصول على بركة الطعام إلا بلعق ما تبقى من آثاره في الأصابع أو الصحن ، ومعلوم أن هذا لايتحقق إلا إذا كان الطعام قد انتهى كله ولم يبق منه إلا الآثار على الصحن واليد ، هذا مع أنه إذا كان فعل هذا الأمر يؤدي إلى فوات مصلحة أرجح فلا يفعل ، مثل أن يفعل أمام من يطمع في هدايته إلى الإسلام ، فإذا كان يستقذر هذا الفعل فلايفعل أمامه ، لاسيما وهو من المندوبات لا الواجبات ، وينبغي للمسلم أن يكون فطنا ، لايفعل الفعل المندوب إذا أدى إلى فوات ما هو أعلى منه رتبة في الدين ، فيكون مثل الذي يدع سنة الفجر مثلا ويصلي بدلها تنفلا مطلقا
والله أعلم
سؤال عن جواب الشيخ السابق:
هل قولكم "هذا مع أنه إذا كان فعل هذا الأمر يؤدي إلى فوات مصلحة أرجح فلا يفعل ، مثل أن يفعل أمام من يطمع في هدايته إلى الإسلام " ينطبق أيضا على عدم فعل هذه السنة أمام مسلم ضعيف الإيمان من النوع الذي ينتقد الملتزمين؟ أم أن في هذا خجل من إظهار دين الله؟
الجواب:
نعم ينطبق ، وليس هو خجل من إظهار دين الله ، بل هو حكمة في إظهار دين الله ، ذلك أننا أمرنا أن نخاطب الناس على قدر عقولهم ، وأذكر أننا كنا مرة أيام العلامة الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله ، في خيمته في منى في الموسم ، وسأله سائل قائلا أنه يرغب ان يكون ثوبه نصف الساق ولكنه رجل يدعو عامة الناس في مجامعهم وهذا يجعلهم ينشغلون بالنظر إلى ثوبه ويستغربون وينفرون منه وقد يؤدي إلى انصرافهم عن دعوته ، فقال لايفعل دعوته وتعليمه للناس ما افترضه عليهم أولى وأهم من هذه السنة المستحبة انتهى ، وهكذا نحن عندما نريد أن نرغب الناس في سنة النبي صلى الله عليه وسلم نعلمهم الأهم فالأهم والله أعلم
قال النووي : ( معناه أن الطعام الذي يحضر الإنسان فيه بركة ولا يدري أن تلك البركة فيما أكله أو فيما بقي على أصابعه أو فيما بقي في أسفل القصعة أو في اللقمة الساقطة , فينبغي أن يحافظ على هذا كله لتحصل البركة )
فدل هذا على أن المقصود إذا لم يبق من الطعام شيء بل أكل كله ، وبقي منه آثار في الصحن أو على اليد ، فإن الآكل لاينبغي أن يرمي هذه الاثار ، لأنه قد يكون فيها البركة وهو لايدري ، أما إن كانت بقايا الأكل لازالت كثيرة أكثر من أن تلعق ، فلا ينطبق الحديث ، خلافا لمن يظن أن اللعق بمجرده سنة ، كلا ، بل المقصود به هو أن لايدع شيئا من الطعام يرمى ، خشية أن يكون فيه البركة ، ولا طريق إلى التأكد من الحصول على بركة الطعام إلا بلعق ما تبقى من آثاره في الأصابع أو الصحن ، ومعلوم أن هذا لايتحقق إلا إذا كان الطعام قد انتهى كله ولم يبق منه إلا الآثار على الصحن واليد ، هذا مع أنه إذا كان فعل هذا الأمر يؤدي إلى فوات مصلحة أرجح فلا يفعل ، مثل أن يفعل أمام من يطمع في هدايته إلى الإسلام ، فإذا كان يستقذر هذا الفعل فلايفعل أمامه ، لاسيما وهو من المندوبات لا الواجبات ، وينبغي للمسلم أن يكون فطنا ، لايفعل الفعل المندوب إذا أدى إلى فوات ما هو أعلى منه رتبة في الدين ، فيكون مثل الذي يدع سنة الفجر مثلا ويصلي بدلها تنفلا مطلقا
والله أعلم
سؤال عن جواب الشيخ السابق:
هل قولكم "هذا مع أنه إذا كان فعل هذا الأمر يؤدي إلى فوات مصلحة أرجح فلا يفعل ، مثل أن يفعل أمام من يطمع في هدايته إلى الإسلام " ينطبق أيضا على عدم فعل هذه السنة أمام مسلم ضعيف الإيمان من النوع الذي ينتقد الملتزمين؟ أم أن في هذا خجل من إظهار دين الله؟
الجواب:
نعم ينطبق ، وليس هو خجل من إظهار دين الله ، بل هو حكمة في إظهار دين الله ، ذلك أننا أمرنا أن نخاطب الناس على قدر عقولهم ، وأذكر أننا كنا مرة أيام العلامة الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله ، في خيمته في منى في الموسم ، وسأله سائل قائلا أنه يرغب ان يكون ثوبه نصف الساق ولكنه رجل يدعو عامة الناس في مجامعهم وهذا يجعلهم ينشغلون بالنظر إلى ثوبه ويستغربون وينفرون منه وقد يؤدي إلى انصرافهم عن دعوته ، فقال لايفعل دعوته وتعليمه للناس ما افترضه عليهم أولى وأهم من هذه السنة المستحبة انتهى ، وهكذا نحن عندما نريد أن نرغب الناس في سنة النبي صلى الله عليه وسلم نعلمهم الأهم فالأهم والله أعلم